تحقيقات وحوارات
التحركات الجيوسياسية لأمريكا في افريقيا .. ماخفي في سياسة واشنطن
الخرطوم: سودان بور
تثير التحركات الجيوسياسية للولايات المتحدة الامريكية الكثير من الازمات داخل القارة الافريقية في محاولة لفك سياسة العزل التي ضربها الرئيس السابق رونالد ترامب الذي عمل بسياسة (امريكا اولاً ) ولكن فور وصول بايدن للحكم بدات تلك التحركات لتستضيف الولايات المتحدة قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا في واشنطن، قال بايدن حينها إن (نجاح أفريقيا هو نجاح العالم) فقبل أشهر من القمة، توصلت إدارة بايدن إلى استراتيجية تبدو طموحة تجاه أفريقيا جنوب الصحراء، حيث كان من المتوقع أن يكون أداء اتفاقية جنوب الصحراء الكبرى أفضل في القارة الأفريقية، لكنها لم تكن أكثر من مجرد كلام.
استراتيجية بايدن
وقال استاذ العلوم الدولية الدكتور فاروق مصطفى أن ادارة الرئيس بايدن بدأت شبه ناعمة تجاه افريقيا وانها وضعت استراتيجية تبدوا في ظاهرها انهاء تريد بناء علاقات قوية مع الدول الافريقية ولكنها اخفت الحقيقة في إنها تسعى إلى مواجهة أنشطة الصين وروسيا في أفريقيا بل سعت لتضليل الدول المشاركة في ان الصين وروسيا تعملان على زعزعة استقرار القارة مستخدمين الالة الاعلامية للترويج لمجموعة فانغر وغيرها من التشكيلات العسكرية بينما تخفي حقيقة الفيلق الفرنسي الذي يتحرك بصورة كبيرة في دول غرب وجنوب افريقيا مشيراً الى ان القمة لم تعمل على تحول جوهري في سياسة الولايات المتحدة تجاه أفريقيا،وفشلت في تحقيق اهدافها موضحاً أن الصين وروسيا لديهما تاريخ طويل من المشاركة مع أفريقيا، وسيكون الفوز بالدول الأفريقية من قبل الصين وروسيا مهماً، حيث إن علاقات العديد من الدول الأفريقية مع تلك القوى متجذرة بعمق تاريخياً وأيديولوجياً واقتصادياً، لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تتعلم درساً من فشلها السابق، وتدرك أن أفريقيا أكثر استقلالية وغير منحازة في عالم متعدّد الأقطاب وقال إن ما تسعى إليه الولايات المتحدة هو الحصول على دعم أفريقيا لاستراتيجيتها العالمية، ولا علاقة له بتعزيز تنمية القارة.
رد فعل الافارقة
واضاف المحلل السياسي ابوبكر الخضر (رغم التحركات الأمريكية لتقريب نفسها ولكن لم يكن ردّ فعل الدول الأفريقية إيجابياً، إذ أن استياء أفريقيا من الولايات المتحدة يتزايد علناً، فقد أعربت جماعات عدة عن استيائها من استهداف القارة بإجراءات عقابية أحادية الجانب من خلال قانون مكافحة الأنشطة الروسية في أفريقيا، وأكدت موقفها المبدئي بعدم الانحياز لأي صراعات خارج القارة موضحاً ان موقف الدول الافريقية حيال السياسة الامريكية اعلنت عنه في الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما لم تؤيد 26 دولة أفريقية من أصل 54 قرارإدانة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، خاصةً وأنه يُفترض أن بعض تلك البلدان الأفريقية هي حلفاء، لكن تبيّن أنها دول غير منحازة وقال ازاء هذا الوضع أصبح من المستحيل أن تذهب الولايات المتحدة بمفردها في منافسة الصين واحتواء روسيا. لذلك أطلقت استراتيجية جديدة بعقد قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا في محاولة لتحقيق هدفها الجيوسياسي.