رأي
✍️عمر محمد على ترتوري يكتب هل يؤدى الحب الى الجنون ؟
أرسلت لى صديقة عزيزة لها معزه ومكانه خاصة فى نفسى أغنية طنبور ومن كلماتها تدل على ان أحدهم جن جنونه بسبب حبه لواحده من الحسان لدرجة ربطوا ليه القيود سلاسل فى رجليه ويديه لأنه فقد عقله تماما بالحب .
مباشرة بعد أن إستمعت للأغنية بتمعن أتصلت بالدكتور الصديق على بلدو وسألته عن هل الحب يعمل عمايلو ويسبب الجنون !!!!!!؟ فقال لى : تجيك الإجابه فى مقطع صوتى بعد قليل ، وبالفعل ارسل لى مقطع صوتى فيه يقول :
فعلا الحب يسبب الجنون وبالذات لو إتعمل فيك شاكوش اى الحبيبه خانتك وقدرت بك وتزوجت من آخر ..
ولكن حالياً جل السودانيون مجانين وسينتهي المطاف بالبقيه عند الصوانى والإشارات والطرقات كمجانين وذلك بسبب الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الطاحنة بجانب التردي بمستوى الخدمات وانهيار المنظومة الصحية جعل حالة المواطن النفسية في الدرك الاسفل وتمشي على عجل الحديد والحالة التى اراها الآن هي الجنون بعينه ، واردف يقول :
ان عيادته فيها إزدادت حالات الامراض النفسية والاضطرابات النفسية والعصبية وتصاعد معدلات الادمان بجانب ارتفاع وتيرة الخلافات الأسريه وبهذه الكيفيه مافى زول بيحب ولافى زوله بتحب ( إنتهى حديث دكتور على بلدو مشكوراً)
ولكن بالمقابل انا سمعت وقرأت الكثير عن العاشقين الذين نسجت حولهم الحكايات ، وهؤلاء ربنا إبتلاهم بالحب وجذوة العشق ، منهم من مرض بأمراض مختلفة ومنها للأسف الأمراض النفسية لدرجة الجنون ، والبعض جعل الحب منهم أدباء وشعراء ينظمون الشعر ليحكي عن فعل الحب في نفوسهم وآثره في قلوبهم ، وتبين لى بما لا يدع مجالاً للشك أن السقوط في مغبّة الحب يعمل على تغيير حال الإنسان، ويحمله على فعل بعض الأمور والأشياء التى لا تحمد عقباها ، فبين الجنون وإيثار الحب على الصداقة واعتزال الأهل وحتى العوازيم والملمات ذلك من أجل المحبوبة، والتعرض للأخطار فداء للعشق، فهذا يعتبر نوع من الجنون .
قسماً عظماً الحب هو اخو الجنون (ود امه وابوه ) ، وتحضرنى قصة مجنون ليلى (قيس بن الملوح) ذلك أن قيسا عشق ابنة عمه ليلى منذ الصبا ووقر حبها في وجدانه، ففاضت نفسه حبا وهياما بليلى، وذاك الزمن البعيد لا توجد تلفونات ولا مكاتبات بالبريد ولا شى و إنما جدنا : قيس كان تعبيره بالشعر فتفتقت قريحته في النظم تغزلاً ب ليالى ( انا دلعتها ليه ) و إنما هى ليلى وبالمناسبة هى إبنة عمه عديل ما باللفه .
الرجل جن جنون بها وجاء شعره ألوان من الانفعالات وضروب من الأحاسيس التي شعر بها تجاه ليلى .
وبعد الحب والأحاسيس دى كلها ، إمتنع أهلها تزويجه لها ، فجن جنونه فكان كلما سمع اسمها وقع مغشيا عليه، بل وحاول أن يلقي بنفسه من أعلى الجبل للتخلص من حرقة الحب الذي أصابه لدرجة كان يجرد نفسه من ثيابه ويحوم فى الطرقات عريان و يلعب بالتراب ، فقد كانت ليلى سبب معاناته وجنونه، ولكن بالمقابل كان حبه لها باعث تفننه في نظم الشعر ونسج خيوط الجمال والإبداع في روائعه. وانتهى المطاف به إلى مجنون وتائه في الصحراء إلى أن مات كمدا على حب ليلى، فكان الحب سبباً في معاناته وأفسد عليه حياته .
من اجمل ابيات أشعاره :
أُراعي نُجومَ اللَيلِ سَهرانَ باكِياً قَريحَ الحَشا مِنّي الفُؤادُ فَريدُ بِحُبِّكِ يا لَيلى اِبتُليتُ وَإِنَّني حَليفُ الأَسى باكي الجُفونِ فَقيدُ لَقَد طالَ لَيلي وَاِستَهَلَّت مَدامِعي .