الخرطوم: سودان بور
تطورات سياسية متلاحقة باتت تحيط بالسودان ، البلد الذي تطوقه الوصايا الاروبية والامريكية،وفي الاغلب ان مجموعة الاربعة دول الممسكة بملف السودان ستتغير في الوقت القريب لتصبح مجموعة الخمسة ويكون العضو الخامس هو دولة اسرائيل. وبهذا ياتي بلد جديد مليئ بالمشاكل الداخلية كسرائيل ليعلم السودان دروسا مجانية كيف يجب ان يعيش ويبنى علاقات جوار الخ …،
ففي زيارة غير معلنة حل وزير الخارجية الاسرائيلي ضيفا في الخرطوم متراسا وفدا انحصرت زيارته بلقاء رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان دون سواه وكان اللافت عدم علم اعضاء مجلس السيادة بالزيارة وعلى راسهم نائبه محمد حمدان دقلو، الذي اعلنها صرحة بعدم علمه بالزيارة وعدم لقاءه الوفد الاسرائيلي .
اسئلة صريحة تفرض نفسها، من وراء هذا الدفع بالعلاقات بين الخرطوم وتل ابيب، وهل هناك من مكاسب من صنع علاقة مع دولة شاذة كاسرائيل تحيط بها المشكلات والتجاوزات .
ويقول الخبير الاستراتيجي ناجي حسين ان التطورات السريعة في ملف التطبيع بين السودان واسرائيل ليست وليدة يوم واحد وانما نتاج لعمل متواصل ووسطاء لهم المصلحة في عملية التطبيع، مشيرا الى ان الولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص هي من رعت هذا الحراك والتواصل بين البلدين، مشيرا الى ان تهافت اسرائيل نحو التطبيع مع الخرطوم هو خير دليل على انها هي الرابح في هذه العلاقات وكذلك واشنطن ، ويرى ناجي ان انفراد البرهان بالقرارات المصيرية التي لا تعني الحكومة الانتقالية فيه تجاوز واضح للوثيقة الدستورية الحاكمة، مشيرا الى انه لا يحق للبرهان اولا ان يتجاوز مجلس السيادة في مثل هذه القرارات المصيرية لان القرارات تكون بالاجماع او الاغلبية، وكذلك ليس من صلاحيات حكومته النظر في امر التطبيع.
وراى ناجي ان هناك تسارع فى تنفيذ عملية التطبيع قبل تشكيل الحكومة الانتقالية المرتقبة بموجب الاتفاق الاطاري ، متسائلا عن الاسباب وراء الاسراع بهذه الخطوة ، ومضى قائلا هذا الاستعجال لاشياء في نفس الغرب والولايات المتحدة الامريكية وتعجب بان البرهان يعلم جيدا بان حكومة جديد ستحل خلال الشهرين القادمين ومع ذلك يصر ان يبحث في الملفات المعقدة فلمصلحة من يعمل الرجل؟
