سياسة
إطلاق ورشة النازحين واللاجئين بالفاشر
الخرطوم: سودان بور
ستظل قضية النازحين واللاجئين من القضايا الكبيرة المؤرقة للمجتمع والحكومة في السودان .
بدأت ازمة النازحين واللاجئين في اقليم دارفور غرب السودان منذ نشوب الصراع المسلح بين حركات الكفاح المسلح وحكومة المؤتمر الوطني .
هذه الصراعات والحروب ادت الي نزوح ملايين السكان الذين هجروا قراهم ومناطقهم الاصلية بسبب اندلاع المعارك الضارية بين الطرفين كما انها ادت الي لجوء اكثر من مليون من المواطنيين الي دول الجوار والدول الاخرى خاصة الي قارة اروبا وامريكا .
إنّ عودة النازحين واللاجئين الي ديارهم الأصلية التي هجروها في السنوات الفائتة بسب الحروب والنزاعات باقليم دارفور تعتبر أولوية قصوى لحكومة الثورة بعد إسقاط نظام حكومة المؤتمر الوطني ” المباد”
فقد وصل وزير الحكم الإتحادي المهندس محمد كُرتكيلا ونائب حاكم الإقليم الدكتور محمد عيسى عليو الي ولاية شمال دارفور مدينة الفاشر يوم امس .
وكان في استقبالهم في مطار الفاشر الدولي الوالي نمر محمد عبدالرحمن ولجنة أمنه ومساعد الشئون الإدارية ووزير الصحة والرعاية الإجتماعية في حكومة إقليم دارفور والمستشارين والأمين العام بالاقليم وعدد من المسئولين في الحكومة الإقليمية والولائية.
من جانبه قال كُرتكيلا آتينا بدعوة كريمة من الحاكم والوالي لحضور الورشة المهمة والخاصة بالعودة الطوعية للنازحين واللأجئين .
وأضاف يشرفني حضور الورشة لأهميتها واتمنى أن تخرج الورشة بتوصيات وقرارات تُفيد النازحين واللاجئين .
وقال أنا سعيد بهذه الزيارة الى ولاية شمال دارفور لأول مرة ويمكن ان اقول بأن هذه الزيارة بالتاريخية والحافلة. وشكري يمتد الى الاجهزة الحكومية والامنية بالولاية للاستقبال.
من جانبه أكد الوالي نمر إكتمال الترتيبات والتنسيق والتعاون مع الحكومة لقيام ورشة العودة الطوعية للنازحين واللاجئين وأشار إلى انّ هناك إجتماع تمهيدي سبقها تم بالخرطوم مضيفاً لاسيما أن هناك أعداد كبيرة من المواطنين أبدوا رغبتهم العودة لديارهم الاصلية.
وأضاف لذلك قصدنا قيام الورشة للإستماع لأكبر عدد من النازحين واللاجئين والادارة الأهلية والمجتمع المدني والشباب والقوى السياسية والمنظمات .
وأوضح الهدف من الورشة الخروج بتوصيات تساعد في وضع أسس لعمل العودة الطوعية للنازحين واللاجئين. وأبان لدينا خطة بالتنسيق والعمل المشترك مع الحكومة الإقليمية لعودة الناس إلى محليتي كبكابية والسريف مضيفاً إلتقينا برجالات الادارة الاهلية واللأجئين المتواجدين بدولة تشاد والنازحين الذين لديهم رغبة أكيدة للعودة لمناطقهم .
وإعتبر الورشة ضربة بداية لخطة إستراتيجية تساعد وتساهم بشكل كبير لعودة النازحين واللاجئين مؤكداً أن ذلك متوافق مع إتفاقية جوبا لسلام السودان المتفق عليها عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم التي هجروها لسنوات طويلة والعمل معهم والاجتهاد ذلك .
وأضاف اتفقنا مع الحكومة الإقليمية بعقد مؤتمرات للنازحين واللاجئين .
وقال إن أعداد العائدين كبير مؤكداً ان العودة ستكون بمراحل مختلفة مشيرا إلى أن هناك أكثر من “150” الف نازح ولاجئ أبدوا فعلياً العودة مضيفاً ذلك يتطلب عمل كبير وأكد عقد إجتماع مشترك عقب انتهاء الورشة مع كل المنظمات الوطنية والدولية التي تعمل في مجال العمل الإنساني لتقديم خدمات في مجال التعليم والصحة لتمهيد العودة كاشفاً أن العدد الكلي للنازحين بالاقليم “2.700” الف نازح جزء منهم لاجئي في دول الجوار “تشاد وأفريقيا الوسطى ويوغندا وجنوب السودان وكينيا “وبعضهم نازح داخلياً بكل المدن بدارفور بمافيهم العاصمة الخرطوم مؤكدا أن الحملة تحتاج لدعم كبير من الحكومة الإتحادية والمنظمات الدولية مشيرا إلى أن مشاركة وزير الحكم الإتحادي فيه إشارة ايجابية تساهم بشكل كبير في دعوة جهات كثيرة لدعم عملية العودة للنازحين واللاجئين .
دكتور عبدالله عبدالكريم محمد الخبير في فض النزاعات والمحلل السياسي يقول :
“إنّ قيام مثل هذه الورش يساعد كثيراً في عودة النازحين واللاجئين الي مناطقهم وقراهم وديارهم الاصلية التي هجروها طيلة العشرين عاما الماضية بسبب الحروب والنزاعات”
ويقول دكتور عبدالله بانّ مثل هذه الورش والندوات التي يحضرها المسؤولين ومعهم ممثلو للنازحين واللاجئين من شأنها بان تساعد كثيراً في بناء اللحمة الوطنية المفقودة طيلة السنوات العجاف التي اندلع فيها النزاع المسلح باقليم دارفور غربي السودان”