رأي

د. ياسر محمود يكتب من الصين: خواطر مهاجر: منتخب المغرب والسوداني لقاء مصادفة في اول يوم “الجوازات” ببكين

الخطوة الاولى… العواصم دائما مميزة، يوم عشرين شهر اتنين، دا كان تاريخ يوم من ايام الاثنين من العام 2023، يوم تاريخي للجالية السودانية لان جالية بكين بدأت اجراءات جوازاتنا الالكترونية للمرة الثانية منذ 25 مايو 2015، فحبيت انقل ليكم زوايا مهمة من المشهد الوطني الكبير في تلفزة خارجية ل “المزاج السوداني” لمن يكون رايق وهو في عز الزحمة والكفاح في حياتنا اليومية من اجل البقاء.

بسم الله نبدأ، والناس يتوافدوا افراد ومجموعات اسرية، كل زول منتظر الدور، دا كوم براهو. والكوم التاني الطفلة نورة، فاجأتنا ووزعت لينا شوية شوكلاته وقالت في مناسبة كدا! انا حلفت اصلو م اسأل واعرف تفاصيل المناسبة دي شنو، بس قلت ليها كلمتين خفيفتين على اللسان “الف مبروك” يازولة، مع دعوات جوانية (ان شاء الله دايما سعيدين تامين سالمين حامدين شاكرين ربنا يابلد)، اصلو لمتنا دي براها كفاية…

الناس فعلا كانوا منتظمين في صف انتظار وطني طويل مرصوص رص لكن بدون زحمة “طابور”، صفنا كان منظم بالاحساس والناس شايله الصبر كميات، كل زول فاهم الرصة وعارف دورو شنو ومتين وكيف، بتجي تبدأ اجراءاتك وتسلم ورقك وتنتظر دورك مبتسم بدون كلفة، وان شاء الله الابتسامة الواحدة تتكتب لينا وليكم صدقة، و”مهما يكون وضعك امورك مقضيه” دا كان شعار التيم مكتوب في الجبين وشفناهو بيان بالعمل ويقين بالعين، وكلنا راضين مرضيين، حتى القنصل وناس السفارة كانوا حاضرين مساندين يحلحلوا اي مشكلة تظهر مهما كانت “كاش داون”.

واثناء وقوفي في الصف، لقيت نفسي بدون ترتيبات وعفويا بتونس مع طفلة اول مرة اشوفها في حياتي، كأنها بت اختي او بتعرفني من زمان، “نورس” علمتني اكتب اسمها حرف حرف بالانجليزي، بتقول لي حرف ال ” u ” دا لازم، زولة فاهمة شديد، قالت لي عشان اسمي يتكتب صاح في جوازي السوداني الحلو، واثناء الانتظار شافت معاي في موبايلي حاجه حلوة من نوع تاني، فن الخط والرسم بالشوكة والمعلقه وبدينا نحلل في الانيميشن، وكانت “نوارة” اصغر طفلة في الحاضرين واقفة قريب جدا مننا، قربت تاكل الموبايل واندمجت في الجلسة، وبقت بكل هدوء تتفرج معانا مبسوطة ومنبهرة.
الصغار ديل ماعارف جابو الادب وشغف التعليم دا كلو من وين، نحن زمان اقل من كدا بشوية، وتاني فاجأتني اولما قلت ليها “ني هاو” قالت لي “ازيك وكيفنك” بلغة الاشارة، امها قالت لي بتي دي مولودة في الصين وبتتكلم صيني بالفطرة مستوى “مش بطال”، بتتكلم صيني عادي مع الصينيين، ومع السودانيين سوداني بس، طبعا دا اللي انا فهمتو و دا فهم تاني كمان، ولاحظت احمد وهو على اعتاب دخول الجامعة واقف عيونو بتقول كلام كتير بس كاسر حنك احتراما للمقامات.

ياخوانا ملاحظين معاي الجيل البعد الجاي دا والوراهم عندو حاجاتو جميلة ومرتبة، بس منتظرين الناس الهسه يختوا الرحمن في قلوبهم ويدخلوا معاهم (تمهيدي وطنية)، اها رايكم شنو؟ دي طفلة بتمثل جيل احسن مننا ذكرتني الانتماء للوطن ومعنى الولاء الاسري، زي اولاد منتخب المغرب الابطال، يطمئنوك بدعوات الوالدين انو الجاي حلو والبعدو احلى وكلو من عند رب العالمين، بس نحنا مستعجلين شوية والعجلة من الشيطان.

باقي احكي ليكم عن اول واحسن حاجة كان بعملوها ناس التيم: الاحترافية والاتقان، يستشيروك في صورتك وتوقيعك بأجهزة عالية الدقة حتى تنال رضاك التام قبل المعالجة الفنية والارسال، تاني حاجة: تيم الجوازات يحسسوك انهم جايين فعلا لقضاء الحوائج بمزاج وكل الحب،

فلمن انا والطفلة نوارة كنا جالسين مواجهين لمكتب رئيس التيم لقيناه دخل معانا في الونسه، سألتو عن تعب الرحلة الطويلة عبر تركيا قال لي: “كلو يهون عشان خاطر العيون”، ذكرني “جبر الخواطر” في مفهومنا السوداني الاصيل.

دا زيت اول يوم جوازات في بكين، اليوم دا يومك حدادي ياوطن، مدادي رغم الكائن والبكون، سمحين البرجوك، سمحين بالجايينك، و حلوين بالجايبنو ليك، حلاوة عيالنا جوة وبرة الحدود ولو في الصين، و ديل كلهم قالوها للبلد: عقولنا ليك بركات ودعوات رحمة من الوالدين والاقربين،

الحمدلله، كدا مشينا الخطوة الاولى، وحنواصل تاني كمان خطوات نبني كل حاجاتنا بمزاج سوداني طوبة طوبة، اتقان واحترافية تواكب الحاضر وتفج الدنيا للمستقبل، و ياريت نتذكر سوا نرمي بعيد ومانشوف الحاصل تحت الرجلين وبين الركام والزلازل،

نمد شعاع النور خطوات اميال قدام، والمثل الصيني بقول “لايهم ان تسرع المشي، الاهم ان لا تتوقف”، الخطوة الاولى: اسرة، والتانية: وطن، والوطن اسرة كبيرة، “حب الوطن ايمان” وكلنا في العز اهل، ابقوا العافيه شدوا الحيل، واصلوا السعي وذكرونا دائما وكل زول اتعود ينسى او يتناسى او يجهل: صلاح حالنا عند الله دائم دائم بين الكاف والنون دعاء مستجاب بإذن رب العالمين.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق