رأي
عرفة صالح يكتب: من يقيد حراك السفراء الأجانب بالسودان؟
من الغرائب والعجائب والمدهش أن نطالع في وسائل الإعلام وبالأخص المواقع الإلكترونية خبراً مفاده أن السفير الأمريكي يتجول في الولاية الشمالية و يزور “قهوة أم الحسن”، ويلعب كرة قدم مع مجموعة من ابناء المنطقة كحدث لم نسمع به الا في سودان اليوم الذي لم نر له شبيهاً في كل أنحاء العالم لا في الوضع السياسي، ولا الإقتصادي، ولا الإجتماعي، ولا الأمني،
ان يتجول سفير في بلد ليس بلده بكل اطئمان، فالسودان الآن أي شيى فيه جائز ووارد وغير مستغرب، ومن الطبيعي ان تسمع وتقرأ ان سفير دولة ما في الخرطوم لا يمانع في حضور “طهور” أولاد فلان” في قرية نائية لم تكن معلومة حتى لأهل السودان، أو تلبية دعوة لتناول وجبة الافطار لشخص ما بمناسبة أنه أنجب طفلين توأم بعد انتظار عقدين من الزمان، في اطار حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي يريد أن يشاركه الأفراح .
وحسب العرف الدبلوماسي الذي حدد حركة السفراء والدبلوماسيين في الدول التى يعملون بها، فإن الوضع في السودان مختلف وعادي جداً وبكل بساطة تخطى حدود الأعراف والقوانين الدبلوماسية أصبح السفراء يتجولون في السودان بكل أريحية وحميمة فاقت تصور الإنسان السوداني الذي بات يفكر في دعوة السفراء لمشاركتهم الحياة في تفاصيلها الصفيرة، ولا مانع لهم أن يتم استشارتهم في دفن “الميت” وفي “الخطوبة “وكيف تاكيدها وتحقيقها، وربما فكروا في إقامة ورش لوضع خارطة طريق لكيفية اتمام الزواج لأن الطقوس التى يتم بها اتمام الزواج في السودان لا تشبه الطقوس المتبعة في امريكا واوروبا والدول العربية .
والسفير الأمريكي بالخرطوم وغيره من السفراء تركوا مهمتهم الأساسية واتجهوا لإشياء انصرافية لاتفيد الوطن في شيى، ماذا نفهم من زيارة السفير الأمريكي لقهوة أم الحسن، وما الفائدة التى يجنيها السودان منها ومن الزيارات الأخرى التى نفذها السفير الأمريكي لعدد من الولايات، والآن يتجول ويتحرك ويلتقط في الصور من أعلى جبل البركل بالولاية الشمالية كأنما هو في بلده الأم الولايات المتحدة الأمريكية، ياسبحان الله نحن فعلاً شعب طيب ” أوي” وهل الزيارات التى يقوم بها من ضمن بنود العملية السياسية النهائية، وتساعد على تشكيل حكومة مدنية في فترة انتقالية معطوبة الأطراف، وهل ستساعد أيضا لجنة التمكين بوجها الجديد إن قدر لها أن تكون في إزالة تمكين نظام الإنقاذ ومحاسبة رموزه بالطريقة التى يتمنوها ويرغبون فيها ،ام ان زيارته للاغراض السياحية ام هناك اغراض غير معلومة لها ابعاد اخرى.
والسفير جون دفري، أظنه أصبح سوداني أصيل ويشارك أهله وأصهاره الأفراح والأتراح وحسب المعلومات يفكر في تأسيس الطريقة “الجوفرية” والتى تحظى بمريدين و أتباع كثر وستنجح بكل تأكيد في نقل دولة “السودامريكا” الجديدة الى بر الأمان والى مصاف الدول المتقدمة .
وعموما يبدو أن التدخل الأجنبي في السودان بات أمر طبيعي ولا حرج فيه وصارت مشاركات السفراء في حياة السودانيين عادي ولاتحتاج لإذن من السلطات، وبتنا صباح كل يوم جديد نقرأ ونسمع مشاركة سفير في منشط سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي ورياضي.
فهل ياترى أن هذا الحراك الكبير للسفراء المتواجدين بالسودان يتم بعلم السلطات وإذنها ام ماذا؟
واخيرا دون شك وجد السفير الامريكي ترحيبا واسعا وكرم فياض كعادةالسودانيين عندما يحل عليهم ضيف مهما كان وزنه ، ناهيك عن سفير أكبر دولة في العالم ، بالتأكيد اهالي المنطقة قاموا بالازم ونقلوه على كفوف الراحة ولم يقصروا أبدا ، لكن السؤال هل أصاب السفير هدفه وحقق غرضه ومراده الذي من أجله زار المنطقة رغم المتاعب والظروف السياسية المترنحة التى تعيشها البلاد .