رأي

د. عبد الله فتحي يكتب في نصف كوب: البروق لاحت..

د.عبدالله فتحي يكتب:
عمود صحفي بعنوان ( نصف كوب)

البروق لاحت..

رشفة أولى:

الجيش السوداني وصحبه من قوات الأمن والمخابرات والعمل الخاص وقوات السند الشعبي تقوم بعمل اسطوري كأفلام الخيال العلمي.
( حرب المدن ) هى ما تجعل الجيش الروسي في اوكرانيا لا يستطيع التقدم لشهور إلا بخطوات محدودة جدا فإذا تقدم خطوة غير محسوبة خسر جنود ومعدات وأجهزة ومؤن وجولة حرب.
تسليح المرتزقة المأجورين ( أتباع آل دقلو ) من حيث النوعية الحديثة والكمية الهائلة والذخيرة المميتة فوق قدرات وامكانيات جيش السودان..مؤكد..وتجلى ذلك ( بعد سلسلة الهزائم المتلاحقة للمغتصبين المرتزقة سقطت كثير من مخازن هذه الأسلحة المتطورة في يد أبطال الجيش..فكانت الدهشة حاضرة و السؤال قائم: كيف لم ينتصر علينا هولاء.!!!!).

رشفة ثانية:

( حرب المدن ) مجال وميدان لم يخوضه جيش السودان طوال قرن من الزمان في سيرته القتالية الباهرة في الصحاري والأدغال والوديان والسهول والجبال..
وما يجعلنا مطمئنين للنصر أن جيش السودان لا تعرف سجلاته غير الانتصار وإن خسر جولة من جولات المعركة.

المهاجم تحت رحمة المدافع.. هذا هو التكتيك الذي نفذه ابطال السودان باحترافية فاقت التصورات والتوقعات لمواجهة ( الصدمة الأولى المميتة ) التي كان هدفها هو ( كسر عظم الجيش من ثم أكل لحم السودان. )..قصص صمود وجسارة وصلابة وتضحيات حيرت ( وزراء دفاع ولواءات استخبارات وقيادات حرب وغرف التحكم والسيطرة وخبراء التجسس والاختراق لعدة دول تجمعوا وهم على يقين من أنهم سيكتسحوا جيش السودان ويحكموا أرض بعانخي وبادي ابوشلوخ والمانجلك والسلطان تيراب..خابوا وخسروا.) هذا التكتيك سيكون منهج يدرس في كليات الاركان الاوروبية والامريكية والعربية في أول العام 2025م.).

بعد امتصاص الصدمة الأولى بجسارة هائلة..بدأ مرتزقة العدو ييأسون من ( كسر العظم ) الذي كان الهدف الأساس للحشود القتالية الضخمة ومطر الرصاص والمدافع وأرتال العربات المصفحة بكسر عظم مراكز قيادات الجيش لينهار..فيأسهم قادهم بخنوع وسذاجة وغباء فأخذوا يبحثون عن ( أكل اللحم ) فتفرقوا عن قيادات اسلحة الجيش الى المدنيين العزل ينهبوهم ويقتلوهم ويفرحوا بالانتصار عليهم..

وهنا بدأ ( المارد ) يخرج من خندق ( الدفاع ) وينفض غبار القيام (راقدا) الى مرحلة القيام (واقفا) ليطارد غثاء المرتزقة بعيون صقر جديان ثاقبة وعزيمة نمر جريح كاسر فيلاحقهم ويسلبهم ارواحهم الهامدة واسلحتهم الفتاكة واجهزتهم المتطورة بقسوة وقوة وإتقان و ( بخطوات ثابتة محسوبة بدقة.)..
فالجيش يعلم ان هزيمته تعني.. نهاية وطن اسمه ( السودان).

تغلب ابطال السودان على الاختراق الجاسوسي العميق والعمل الاستخباراتي المحترف وشراء الذمم باوراق نقدية لا تحصى ولا تعد للمدنيين والعسكريين والاطفال والشباب والنساء من داخل وخارج السودان ( لاحظوا أكوام جثث المرتزقة بعد نهاية كل معركة قادمة..الأجانب اكثرهم..تعسا لهم..بحثوا عن المال في المكان الخطأ.).

مواقف من التضحية بلا التفات.. بالابناء والاخوان والاباء والامهات وجميع أفراد الأسرة في سبيل ان يبقى الوطن سالما لا يمسه سؤ ولا انكسار.. وقد ارتضى اهلهم فعلهم بابتسام فخر واعزاز واعتزاز ( مئات من أبناء قوات الشعب المسلحة لم يغادروا خنادقهم وارتكازاتهم وثغورهم منذ بداية الحرب الى هذه اللحظة – الله يعلمهم – دفاعا فدائيا مستميتا صابرا على الشوق والجوع والعطش والقلق على مصير اسرهم والألم والسهر وعدم النوم لأيام وشهور يحسبون الوقت بأجزاء الثانية وهم يحمون ثغور مواقع قيادات الجيش التي اذا دخلها العدو قطع شرايين (حارس عرين الوطن) وتركه مجندلا وحكم على جميع أهل السودان بالذل والإهانة وطأطأة الرأس بلا استثناء..إلا للذي يسجد بينما الآخرين راكعين.).

ضباط وضباط صف وجنود قوات الشعب المسلحة والمجاهدين الوطنيين قدموا أرواحهم رخيصة لحماية السودان..هولاء الأبطال حددوا طريقهم بخيارين ( نصر أو شهادة )..مواقف يسجلها تاريخ الإنسانية في الشجاعة والبسالة ( جندي يموت على سلاحه وسط مئات من غربان الشتات تحاصره وحيدا بعد أن استشهد رفقائه وسلاحه لم يتوقف عن اطلاق النار حتى انتهى شريط الذخيرة..فقد مات ضاغطا على الزناد.!!!).

ابطال السودان كانوا يواجهون الموت وهم في خنادقهم في كل لحظة قادمة عند بداية الهجوم الغادر الضخم المخطط من معاهد عسكرية دولية..أما الآن..بات قطيع الحمر المستنفرة يهربون وعيونهم في ظهرهم يخشون افتراس أسود ابطال السودان في كل لحظة قادمة..( انتظروا نفرة دفن الأشلاء لتطهير أرض السودان من قذارة اجسامهم بعد أن فارقتها ارواحهم البائسة.).

رشفة آخيرة:

البروق لاحت..البشارات هلت..الارهاصات بانت كشمس الظهيرة في الصيف..انتصار إرادة شعب السودان على إرادة كتلة الطغاة المتجبرين بإرادة القوي الجبار..الخسائر فادحة..الجراح غائرة..الآلام حد الغرغرة..لكن النصر أتى.. الحمدلله..و… معاكم سلامة.????

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق