رأي

صلاح دندراوي يكتب: لبوا النداء…

لبوا النداء..

بقلم/صلاح دندراوي

في خضم تلك الأحداث وفي فلك هذا التآمر الكبير على بلادنا رأينا  كيف تطاير أهل هذا البلد الكريم ملبين لنداء الوطن يتزاحمون بمعسكرات التدريب تأهبا للدفاع عن هذ البلد وترابه وأهله وعرضه، وكيف أن المعسكرات في كل الولايات فتحت أذرعها لإحتضان أولئك التواقين للجهاد لرد المعتدين الذين تطاولوا على مقام هذا البلد ومنعة أهله وإنتهاك أعراضه وزعزعة إستقراره، وكأني بهم ينشدون مع مغنيهم..

كخيول الريح..
في جوف العتامير تنادينا..
لك يا أرض البطولات..
أرض الحضارات..
تنادينا….

إنها حالة سودانية مستمدة من إرث عتيد.. وشيمة من شيم هذا الشعب والتي اجترها من التاريخ الإسلامي البعيد.. وقائدنا  وملهمنا ومولانا ورسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ما أن يأمره المولى تعالى بالجهاد إلا ونادى في أصحابه أن هلموا إلى الجهاد..
لم يكن النداء قاصر على فئة بعينها دون الآخرين.. وإنما لكل من هو قادر على حمل السلاح.. وما أن يتناهى ذاك النداء إلى مسامع المؤمنين إلا وتجدهم قد أشاحوا بوجوههم وأفئذتهم عن كل مطايب الدنيا وهجروا الافرشة وتسارعوا ملبين النداء..

هكذا كان العهد فيهم لا يتخلف عن تلبية النداء إلا صاحب عذر بين.. وحتى المنافقين الذين يتحججون كان الله يفضحهم في كتابه المبين( والذين يقولون بيوتنا عورة وما هي بعورة..) .

حتى الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم كانت أشواقهم تواقة لأن يكونوا ضمن هؤلاء القوم الذين يتفاخرون بتلبية نداء الجهاد فتراهم يقفون على أمشاط أصابعهم حتى يبدون طوالا ليسمح لهم…..

كانت لهم منعة وعنفوان وكانوا لا يهابون الموت يهبون دماءهم وأرواحهم رخيصة  في سبيل الله وعزة دينه وشرف أوطانهم.. والله الذي  أمرهم بأن يجاهدوا لرد المظالم ورد المعتدين والحفاظ على هذا الدين وقيمه وتعاليمه، والمولى يقول فيهم: ( والذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله..) ويعدهم بالنصر (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم. لقدير .).

وها هم أهل السودان منذ بداية التاريخ كان هذا منهجهم المستمد من تلك الشريعة السمحاء.. فكانوا على قدر العشم كلما دعا داعي الجهاد. ليسطرها لهم التاريخ:

لبوا النداء..
خاضوا المعارك بالروح والدماء..
جنود الوطن..

بل تعدى الأمر حدودهم فكانوا يناصرون المستضعفين في كل مكان، فكانت سيرتهم يحملها الركبان ويسجلها التاريخ ودونكم رماة الحدق.. ودونكم المهدية وكل ملاحم التاريخ البعيد والقريب، كان للسودان سفر فيها..
إنها نخوة وشهامة ينميز بها أهل هذا البلد الذين يدركون معاني الجهاد، وإنه ما من قوم تركوه إلا ذلوا.. ويدركون قيمة هذا التراب وهذا البلد الذي لم يغفل عنه الأعداء لانهم يدركون إن في عزته عزة للدين وللأمة الإسلامية  وكسر لجبروتهم، فخاب فألهم فهذه الأرض لنا.. وقالها شاعرنا ممسكا على جمر هذا الوفاء:

جدودنا زمان وصونا على الوطن..
علي التراب الغالي..
الماليه ثمن..
جدودنا زمان..

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق