رأي
عمر محمد على ترتوري يكتب: الزمن الجميل فات رحل خلانى
قصيدة كتبها المرحوم ميرغنى على محمد النقى عن قريتنا الكنيسه منطقة القرير محلية مروى ( شمال السودان ) وأبدع فى أدائها أبن جزيرة مساوى الخضراء فنان الطنبور : ميرغنى النجار
الكلمات ذكرتنى قريتنا الكنيسة التى تغير إسمها للصفا ولست أدرى هل هذا الجيل ما زال محتفظاً بإسمها القديم ام الجديد !!
أياً كان فنظل مأسورين بماضينا وامتدادنا القديم ، بأرض نشأنا عليها ، وترعرعنا ونحن شفع صغار لعبنا شليل واول قفاى بكرة الدلاقين وتسامرنا وغنينا وصفقنا وطربنا فوق القيزان، قوز السوق وقوز الحاجى زينب بت جبر الله وقوز حمره، ودرسنا بمدرستها المهاجر الإبتدائيه وجرينا وراء لورى ابراهيم بابكر واتعلقنا فيه وركبنا بص جاهورى، ورقصنا فى الطار واستمتعنا بصوت الحسانى وعلى ود سيدأحمد وود عبد الله وعثمان ود كروق (الجاراب) وأكلنا الفته واللحم عندما كان الزار حاضر وقسم السيد ود سلمنا والطشت والدلوكه على انغام ولاد ماما ونزلو الأنقليز وحكيم باشا والحبش، إنها ذكريات لا تمحى .
شارع دبوس ودرب التراتير والشارع الوسطانى والفوقانى ودكان الفضل والحكيم سيد أحمد الشيخ ودكان التعاون ودكان الوالد محمد على ود ترتورى ودكان صالح ود مدنى والخياط على ود احمد فكى ورتينة هاشم ود كردى وجامع شيخنا عثمان وجامع العوضاب وخلوة البدرى وقليبة عبد الماجد ود سيدأحمد ، إنها ذكريات لا تنسى .
ولا ننسى مهما تناسينا أننا من هناك أتينا، وأن أبناءنا عليهم مسؤولية الانتماء بعد أن يكون علينا مسؤولية أن يتعرفوا إليها ، وتترك فيها الأمكنة عشقها العظيم الذي يؤرجحنا نحو الحنين الذي ينزف في كل مرة نلمح فيها اسمها أو يأتي أحداً بسيرتها، او بكلمات اخونا المرحوم ميرغنى النقى، مباشرة تتسارع نبضات الروح لتقفز إليها كما يقفز القلب حينما يتذكر معشوقته، ونبتسم من دون مبرر حينما نتذكرها، ويلتغي الكلام في حضرتها ويلوح الصمت بحنين يشبه كثيراً حنين مغترب إلى وطنه الكبير..
غبنا عنها سنين عددا وعندما عدت إليها بزيارات خاطفه و اهم بمغادرتها لا أنسى أن أعدها أنني سأعود إليها مجدداً ، لأنها الأمان مهما كبُرت وتغيرت واختلفت أشكال المشاعر بداخلي وتنوعت أفكاري فإن عشقي الأول لهذه القريه التى هى مرتع صبانا وحينما يتلاشى صورها وتبعد عني مناظرها ، لا أنسى أن أدس أصبعي بداخل قلبي وأقول لها.. أنت هنا دائماً يا صفانا !!
[ عمر ترتورى ]