سياسة
زيارة “لافروف” محطة جديدة لتطور علاقات الخرطوم وموسكو
تقرير: أحمد حسين
تعتبر زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من الزيارات التأريخية للسودان، باعتبار أنها تأتي في توقيت دقيق تمر به البلاد ولما حوته من موضوعات مهمه تهم مصلحة البلدين.
ومن المعروف أن للسودان علاقات وطيدة من روسيا منذ الإتحاد السوفيتي السابق، حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي والسودان في 5 يناير عام 1956. وشهدت ستينات القرن الماضي تطورا مطرداً للعلاقات الثنائية، وتم في تلك الفترة توقيع الإتفاقيات الطويلة الأمد التي ساعدت على تطوير التعاون بين البلدين في شتى المجالات.
وفي عهد نظام الرئيس السابق، عمر البشير، وصلت العلاقات إلى ذروتها بين البلدين حيث تحالف البلدان في المؤسسات الدولية أما في العام 2017 فقد أضحت العلاقات بين البلدين الأوثق بين دول القرن الإفريقي حيث طلب الرئيس المعزول، عمر البشير، من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، علنًا حمايته مما أسماه بالتصرفات العدائية الأميركية. أما في عهد الفترة الإنتقالية بقيادة عبد الفتاح البرهان- محمد حمدان دقلو، نائبه، فقد حدث تقارب متسارع في قضايا جوهرية .
وبحث لافروف إبان زيارته للخرطوم مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان موضوعات مهمة ستدفع بمزيد من التطور في العلاقات بين البلدين.
ولعل الزيارة تأتي امتداداً لزيارة سابقة لنائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، الى موسكو تم خلال فتح الكثير من أوجه التعاون التجاري ومناقشة سبل التنسيق في المحافل الدولية، وفتح آفاق التعاون الكيبر مستقبلاً بين البلدين في كافة المناحي.
ومن المعروف ان روسيا، التي تمتلك حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي، برزت كواحدة من أكبر الداعمين للجيش السوداني. وكان رد فعل الكرملين الفوري على استيلاء البرهان على السلطة هو التأكيد أنه لم يكن انقلاباً، وأن إدانة الجيش هي بمنزلة تدخل خارجي في شؤون دولة ذات سيادة. وانتقل هذا الموقف إلى مجلس الأمن الدولي، الذي استخدمت فيه روسيا حق النقض ضد مشروع قرار يدين الإجراءات التصحيحية للبرهان. وتشير الأدلة السردية إلى أن الجهات الفاعلة المرتبطة بروسيا، شنت حملة إعلامية لإضعاف حركة الاحتجاج، وقدمت المشورة والدعم للركيزة الثانية للمؤسسة العسكرية “قوات الدعم السريع”، وذلك من أجل زيادة مخاوف الأوروبيين بشأن الهجرة.
لذلك فإن زيارة حميدتي لموسكو يجب أن يُنظر إليها في سياق الأزمة الاقتصادية في السودان، والتي تفاقمت عندما أوقفت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى المساعدات المالية، وعكست قراراً سابقاً بإلغاء الكثير من ديون السودان. ومنذ ذلك الحين، تدهورت قيمة الجنيه السوداني بشكل مضطرد مقابل الدولار الأمريكي، في حين أن معدل التضخم في البلاد لا يزال من أعلى المعدلات في العالم. وعلى الرغم من أهمية هذا الدافع الاقتصادي، فإن روسيا ليست دولة مانحة، باعتبارها ليست قوة اقتصادية بحجم الدول المانحة الأخرى، بما فيها الصين.
فبالمقابل لم يغفل وزير الخارجية عند زيارته للسودان من أن يلتقي دقلو كرد لزيارة الآخير لموسكو والتباحث فيما يمكن أن يتوج خلال رد الزيارة من تفعيل الإستثمارات بين البلدين، لا سيما وأن روسيا تمثل حلقة توازن في العلاقات الدولية في ظل صراع الاقطاب، فالسودان يحتفظ بعلاقته مع الروس ويحاول في كل المناسبات ان يطورها لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين.
وآخيراً تيقى زيارة وزير الخارجية الروسي لافروف، محطة مهمة من محطات التطور الإيجابي لعلائق الخرطوم وموسكو لتدفع مستقبلاً بمزيد من التعاون المشترك لما ينفع البلدين.