سياسة

أسمرا والخرطوم… جوار جغرافي يعمق ضرورة العلاقة الإستراتيجية

الخرطوم: سودان بور
العلاقات السودانية الأرترية قديمة مرت بمراحل مختلفة وظروف سياسية أثرت سلباً وإيجاباً على هذه العلاقة، ومهما يكن من أمر فإن الثابت هو أن تظل تلك العلائق محل إهتمام من قيادة الخرطوم واسمرا في كل وقت وحين.

الطبيعة الجغرافية للسودان وجارته الشرقية إرتريا حتمت التعاون المشترك في قضايا مختلفة لا سيما المرتبطة بالأمن وحماية المنافذ، ولعل زيارة المسئولين في البلدين دائماً ما يبحثون هذه القضايا.

وبالتالي لايمكن قراءة زيارة الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع إلى دولة إريتريا بمعزل عن التطورات التي تشهدها المنطقة والسودان وشرقه على وجه اخص؛ إذ إن الحدود السودانية الشرقية التي تفصل السودان عن تخوم اسمرا تتجمع فيها على الأقل قبائل متداخلة بفعل التجارة والعمل وربما المصير المشترك لسحنات متشابة؛ ولعله من الأهمية بمكان أن نستعيد ذكر أن كل معارضة شرق سودانية كانت تجد في دول الجوار الشرقي الصدر الدافئ والملاز الأمن في ضخم حربها الضروس مع حكومات الخرطوم؛ وفي البال والذاكرة التجمع الوطني الديمقراطي الذي اتخذ من إريتريا مقرا في مقاومته لنظام الخرطوم آنذاك.

ولعله من الأهمية بمكان أن نذكر الوضع الاستراتيجي لشرق السودان واطلالته على اهم المنافذ البحرية البحر الأحمر الذي دخل منذ بداية القرن الماضي كمحور مهم يستدعي الحماية والأمن من قبل احلاف ودول ربما تنتظر الوقت المناسب ليكون لها القدح المعلى على شواطئ البحر الدافئة.

ملف شرق السودان ملف شائك تتداخل فيه المصالح الاقتصادية والمخاوف الأمنية مايقتضي للقائمين على أمره ان يتحلوا بميزة تفضيلية مرنة تساعد فى إيجاد الحلول المناسبة للسير بها إلى الآفاق.

مهما يكن من أمر فإن تبادل الزيارات بين الخرطوم واسمرا من شأنه أن يعضدد التفاهمات للبحث عن حلول للاشكالات التي ربما تطرأ من حين لآخر حتى لا تؤثر على علاقات البلدين مستقبلا.

ومن نافلة القول نذكر أن علاقة الخرطوم باسمرا تموجت بين في خطوط الطول وتدحرجت في داخل دوائر العرض وفقا لتموجات مصالح الإقليم والشرق الإفريقي في كل حقبة وحالة؛ ولكن برغم هذه التموجات ارتفاعا وانخفاضا يظل الثابت الوحيد دون متغيرات الأزمنة هو التواصل بين الشعبين بمكوناتهم المختلفة وسحناتهم المتباينة والعلائق الممتدة عبر جذور التاريخ والمصير المشترك هي أهم ممسكات وديمومة هذه العلاقة.

زيارة الفريق أول محمد حمدان دقلو لاسمرا لاتخرج بالطبع من هذه اللوغريثمات لترميم وبناء علاقات جوار مبنية على الأمن والسلامة والمصير المشترك ومن ثم لوضع خارطة طريق تنطلق منها مصالح الشعبين لما كل ما يحقق الرفاة والتعاون والانطلاق نحو آفاق أرحب.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق