رأي

عرفة صالح يكتب: قرية ألتي أنموذجاً للتضامن

عرفة صالح يكتب: قرية ألتي أنموذجاً للتضامن
ظلت مشكلة المياه في قرية (ألتي) محلية الكاملين ولاية الجزيرة تشكل تحديا كبيراً لسكان القرية خاصة بعد التمدد التى حدث في التركيبة الديموغرافية والسكانية ، فأصبح الإمداد متقطع ومحدود في الاحياء مما خلق تذمرا في أوساط المواطنين الذين يعانون من الحصول على المياه بصورة طبيعية دون معاناة او ضيق يخلق نبرة عنف من قبل الذين لا يتمتعون بالإمداد، وعندما تعقد الموقف وشن بعض المواطنين هجوماً عنيفاً على المسؤولين بسبب تردي الامداد وهددوا بقطع الشبكة ان لم يتم معالجة الامر بصورة جذرية، استشعر اهالي القرية المسؤولية و التقط القفاز احد شباب القرية بتحمل تكلفة تأهيل وصيانة الموتور والشبكة القديمة التى كانت تمد القرية بالمياه من النيل الازرق مباشرة ، وتوقفت بعد أن تم حفر آبار لمد القرية بالمياه.
وتدهور الإمداد المائي كان أمراً مزعجاً للأهالي وكان أمر معالجته مسالة في غاية الصعوبة ولكن بهمة أهل القرية وأبنائها الشباب استطاعوا أن يترجموا قيمة التكافل والتضامن والتعاون على أرض الواقع فكانت الهبة القوية والمساندة من الجميع لتؤكد أن القرية أنموذجاً في الترابط الإجتماعي وجسم أسري متواصل في السراء والضراء ، رغم التكلفة الباهظة أن الشاب هيثم مضوي، ومعه بالطبع شباب آخرون تكلفوا بالمعالجة وتحمل العبء فإن لم يكن بصورة كاملة الجزء الاكبرتم تنفيذه، وبهذا الموقف تحرك الجميع لمحاصرة المشكلة وتحديدها لمعرفة علاجها وقد كان ,فهذا الحدث يعد نقطة بداية لعمل كبير تحتاجه القرية ، فكلما توحد الناس وحددوا المهام كان الإنجاز الجماعي الذي يحسب على سكان القرية، فاي جهة تقوم بإنجاز عمل في القرية يصب في خانة الطاقة الايجابية ، وقرية ألتي مسكونة بالدفء والحنان وقبول الآخر إيضا معروفة بروح العمل الجماعي والتعاضد والمساندة مما جعلها قرية رائدة في العمل الاجتماعي والطوعي والإنساني والمشاهد كثيرة تؤكد ما ذهبنا إليه
إن الذين اهتموا بمشكلة المياه كان المنطلق الأساسي الذي حركهم ودفعهم هو باب المسؤولية وإن هذه القرية بتاريخها العتيق والضارب في الجذور ومكانتها المرموقة في المحلية وفي الولاية لا يمكن ان تكون بعظمة رجالها وشبابها ان تقف امامهم مشكلة تمس حياة كل الناس ولا يستطيعون إيجاد الحل لها.
بصورة كلية ونظرة عامة أن العمل والتضامن الذي واكب حل مشكلة المياة نقطة مضيئة ينبغي أن نتشبث بها لتكون بداية لمرحلة جديدة ونحدد الأولويات لأعمال أخرى مثل النظافة بالمستشفى التى تحتاج لمراجعة دورية وغيرها من المهام والواجبات التى تفرضها علينا المواطنة والمولد والمنشأ فهذه ضريبة ينبغي ان نوديها بكل تجرد ونكران ، التحية لكل أهالي ألتي وهم أصحاب ريادة وقيادة .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق