رأي
هل من حل لأزمة الحكم الانتقالي كيف يستطيع الفريق اول دقلو دفع مسار الانتقال الديموقراطي؟
الخرطوم: سودان بور
تطورات متسارعة في الأداء السياسي للوصول إلي اتفاق حول الاتفاق الاطاري ينهي حالة السيولة السياسية التي يجيد الساسة السودانيون وعلي نحو اشد القادة العسكريون منهم الهاء الشعب عن أهدافه وغاياته في حياة كريمة لتصبح السلطة وإدارتها كل غايتهم ، ومع ذلك رغم هذا العسف الذي يعانيه الشعب السوداني يبرق امل ضيئل للوصول إلي نقطة ينبغي أن تؤسس لإدارة خلافات الفترة الانتقالية التي ظلت هائمة علي وجهها متعطلة ومعطلة كل آمال السودانيين في حياة كريمة ، ومع ذلك فإن نافذة امل غير مكتملة بأن تواصل الفئات الموقعة علي الاتفاق الاطاري عملها في سبيل الوصول إلي الي إدارة ال 24 شهرا القادمة وسط استقطاب سياسي غير رشيد فمع تطورات سياسية لافتة احتوت درجة من الصراعات والتوترات والخطابات بين مكونات سياسية عاد خلالها الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة للاسماك بالمبادرة السياسية من جديد دافعا بلقاء متقدم مع القوي غير الموقعة مع في ظل حالة من الانسداد السياسي ، والمضي بالاتفاق الاطاري علي ما فيه وما عليه من ثقوب وعلل ونجاح ، لأجل إرساء اخر فصل لبناء اسس إدارة الفترة الانتقالية التي ستبدأ الانطلاق من مرحلة الصفر ، وفي ظل رغبة جارفة الي احداث قطيعة سياسية حادة بين مكونات المشهد السياسي يظل ما يقوم به دقلو رغم كل ما يثار يمثل الامل الاخير للشعب السوداني العريض الذي يري فيه اخلاصا قل نظيره وتمسك بما يوقع والتزاما بالعهود بل ويضع فيه الامل في إيجاد خارطة طريق لتجاوز الانسداد في الأفق السياسي فقد جاء لقاءه الاخير بغير الموقعين علي الاطاري ليكشف علي معدن سياسي وهو إعلاء الوطن فوق كل اعتبار ، وحينما ارسل رسائل طمأنة للشعب حينما كاد البعض أن يرسل شارات الحرب
رغم انبعاث كثير من الروائح الكريهة في صورة دخان كثيف حول العملية السياسية لاخفاء معالم الحقائق الأبجدية وطمس المعلومات والحقائق .. التي يتم الالتزام بها ووداها تبقي أقل من ثلاثة أسابيع .. لاستقبال الذكري الرابعة لخلع نظام البشير ، وحصول الثوار علي هدفهم المامول المرفوع ((يسقط بس)) ففي 11 ابريل 2019 سقط النظام وشيع ببيان الجيش ، الذي تأخر الي قرب ساعة الظهيرة بعدما تسرب الملل مما جري ، وكيف جري ؟ وهل كانت اللجنة الأمنية جزءا من الثورة ام أنها أعطت لها الحماية الممكنة للوصول لنقطة الاعتصام ، قد تكون لتلك التفاصيل أهمية والموقف من الثورة ولكن بعد أربعة أعوام لم يعرف الساسة والعسكر من اين يبدأون تماما ، ولا من اين يقررون مستقبل البلد ، ويبدو أن السلطة الانتقالية تستحوذ عليها قيمة اعلي من الرهان علي الثورة ، ومنذ أن بدأت نقاط الاشتباك والتباين في اليوم الثاني لبيان الجيش باضطرار الفريق اول عوض بن عوف تقديم استقالته ، بدأت مرحلة الخطوة قدام والخطوتين للوراء ديدن ثابت للفترة الانتقالية ، فلم ينتهي الشعب السوداني من اي قصة الا ودخل ما هو أسوأ منها ، ولكن لطف الله وبعض الجهود المخلصة لأبناء من الغيورين علي البلد يقدمون مصلحته العليا ويضغطون للعبور للضفة الأخري التي سرعان ما تغيب عنها خارطة الوصول وتبدأ امواج عاتية تغير الطريق والمسير وترحل الوصول لا غرو في أن نصل للسنة الرابعة ولازال عداد الفترة الانتقالية في مرحلة التصفير ومرحلة بدايات الانتهاء ، طبيعي أن تصل الأمور الي ما هي عليه ، الان ، فلم يعد توسيع إطار المشاركة الشعار الذي رفع يهدف إلي ذات القيمة ، وانما يلتف