رأي

محمد فضل أبو فراس يكتب في ضجة حروف: العيلفون ويوم الزينة

ضجة حروف
محمد فضل ابوفراس
العيلفون ويوم الزينة
العيلفون مدينة تاريخية عريقة ذاع صيتها بمقدم العارف بالله الشيخ ادريس بن محمد الارباب
العيلفون قبل مجيء الشيخ إدريس بن محمد الأرباب إليها كانت مقاطعة تابعة لمملكة علوة المسيحية والتي اتخذت من سوبا شرق «الحالية» عاصمةً لها (قبل سقوطها في العام 1505م)، وكان يسكنها بطبيعة الحال قوم يقال لهم (العنج) وهم وزراء الفونج الذين اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم وبطونهم، ويقال ان اسم العيلفون اتت من (عائلة الفونج )وهم اول من قطنوها وعادة ماتتعدد روايات تسمية المناطق واقول ان هذه الارجح،
يوم الزينة وفقًا للقرآن؛ هو اليوم الذي حدده موسى موعدًا مع فرعون والسحرة ليلتقيا فيه ويعرض كلاهما ما لديه من سحر ومعجزات فتكون الحجة للغالب فيهما على المغلوب، بحيث يقرّ المغلوب للغالب فيه بأنه على حق وأنّ الحق إلى جانبه، وهاهي العيلفون تتحلي في كامل زينتها ويلبس ابناءها ازهي الحلل ليشهدوا يوم الزينة وهو الجمعة القادمة باذن الله ٢٧ من يناير الجاري ولاسيما ان يوم الجمعة عيد للمسلمين حيث يتم افتتاح مهرجان العيلفون باستاد العيلفون والذي يستمر لمدة اسبوعين ويعد الاول من نوعه علي مستوي السودان لانه بدعم ورعاية كاملة من ابناء المنطقة
، العيلفون مدينة
الفن والإبداع بشرق النيل كيف لا وهي التي انجبت ود الرضي والجاغريو والراحلين احمد المصطفي وسيد خليفة اصولهما من العيلفون وولدا بالدبيبة شرق النيل ومبارك حسن بركات، ومنها الكابتن عبدالرحمن حاج احمد له الرحمة والمغفرة وصاحب الرخصة رقم 001 في الايكاو ويعد اول ملاّح جوي سوداني وعمل بسلاح الجو الاماراتي ضابطاً ومن تلاميذه الشيخ محمد بن زايد، الروائي والقاص اسامة شيخ ادريس والروائي الامين الارباب والكاتب الصحفي اسحق احمد فضل الله
و جاءت الفكرة لدعم مواطن شرق النيل وتغيير نمط الحياة الإجتماعية والإقتصادية بالمنطقة وتحفيز السياحة للسودانيين والجاليات، بخلق مهرجان سنوي يخرج المنطقة من الركود الإقتصادي والإجتماعي لآفاق ابعد و ترفع من قيمة انسان المنطقة وترسخ له حب العمل والانتاج المحلي، وتشجع الاسر على الانتاج المنزلي وذلك بخلق سوق لعرض منتجاتهم على مستوى الافراد والجماعات وصغار التجار والمنتجين، وخلق حراك اقتصادي يشمل الجميع ومن اهداف المهرجان عرض الثقافات، وإبراز المواهب، والمحافظة على التراث والموروثات الشعبية، وتعزيز قيمتها في النفوس والحفاظ على الهوية الوطنية التي تميز الشعوب عن بعضها البعض بدمج ثقافات مختلفة تنصهر لتكوين الهوية المحلية لمجتمعنا السوداني والأهداف المجتمعية والروئ المستقبليه
و تنمية الاسر ودعمها على الانتاج المنزلي ومساعدتها للوصول الى امتلاك مصادر دخل تمكنها من اثبات قدراتها وان يكون لها القدرة على التنافس في الانتاج وقد شرعت لجنة مهرجان العيلفون في تطبيق هذا البرنامج بتوفير دورات تدريبية تمنح الاسر المقدرة على الانتاج.
و تم اختيار الموقع بمساحة 15 الف متر مربع شمال المدينة ، حيث ان الموقع يقع علي بعد تقدير مميز من المنازل السكنية بعيد عنها وبه مدخل رئيسي للسيارات كما توجد مساحة جانبيه بمساحة 10 الف متر مربع مخصصة كمواقف السيارات والمواقف الخاصة للزوار ، المهرجانات هذه تعكس ثقافات المناطق وللاسف كثير من المهرجانات توقفت ربما لعوامل اقتصادية او سياسية ابرزها مهرجاني البركل والبحر الاحمر علي سبيل المثال واذكر اخر مهرجان شهدته كان في العام ٢٠١٦ هو مهرجان البركل وقدمت فيه ندوة في الصور الجمالية في شعر شكسبير النوبة وفي معيتي الدكتور عمر بشارة المدير الاسبق لجامعة دنقلا والدكتور علي سعيد عميد كلية تنمية المجتمع بذات الجامعة ويومها اشاد الدكتور عوض الجاز والذي كان حضورا للندوة علي سفح جبل البركل الشامخ واثني علي الندوة وانه ادب جديد في المهرجانات ويخرجنا من عالم الغناء والرقص ووصي ان تكون هذه الندوة من ضمن محتوي كتيب المهرجان،ومن المهرجانات التي كنت عضوا في لجنة الاعلام فيها في العام ٩٧ مهرجان بحري الثقافي الاول والذي كان افتتاحه علي مساحة خالية في مدينة شمبات ووضع يومها حجر الاساس لمسرح الفنان خضر بشير وكان يوما مهيبا شهده كل اهل السودان من الساسة والثقافة والفن والجمهور البحرواي واذكر ان الفنان الراحل صلاح بن البادية قد وضع كلمات شعار المهرجان له الرحمة والمغفرة ، ومن هذا المنبر الدعوة للمهتمين من ابناء بحري لتنشيط مثل هذه المهرجانات التي خبأ بريقها في ظل هذه الظروف الاقتصادية الطاحنة.
تمنياتنا للاهل بالعيلفون بنجاح المهرجان الاول من نوعه وان تحذو بقية المناطق حذوهم.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق