سياسة
الإتفاق الإطاري يتحدى حملات التشويه ويرسم مستقبل السودان
الخرطوم: سودان بور
قال عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان أن الإتفاق الإطاري لم يفشل بعد، وأن تنفيذ مضامينه هي التي ستحدد مستقبل السودان، من خلال تحقيق أهداف الثورة القائمة على إستلام سلطة مدنية لدواليب الحكم. وأشار الفكي في مقابلة مع الجزيرة مباشر إلى وجود إتهامات تتحدث عن تفاهمات سرية، مؤكداً إنه ليست هناك إتفاقات سرية بين قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والمكون العسكري ضمن الإتفاق الإطاري.
من جانبه أعلن الناطق الرسمي بإسم العملية السياسية، خالد عمر يوسف أن النقاش حول تصورات القضايا الأربعة المتبقية من العملية السياسية سيكتمل تمهيداً لإجازتها في إجتماع أخير يوم الخميس وأوضح يوسف في بيان، أن الخطوة تأتي تمهيداً لبداية تنفيذ العمل في التصورات النهائية للعملية السياسية إعتباراً من الأسبوع القادم، والفراغ في أقرب فرصة ممكنة خلال أسابيع معدودة.
ومطلع يناير الجاري بدأت بالخرطوم، إجتماعات المرحلة النهائية من العملية السياسية بين العسكريين والمدنيين الموقعين على الإتفاق الإطاري، لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة. وجاءت العملية السياسية برعاية الآلية الثلاثية للأمم المتحدة، الإتحاد الأفريقي، الهيئة الحكومية (إيغاد)، وبحضور المدنيين والعسكريين الموقعين على الإتفاق الإطاري.
وفي الخامس من ديسمبر من العام الماضي، وقع المكون العسكري إتفاقا إطارياً مع القوى المدنية، بقيادة قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي، وقوى سياسية أخرى (الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، المؤتمر الشعبي)، ومنظمات مجتمع مدني، بالإضافة إلى حركات كفاح مسلح تنضوي تحت لواء (الجبهة الثورية) لبدء مرحلة إنتقالية تستمر لمدة عامين. وتشمل العملية السياسية للتوصل لإتفاق نهائي 5 قضايا، هي العدالة والعدالة الإنتقالية، الإصلاح الأمني والعسكري، مراجعة وتقييم إتفاق السلام، تفكيك نظام 30 يونيو 1989، قضية شرق السودان.
وتعليقاً على هذه الأحداث قال الخبير الإعلامي والمحلل السياسي خالد حسن أن خطوات العملية السياسية تمضي بثبات، رغم حملات التشويه والإستهداف التي يتعرض لها من قبل جهات لا تريد التوافق لأهل السودان. ونبه خالد إلى أن المرحلة التي يمر بها السودان مرحلة دقيقة وحساسة، وتتطلب تكاتف الجهود والوحدة لإبعاد البلاد من خطر التفكك والإنقسام. وأشار خالد إلى أن جهات غربية مدعومة بعملاء من الداخل تخطط لإشعال الحرائق في السودان، وتستغل بعض الواجهات لتنفيذ مخططات مشبوهة تهدف إلى تفكيك السودان ونهب موارده وإدخاله في دوامة الفشل والحروب، مؤكداً أن التوافق بين أبناء السودان سيقطع الطريق أمام هذه المؤامرات.
وشدد خالد على أهمية المضي قدماً في الإتفاق الإطاري وجعله منصة لإنطلاق العملية السياسية السودانية والإلتفاف حوله، لأنه يحوي حلولاً لكافة مشاكل البلاد، ويتضمن رؤى وتطلعات ثورة ديسمبر. وأمن الخبير خالد على ضرورة أن تضع كافة الأحزاب والكيانات السياسية مصلحة الوطن والمواطنين السودانيين في قائمة الأولويات، بعيداً عن النظرة الحزبية الضيقة والأطماع الشخصية والأجندة الغربية المشبوهة.