للإيقاع بأهداف أخري بكل خسة ودناءة ، وتظهر من خلف الشعارات بعد حين كثير من الأهداف غير الظاهرة فخلال أربعة أعوام لم يعد هنالك ما يشفع لاي من كان أن يستمر في نهج التلاعب علي الشعب وابقاء البلاد في محطة الشلل السياسي والتدهور الاقتصادي والتشاكس التام ، وحالة نشر القطيعة السياسة والخروج عن أي فكرة إجماع ، وكان طبيعيا أن يستخدم البعض أقصي درجات الابتزاز السياسي باسم كيانات ومؤسسات هي الحارسة للوطن وشعبه لتؤكد كل قيل مسبقا حيال انحراف البعض بها عن أهدافها ما بين المؤسسة والافراد يبقي الاحتكام الي القواعد المهنية المرعية والقوانين الحاكمة والنماذج السايرة ، ومن الاسف أن يعيد البعض حصار الشعب السوداني داخل محبطاته بسبب العجز السياسي وفشل الساسة بسبب طموحات البعض غير المتسقة مع احلام وتطلعات الشعب
ان إعادة تأسيس المرحلة الانتقالية وكتابة خارطة الطريق المفيدة للشعب السوداني تبدأ بتجاوز حالة الصراع في مرحلة انتقالية كثرت فيها الأخطاء والانحرافات والتجني والتلاعب دونما حدوث أي تقرير موضوعي يحسم جدل البعض وتلاعبه علي الشعب وصناعة أعداء ووهميين واختلاق معارك لاوجود لها إلا في عقلية البعض ، ومنذ توقيع الاتفاق الاطاري في 5 ديسمبر 2022 تراجعت اللغة حوله ممن وقع عليه ، ومن آخرين ، مع العلم أن الجهة التي تعود القهقهري وتكرر نفس العبارات السالفة الذكر هي من هندست وحددت ورسمت بل وكانت متبنية كبره ، ولكن فيما يبدو أن لها حسابات أخري ، وقضايا تعمل عليها غير مصالح الشعب السوداني المعلومة والذي يقع ضحية الإعلام المضلل والحملات المسعورة ومع ذلك كله يكشف الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة ، دوره في الاتفاق الذي لم يتجاوز سوي التوقيع عليه عندما جاؤوه يطلبون منه التوقيع .. ورغم أن أسلوب هؤلاء ونزاعاتهم هي أشبه ما تكون بحركات التمرد التي كلما وقعت نصا في اجتماع الا عادت ضحي الغد تتحرك نحو أجندة أخري ، وهل كان مشكلة خطيرة أن توقع الكلتة الديمقراطية وتحت أي مسوق ، الأمر الذي جعل الاتفاق نفسه مفخخا لتجاوزه ، ولكن لأن البعض لا يعرف كيف يدير الصراع وفق تامر وترتيب فتنكشف عنه بأخطاء ساذجة وتخرج منه مواقف وتصريحات تكشف ما كان يخفيه في نفسه ، ومع ذلك يبقي كل هذا التوتر يهدف إلي ما لا تظهره المواقف الا عندما تحين لحظة الحقيقة وبدلا من استخدام الخطاب المتزن يظهرون خطابا ليس متناقضا فحسب بل وخطابا ملئيا بكل مسالب الشحن الزائف ، فليس في الساحة من يعود إليه الموقعون أو غير الموقعين الا جهة واحدة ، رغم كل التحامل الدائم عليها إلا أنها تجد القبول فوق ما يتوقعه ويخطط له الآخرون ..
هل يكتب السياسيون والعسكر اتفاق جديد عنوانه الوطن اولا ، والاتفاق علي فترة انتقالية باوسع فصيل ، وتجاوز كثير من النظريات والمواقف التي يرددها البعض عن الثورة والتحول الديمقراطى وهم بذلك يضعون العربة أمام الحصان ، وعليه فإن أدوار الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة ظلت تتسق بالانسجام والرغبة في تجاوز حظوظ النفس لإرساء قيم التحول الديمقراطى ، فكانت علي يديه وثيقة الفترة الانتقالية ، علي ما فيها من ثقوب صاغها قانونيون ، ثم وقف الي إيجاد مخرج من الازمة الأخيرة ، وفي كل خطاباته ظل بلغة واحدة لا يعتريها ادني درجات الالتباس أو التلاعب بل الصبر والتجاوز ، ورغم أن هنالك من يعيق الوصول لاستقرار سياسي شامل وإيجاد أرضية تحقق السلام الشامل وأهداف الثورة تبقي حالة الشك تراوح مكانها ولولا صبر وحكمة وثبات القائد دقلو لانفرط عقد البلاد ..