رأي
أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: الإستراتيجيات الحقيقية… صمام أمان الحماية الإجتماعية
نافذة أمان
الإستراتيجيات الحقيقية… صمام أمان الحماية الإجتماعية
كتب: أحمد حسين
الحماية الإجتماعية هي أكثر ما يحتاجه مواطن وشباب اليوم خاصة في ظل الوضع الذي تعيشه البلاد حالياً، فالسودانيين أكثر حوجة لمثل هذه الحماية من أي وقت مضى.
فمن جانب تطوير المهارات للشباب وإيجاد فرص عمل نحتاج لعمل كبير في هذا التوقيت الذي يشهد تدهوراً للإقتصاد، فالمواطن في حوجة ماسة لتطوير مهاراته لكسب سبل العيش الكريم خاصة في ظل التطور الذي شهده سوق العمل الذي لا يتوافق كثيراً مع مخرجات الجامعات في تخصصاتها برغم المجهود الكبير الذي بذل في “مؤالفة” البحوث العملية للخريجين وما تتوافق مع تلك السوق.
فالدولة ممثلة في وزارة التنمية الإجتماعية تقوم بدور كبير في هذا الجانب وذلك من خلال وضع إستراتيجيات لتقويم هذا الأمر وفتح آفاق جديدة لتحسين الدخول للأفراد والمجتمع لتحقيق مبدأ الكفاية والحماية المجتمعية التي بات فقدانها يشكل خطراً كبيراً للشباب من الإنزلاق نحو الهاوية بسبب التغيرات الكبيرة في الشارع والوضع في السودان بشكل عام عطفاً على الأوضاع الإقتصادية التي أصبحت لا “تعترف بالمرتب الشهري” كحائط صدى نحو الهجوم الذي تشنه المستلزمات اليومية للأسر.
ولعل من أبرز الإستراتيجيات التي وضعتها وزارة التنمية الإجتماعية في إجتماع قطاع التنمية الاجتماعية والثقافية بمجلس الوزراء برئاسة وزير التربية والتعليم المكلف محمود سر الختم الحوري هو العمل بكل الوسائل لتعزيز الحماية الاجتماعية المفضية للإستقرار والذي بدوره يقوم بجعل السلام المجتمعي واقاعًاً يمشي بين الناس، وهذا السلام أو الرضى الإجتماعي هو بالطبع الطريق الموصل لإثبات الحقوق ومن ثم تحقيق التضامن الاجتماعي والذي يكون مقدمة صلبة لتقوية التماسك الاجتماعي.
والتماسك الإجتماعي أوالمجتمعي لا يتم الا بتحقيق العدالة الإجتماعية في كل شي .
ولأن قضية الحماية الإجتماعية تحتاج لتضافر جهود الجميع في المجتمع والمؤسسات ولدى الأفراد، نجد أن وزارة التنمية الإجماعية في إجتماع القطاع عمدت على التأكيد على توسيع المشاركة في نطاق الحماية الاجتماعية من خلال اعداد سجل موحد للاستراتيجية وتصميم برامج الاشغال العامة لتمكين تنمية المهارات لضمان وتوفير الدخل الأساسي للمواطنين وتعزيز وتقديم الخدمات الاجتماعية لهم.
الفئات أو الشراح الضعيفة في المجتمع والمتعففون من الناس هم أولى بتوفير فرص العمل والتدريب والتدريب المستمر، وصقل التجارب، ولعل التمويل الذي توفره الدولة في بعض الأوقات لهذه الشرائح في خلق مشروعات صغيرة تدر عائداً من الضروري بمكان التوسع فيه لأنه صمام الأمان لإخراج هؤلاء من دائرة الفقر التي توسعت في الفترة الآخيرة لتشمل حتى الموظفين والعاملين.
وآخيراً فإن قضية المجتمع والحماية الإجتماعية هي قضية تمثل حجر الزاوية في الخروج الآمن بالمجتمع من إشكالاته وتحدياته التي يشهدها السودان اليوم، فحتى القضية السياسية التي يتصارع المتصارعون فيها حول الكرسي، هي قضية إجتماعية في الأساس والمنطلق الاول، والا ماكانت شعارات الثورة تنادي بالحرية والسلام والعدالة، فهذه الشعارات هي أس تحقيق الحماية المجتمعية ومنها ينطلق العمل السياسي لمراميه في توفير بقية إحتياجات المواطن المعيشية والإقتصادية والثقافية.
نتمنى أن تعمد وزارة التنمية الإجتماعية على توسيع الدائرة ومشاركة كل أصحاب المصلحة الحقيقيين في جعل الحماية الإجتماعية نبراساً وشعاراً مطبق على الأرض وواقعاً لدى مواطن وشباب السودان لتكون المرتكز والإنطلاقة الفعالة للعمل على بناء سودان خال من النعرات والأمراض الجهوية ومن ثم ينطلق الجميع سودانيون أصلا حقاً لبناء الوطن الكبير.