رأي
✍️عمر محمد على ترتوري يكتب : لماذا أصبح دم السودانى أرخص من الطماطم
أشعر أنني عاجز عن الكتابة أو التعبير ، لأن دماء السودانى الحر أصبحت ارخص من كوم الطماطم هذه الأيام وكل ما أملك أن أقوله أن جريمة قتل متظاهر بالأمس مفجعه وليس لدى ما املك سواء الدعوات للقتيل او بالأحرى الشهيد بالرحمة ولأهله بالصبر.
أقول قولى هذا لأننى قرأت بيانا أعلنته لجنة أطباء السودان المركزية، عن ارتقاء روح شهيد خلال مشاركته في مواكب شرق النيل إثر إصابته بعيار ناري في الصدر أطلقته قوات السُّلطة الانقلابية ، وتداول ناشطون مقطع فيديو شاهده الكثيرون مثلى احدهم وهو بزيه الأمنى الرسمى يصوب بندقيته تجاه متظاهر ويرديه قتيلاً وزملاء رجل الأمن يتفرجون ولم يحركوا ساكناً ، على الاقل كان الاجدى ان يقبضوا على زميلهم ومن ثم تجريده من سلاحه ولكن للأسف هذا لم بحصل !!
إنه خبر مفجع كسابقاته من اخبار التظاهرات الماضيه وما زالت حليمه فى غيها القديم ..
كعادة الأمم المتحده وما ادراك ما ممثلها فى الخرطوم السيد فولكر بيرتس ، قال حديثه المعتاد إنه على السلطات اتخاذ تدابير عاجلة لوقف الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين بعد مقتل شاب في الخرطوم بالأمس .
وكعادته أدان بيرتس في بيان للبعثة الأممية مقتل المتظاهر بالرصاص في منطقة شرق النيل بالخرطوم، معتبرا أن استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين “غير مقبول ويتعارض مع التزامات السودان المتعلقة بحقوق الإنسان..
هذا هو كلام الطير فى الباقير حيث لا يغنى من جوع .
دماء السودانى بالفعل اصبحت ارخص من كوم الطماطم المتوفر هذه الأيام وينادى باعته عبر مكبرات الصوت الصفيحه بالف والكوم مجان شبه مجان فى آخر اليوم ، وهكذا دم السودانى اصبح رخيصاً .
المسئولية يا أخوان لا تتجزأ والاختصاص يتجزء وفى كل يجب أن تطال العدالة وينفذ القانون على كل من خطط ودبر وأمر وقبل الفعل وإلا دائماً دمائنا بالفعل ترخص وبالمجان .
ما أعلمه ان الحق في التظاهر والاحتجاج هو حق من حقوق الإنسان ينبثق عن عدة حقوق مختلفة أساسية يتمتع بها الإنسان، في حين لا يمنع أي قانون لحقوق الإنسان أو دستور وطني الحق المطلق في التظاهر، إلا أن هذا الحق قد يكون مظهراً من مظاهر حرية التجمع وحرية التنظيم والحق في حرية التعبير.
استخدام الأسلحة النارية لفض المظاهرات السلمية غير قانوني على الإطلاق ويعد ذلك جرائم ضد الإنسانية.
و لا ننسى أن الإنسان في المنظور القرآني، هو نفحة ربانية استحقت التكريم الذي بوأها أعلى مرتبة في الوجود ، أعني الاستخلاف في الأرض بصريح الآية القرآنية {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويفسك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون) (البقرة، الآية 30).
ومن أجل ذلك استحق الإنسان التكريم بقوله تعالى {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً} (الإسراء، الآية 70).
الجريمة ضد الإنسانية تعني بالتحديد أي فعل من الأفعال المحظورة والمحددة متى ارتكبت في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أية مجموعة من السكان المدنيين او المتظاهرين وتتضمن مثل هذه الأَفعال القتل العمد، والاستخدام المفرط للقوة فى فض المتظاهرين والاحتجاجات وتسبيب الموت ( قراته فى نظام روما للمحكمة الجنائية)
اخيراً :
قِفْ عن القتل فقد جاوزت حدَّك * واتّقِ الله الذي إن شاء هدّك قِفْ عن القتل فإن القتل نارٌ * سوف تُصْلِي رأسكَ الخاوي وزِنْدَك وستشوي وجهك الممسوخ شياً ** وستشوي حزبك الغاوي وجنْدَك قِفْ عن القتل فقد أسرفت حتى أصبح الشيطان في الطُغْيان نِدَّك