تحقيقات وحوارات

فشل مواكب 17 يناير من يمتلك الشارع؟

الخرطوم: سودان بور
تفاجأ عدد من المراقبين والمحلليين السياسيين بفشل مواكب وتظاهرات الثلاثاء ال 17 من يناير والتي دعت لها لجان المقاومة بولاية الخرطوم تحت شعار (ضاقت خلاص) ومنبع المفاجأة أن الدعوة لهذه التظاهرات تمت مبكراً مترافقة مع دعاية إعلامية لا بأس بها وتم تحديد ونشر مساراتها قبل وقت كافي.
وقال الدكتور أحمد حسن الخبير والمحلل السياسي أنه كان من المتوقع أن تتدفق أعداد كبيرة من المتظاهرين من أحياء الازهري وعد بابكر وجبرة والصحافات والديم لانها أحياء منفتحة على منطقة شروني والقصر الجمهوري ولاتحتاج لعبور أي جسر لافتاً إلى أنه وبالرغم من كل ذلك شاركت في التظاهرة أعداد قليلة جداً من الشباب قد لاتصل أعدادهم إلى المئات مؤكداً أن محيط شروني ولاول مرة بدا هادئاً والحركة فيه متاحة ومنسابة تحت إشراف شرطة المرور المباشر والمركبات العامة تمضي بسلاسة من كركر والاستاد والسوق العربي لاول مرة في خضم التظاهرات في حين بدى ضباط وضباط صف وجنود قوات الشرطة في محيط شروني والقصرغير أبهين أو مهتمين بالتظاهرات ويتبادلون الابتسامات والقفشات فيما بينهم.
وأكد حسن ان توقيع الاتفاق الاطاري بين المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير والمكون العسكري أثر بصورة كبيرة جداً في الساحة السياسية السودانية ومثل إختراق مهم للغاية في جدار الازمة السياسية مبيناً أن الاتفاق الاطاري ساهم بصورة مباشرة في إبعاد أعداد كبيرة من شباب لجان المقاومة من سيطرة القوى السياسية المتشددة والرافضة للاتفاق مثل قوى التغيير الجذري التي يتزعمها الحزب الشيوعي فأصبحت التظاهرة غير فعالة من حيث التنظيم والمشاركة موضحاً أن الاحزاب والقوى السياسية التي وقعت الاطاري لاشك أنها تمتلك ضمن عضويتها كوادر شبابية منظمة كانت تشارك في التظاهرات والمواكب واصبحت الان بعد توقيع الاتفاق لاتشارك مما أفقد التظاهرات والمواكب الكثير من زخمها.
وأضاف حسن أن هناك أعداد مقدرة من شباب الثورة باتت أكثر إقتناعاً بالاتفاق الاطاري وترى ضرورة منح أطرافه فرصة كافية لتنفيذه ومن ثم إنتظار النتائج علها تكون المخرج للازمات الوطنية المتعددة والمتطاولة لافتاً إلى أن الضغوط الاقتصادية على الاسر السودانية مع بداية العام الدراسي الجامعي وزيادة الرسوم الدراسية لمعظم طلاب الجامعات وبداية العام الدراسي في التعليم العام أيضاً مع زيادة الرسوم الدراسية كل ذلك خلق حالة من شعور الشباب بضرورة مساعدة أسرهم بدلاً من المشاركة في تظاهرات لم تاتي لهم بجديد حتى الان سوى بمزيد من المعاناة وعدم وجود ضؤ في أخر النفق للحل والتقدم خطوات لاستكمال الفترة الانتقالية وفتح الطريق أمام الانتخابات العامة التي تمهد للاستقرار السياسي ومن ثم إحداث تنمية شاملة تعوض الشباب السوداني ماعاناه في تفجير الثورة.
واشار حسن إلى حالة الاحباط التي يعيشها الشباب الذين شاركوا في ثورة ديسمبر موضحاً أن ذلك الاحباط يعود لعدة أسباب رئيسية أهمها : فشل السياسيين في تحقيق أهداف الثورة وإحساسهم أن ثورتهم تمت سرقتها من بعض القوى السياسية الانتهازية وإنقسام وتشظي معظم القوى الثورية وعلى رأسها قوى إعلان الحرية والتغيير وتراكم الدفعات الجامعية داخل الجامعات مما خلق حالة من اليأس في نفوس الشباب ودفع أعداد منهم لتعاطي المخدرات والهجرة خارج السودان.
وقطع حسن بأنه فيما يبدو لاتوجد الان قوى سياسية تستطيع أن تدعي بأنها تمتلك الشارع مشدداً على أن فشل تظاهرات ال 17 من يناير يؤكد أن الشباب السوداني أصبح لايمكن الوصول إليه من قبل قوى التغيير الجذري بقيادة الحزب الشيوعي.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق