تحقيقات وحوارات

صراعات المؤتمر السوداني.. غياب الديمقراطية في الممارسة الحزبية

الخرطوم: سودان بور
يواجه حزب المؤتمر السوداني خلافات متعددة أفرزت اقطاب وتيارات.
فصل الحزب عدد من القيادات من بينهم رئيس الحزب بولاية الخرطوم
آخرين لحقوا بهم واستقالوا، لا تزال هنالك أحاديث عن خلافات عميقة بين الأطراف.
فصل وتجميد
وفي وقت سابق قرر حزب المؤتمر السوداني فصل رئيس الحزب بولاية الخرطوم سليمان الغوث فصلًا نهائيًا من الحزب، وتجميد نشاط أربعة من أعضاء الحزب لمدة عام، كما وجه إنذارًا نهائيًا لثلاثة أعضاء وبرأ عضوًا وأوصى بقبول استقالة عضوة، عقب الإجراءات التنظيمية التي اتخذها الحزب تجاه مجموعة من أعضائه وأحال بموجبها عددًا منهم إلى لجنة محاسبة.
وقال بيانٌ من الأمانة العامة للحزب إن النظام الأساسي يكفل لكل من صدرت بحقه عقوبة الحق في الاستئناف لدى الجهات المختصة في الحزب حسب النظام الأساسي، واصفًا هذه الخطوة بأنها “إجراءات تنظيمية طبيعية”، وقائلًا إن جميع أعضاء الحزب ملتزمون باللوائح والقيم المؤسسية الديمقراطية.
وكان حزب المؤتمر السوداني قد شكل لجنة تقصي حقائق عرضت نتائج عملها على المجلس المركزي الذي شكل لجنة محاسبة لـ(17) عضوًا موقوفًا. وأوضح بيان الحزب أن الأمين العام للحزب شكل لجنةً للمحاسبة واستلمت توصيات لجنة التحقيق وتواصلت مع الأعضاء المعنيين وأبلغتهم بقراراتها وفقًا للبيان.
وكان المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني قد قرر بعد التداول إيقاف (17) عضوًا من مزاولة مهامهم الحزبية. ووصف الحزب الإيقاف بأنه “تدبير إداري” لا علاقة له بعقوبة التجميد المنصوص عليها في النظام الأساسي واللائحة العامة – وفقًا للبيان.
وفي ديسمبر الماضي، أرجأ حزب المؤتمر السوداني مؤتمره العام مارس الجاري، بعد أن أعفى أمينه العام محمد يوسف سيد أحمد وأحال (10) من قياداته إلى التحقيق بمخالفات تنظيمية.
وقال حزب المؤتمر السوداني إن لجنة تقصي الحقائق وجدت “بينات مبدئية غير كافية” في مواجهة عدد من الأعضاء، وقرر المجلس المركزي تكليف رئيس مجلس ولاية الخرطوم بلفت نظر تسعة من الأعضاء، فيما وجدت اللجنة “بينات مبدئية كافية” في حق الأعضاء الـ(10) الآخرين. وتابع بيان الحزب: “بعد نقاش توصيات اللجنة، قرر المجلس المركزي التوجيه بمحاسبتهم بناءً على توصيات لجنة التحقيق.

استعجال
وقال القيادي بالمؤتمر السوداني نور الدين صلاح الدين، إن المجلس المركزي للحزب استعجل إعلان قرار فصل “سليمان الغوث” وتجميد وإنذار أعضاء آخرين.
وأوضح في تصريحات ، أن المجموعة التي صدر بحقها القرار ما زال لديها الحق في الاستئناف، بالتالي كان الأجدر للمجلس المركزي حصر القرار في الإطار الداخلي، وإرجاء النشر عقب النظر في الاستئناف أو المدة المسموح بها لتقديمه.

هجوم
ووصف رئيس المؤتمر السوداني في ولاية الخرطوم والذي تم فصله سليمان الغوث حزبه بأنه ليس لديه برامج واضحة.
وقال الغوث في إن هنالك مجموعة مهيمنة على مقاليد الأمور في الحزب لم ترغب لافساح المجال للآخرين.
واستنكر الغوث ما وصفها بحملة تشهير ضده صاحبت قرار فصله من الحزب .
وأضاف مخاطبا رفاقه في المؤتمر السوداني ان حزبهم لن يبني وطنا على قيم صحيحة مؤكدا ان “فاقد الشيء لا يعطيه”.
اكد سليمان الغوث مقاومته للاوضاع في الحزب متوعداً بإجراءات ستشمل قيادات المؤتمر السوداني لتصحيح الأمور .

