تحقيقات وحوارات
عشرون عام على احتلال العراق.. تدمير غربي ممنهج
الخرطوم: سودان بور
مرت أكثر من عشرين عام على إحتلال العراق من قبل التحالف الغربي الذي قادته أمريكا وبريطانيا.
الاحتلال بدأ بكذبة امتلاك نظام الرئيس الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل ليتضح لاحقا الكذب بهذا الشأن من خلال اعتراف وزير الخارجية الأمريكي وقتها كولن بأول.
المشهد الان في العراق بعد عشرين عام يشير الى دمار غربي ممنهج وتحطيم عظم الدولة .
نهب الموارد
ويرى الدكتور شمس الدين حسن الأكاديمي والمحلل السياسي ان الاحتلال الأمريكي للعراق كان من أجل الموارد ومن أجل نهب النفط العراقي وغيرها وأكد حسن أنه لم يكن هنالك سلاح دمار شامل والا ماتم الاحتلال وهم يعلمون ذلك والعالم كله وقف على الكذبة .
وقال حسن علينا الحذر من تكرار السيناريو في السودان وذلك يمكننا أن نراه بشواهد الراهن في محاولة تفكيك الجيش او مايعرف بالهيكلة والإصلاح ، وكذلك تحريض الأحزاب وإثارة الفتن ومن ثم التدخل العسكري ونهب الموارد للغرب الجشع الذي يهيمن على ثروات العالم بالنهب و الإستعمار.
تفكيك
ويقول الكاتب والمحلل السياسي النميري عبدالكريم انه بعد مضي عقدين من الزمان على إسقاط العراق ، وإحتلاله بحجة امتلاكه اسحلة محرمة دولياً ، ودون تفويض من مجلس الأمن الدولي تم غزو و تدمير جمهورية العراق و صمت المجتمع الدولي، الذي يمنع إمتلاك الأسلحة و لا يحرم قتل الأبرياء و تدمير ممسكات الدولة و تضييع حقوق الإنسان ، من الأمن ، التعليم ، الصحة ، تدمير البنيات التحتية و إفقار الشعوب ، حيث كان العراق من أقوى دول الشرق الأوسط الا أن ذلك لم يرضي العدو فكان الحصار الجائر علي الشعب العراقي و ضربه بالاسلحة المحرمة دولياً،وظهر ذلك من خلال التشوهات و الامراض الفتاكة التي مازال آثارها حتى اليوم علي المواطنيين العراقيين .
وأضاف النميري النتيجة الشعب العراقي يعاني الفقر و الجوع و انعدام الخدمات بعد ما تم نهب ثروته من خلال المحتلين وأدواتهم من الفاسدين من الأحزاب السياسية الطائفية التي كانت تقف مع الغزو من أجل السلطة و الحكم .. بعد سقوط الحكومة العراقية ، لم يترك المحتل فرصة لإعادة بناء الدولة بعد الحصار الذي أنهكها بل أدخلها في صراعات إنصرافية و الدوران في حلقة الصراع السني _ الشيعي _ الكردي و تصفية نظام البعث ، وأصبحت الدولة بلا قوات مسلحة و قوات أمنية وظهر انتشار الهرج و القتل خارج أطر القانون و ظهور المليشيات الطائفية و الحزبية و الولاء و العمالة للخارج .
فساد
وأردف نميري ان الدولة العراقية المنتجة للبترول، تفتقر إلى أبسط الخدمات و إنتشار الفساد في الذكرى العشرين لسقوط نظام البعث ، وعشرون عام لم يتمكن العراقيين من الحصول على الديمقراطية الحقيقية و توزع الشعب ما بين سني و شيعي و شيعي و شيعي، وظهور عدم اعتراف بنتائج الانتخابات و انقلات أمني في البلاد، عشرون عام و الأحزاب العراقية ليس لها برنامج سوى محاربة النظام السابق و البرامج القائمة على الولاء الديني و العشائري و المناطقي و تكريس الدكتاتورية المدنية و ظهور المحاصصات و إنتشار الفساد و الإختلاف علي العملية الديمقراطية من حيث تقسم الدوائر و المناطق ، كل حزب يود البقاء في السلطة