رأي
محمد فضل ابوفراس في ضجة حروف يكتب: دُنيا دبنقا دردقي بشيش
ضجة حروف
محمد فضل ابوفراس
دُنيا دبنقا دردقي بشيش
كنت بالمرحلة الثانوية ووقتها شغوفا جدا بالبرامج الاذاعية خاصة التي بها مواد ثقافية كانت تضج بها اذاعتنا القومية مثل برنامج الجمعة للبروف/عبدالله الطيب رحمه الله وبرنامج لسان العرب للاستاذ/فراج الطيب رحمه الله وبرامج اقبل الليل وأسمار وصالة فنون واستديو الثقافة
ومن الذين برعوا في تقديم البرامج الإذاعية الوثائقية المختلفة الاستاذ محمد سليمان وقدّم تجربة رائعةفي إجازة الأصوات الغنائية عبر البرنامج الشهير نجوم الغد الذى قدمة لنا الأستاذ بابكر صديق
وقدم نموذجآ من الأعمال الخالدة التي نستذكرها كلما مر علينا الزمان.
(دنيا دبنقا _ جراب الحاوي) واسم البرنامج دنيا دبنقا من المثل الدارفوري دنيا دبنقا دردقشي بشيش
اي علينا ان ناخذ الامور بالحكمة والصبر وهذه الدنيا كذاك الاناء الذي يصنع من الطين اذا حركته بقوة ربما ينكسر وهكذا هي الحياة !
تلك البرامج
ستظل خالدة في ذاكرتنا
وغيرها من الروائع ومن برامجه التي وجدت استحسانا وقبولا من المشاهدين برنامجه التلفزيوني الاسبوعي بدون عنوان بعد كل هذه المسيرة الحافلة من العطاء الثقافي
حملت الينا الانباء رحيل القامة الاعلامية استاذي محمد سليمان بشير بعد معاناة مع المرض وبرحيله فقد الوسط الثقافي والفني بل السودان باكمله رمزاً من رموزها ، وتعود بي ذاكرتي للعام ٩٤ حيث كنت التقي باستاذي محمد سليمان بصورة دائمة وبعد ان صدر كتابي الاول مؤجز المقال في عروس الشمال والذي تناولت فيه الحديث عن مدينة الاصالة والتاريخ دنقلا ومناطقها والاثار التي تذخر بها ورموزها وخلاويها والتقيت قبل اثناء كتابتي لكتابي بالبروف عبدالله الطيب رحمه الله والشاعر الكبير عبدالله الشيخ البشير رحمه الله والاستاذ /الطيب محمد الطيب رحمه الله وقتها اهداني كتابه الماتع المسيد والذي اتخذته كمرجع لي عندما تحدثت عن خلاوي منطقة دنقلا مع بعض الاضافات ، وكنت من الشغوفين ببرنامج بدون عنوان التلفزيوني وسجلت زيارة للراحل المقيم محمد سليمان بمنزله ببحري المزاد ومعي كتابي عن دنقلا فاشاد به كثيرا وانني مازلت في مقبل العمر ولدي موهبة في الكتابة وشجعني كثيرا كما شجعني من قبل البروف عبدالله الطيب وهذا وسام علي صدري ماحييت وقدمي لي دعوة مع خمس افراد لحضور تسجيل برنامجه بدون عنوان بالاستديو وتقديم كتابي من ضمن جوائز الحلقة اعلان غير مدفوع الثمن كدعما معنويا وكرماً ولطفاً منه لي رحمه الله، واذكر كان له محل تجاري في المؤسسة بحري يحمل اسمه برنامجه الاذاعي الشهير دنيا دبنقا يديره احد ابناءه،،
تقلد الفقيد خلال مسرته الاعلامية التي استمرت لخمس عقود عدد من المناصب
من بينها مدير إذاعة صوت الامة، مدير الإذاعة السودانية ، ومدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون،
ويعتبر الاستاذين محمد سليمان وحمدي بدر الدين من اوائل الذين أثروا مكتبتنا الثقافية بالبرامج الثقافية الجماهيرية وسبقت تلفزيونات الدول العربية في ذلك فكانا هما الرواد لهما الرحمة والمغفرة الاول عبر برامجه التي ذكرناها آنفا والثاني عبر برنامج فرسان في الميدان،
نسال الله الرحمة والمغفرة لاستاذنا محمد سليمان وان ينزل علي قبره شابيب المغفرة ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن اولئك رفيقا وان يرحم جميع موتانا وموتي المسلمين.