تباين
تطورات الأحداث الأخيرة في حزب المؤتمر السوداني كشفت عن تباين كبير وصراع تيارات حول النفوذ داخله، في وقت يمضي فيه الحزب بخطى بطيئة نحو مؤتمره السادس، وقد نجا الحزب كثيرًا وطويلًا من متلازمة الأحزاب السودانية التي تنقسم على نفسها، وليس من المؤكد صمود حزب المؤتمر السوداني في وجه التحديات التنظيمية و الوصول إلى مؤتمره السادس دون انشقاق
برزت التباينات التنظيمية مؤخرًا وقادت إلى إحالة (17) من أعضاء الحزب للجنة تقصي حقائق وتجميد عضويتهم، وفصل بعضهم منهم رئيس الحزب بولاية الخرطوم سليمان الغوث،الذي تم فصله وعضو المكتب السياسي السابق نور الدين صلاح وآخرون.
كما قرر الحزب حل الأمانة العامة وإعفاء الأمين العام، محمد يوسف، وتكليف محمد علي شقدي بمهام الأمين العام لحين انعقاد اجتماع المجلس القادم.
ويعترف الأمين العام السابق محمد يوسف بأن الأسباب الرئيسية لاتخاذ القرار بحقه وإعفائه هي “اختلافات وعدم انسجام القيادة”
ويعترف الأمين العام السابق محمد يوسف بأن الأسباب الرئيسية لاتخاذ القرار بحقه وإعفائه هي “اختلافات وعدم انسجام القيادة، خاصة وأن الأمين العام هو المسؤول الإداري الأول في الحزب”. ويضيف يوسف “، أن العمل الديمقراطي المؤسسي لا بد أن يوفر بيئة جيدة للاختلاف في وجهات النظر، وقال وهو متاح لدرجة معقولة داخل أروقة الحزب، والقرار الأخير المتعلق بحل الأمانة العامة تم اتخاذه بواسطة المجلس المركزي، ونحن من جانبنا نحترم قرارات المؤسسات الحزبية، حتى لو وجدنا تجاوزات أو أخطاء سنعدلها ونقومها بالنظم والقوانين والممارسة
الديمقراطية.
وأكد يوسف بأن التباينات ليس لها علاقة بالموقف من العملية السياسية، وأن مواقف الحزب المعلنة معبرة بدرجة كبيرة عن عضوية الحزب، لكنه جدد مؤكدا بأنها جاءت بسبب عدم الانسجام واختلاف في التقديرات بشأن الإدارة الداخلية،.
وحول أثر التباينات على المؤتمر العام، يقول يوسف بأن المؤتمر العام يتكون من عدد كبير من العضوية من ولايات وقطاعات وفرعيات في الخارج وطلاب، وليس بالسهولة التأثير عليهم، وزاد: “نحن موجودون في حزب حديث وعضويته على قدر كبير من المعرفة”.
إستقالات وتوتر
وتصاعدت حدة الخلافات داخل الحزب حيث دفع 4 من اعضاء المجلس المركزي للحزب بالولاية من بين 17عضواً تم فصلهم وتجميد نشاطهم بالاستقالة، وعلى رأس المستقيلين الأمين السياسي للحزب نور الدين صلاح والذي كان قد أعلن قبل انفجار الأزمة ترشحه لمنصب رئيس الحزب وتقدم الى جانب نور الدين عضوي المجلس المركزي بولاية الخرطوم شاهيناز عبد الله وعبد الباقي آدم عحبنا ، بالإضافة إلى عضو آخر.
وأكدت مصادر بالحزب عن تقديم نور الدين وشاهيناز وعبد الباقي وعضو آخر استقالتهم من الحزب بينما كشفت عن اعتزام رئيس الحزب بولاية الخرطوم سليمان الغوث الذي قرر الحزب فصله إعلان موقفه خلال الساعات القادمة .
وأرجع عضو المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني عبد الباقي آدم بحسب صحيفة” الجريدة” – أن الأمين السياسي للحزب قدم استقالته لأن مؤسسات الحزب لم تنصفه وقال (بعد أن تقدم باستئناف الى لجنة المحاسبة أيدت قرار تجميد نشاطه لمدة عام وبالتالي حرمانه من الترشح لمنصب رئاسة الحزب)
وأردف ( تم اعطائي انذار ولكني متمسك بالاستقالة ونور الدين ليس لديه أي مخالفة تنظيمية والمجموعة المتنفذة في الحزب تخشى تكرار اكتساح تيارنا للانتخابات الولائية بنسبة 93 % في الانتخابات القادمة).
انشقاق
ويقول المحلل السياسي الدكتور الطاهر محمد صالح إنه من الواضح أن مجريات الأحداث تتجه إلى انشقاق داخل الحزب بتكوين الغوث والأمين العام المقال وآخرين حزب اخر، بينما تتحرك الرمال تحت أقدام الدقير قبل إنعقاد المؤتمر العام الذي يحدد من هو الرئيس للدورة الجديدة رغم عدم ترشح منافس له حتى اللحظة.
غياب الديمقراطية
ويقول الخبير الاستراتيجي محمد عبد الله آدم هذه الصراعات سببها غياب الممارسة الديمقراطية داخل الاحزاب وغياب العمل المؤسسي.هذا الأمر مرت به كثير من الأحزاب السياسية التي تدعي الديمقراطية
وقال ان المؤتمر السوداني يطالب ويدعو إلى الديمقراطية وهو يفتقد إليها داخل حزبه حد ضيق المواعين بالقيادات وفصلها وقال هذه الأحزاب تريد أن تحكم بلا قواعد ولا ديمقراطية حتى داخلها باعتراف قياداتها.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق