رأي
صلاح دندراوي يكتب: والي في مرمى النيران
والي في مرمى النيران
بقلم/صلاح دندراوي
أن تدير ولاية بحجم ولاية الخرطوم وكثافة مواطنيها في ظل الظروف العادية وفي ظل تلك الإمكانيات المتواضعة فهو أمر عسير ويحتاج لجهد وحنكة وتشبع بروح المسؤولية الوطنية، هذا في ظل الظروف العادية.
فما بالك بظورف حرب كالتي تعيشها ولاية الخرطوم والسودان أجمع، فحتما الأمر أشق وأصعب ويحتاج لرجل يؤمن بقضية الوطن وعركته التجارب، وكلنا يشهد كيف تعيش الخرطوم الولاية اليوم في ظل تلك الحرب المشتعلة التي فزضها علينا الأعداء.
بل الأمر لا يقف عند مواجهة جيشين وتبادل للهجمات بل هي حرب تدور في الأزقة والشوارع والمرافق الخدمية بعد أن إتخذ الأعداء من بيوت المواطنين ومرافقهم الخدمية مرتكزا لهم والتستر خلفها وفيها.
فالأمر يصعب أن تدير خدمة (مدنية) تعني بحوائج الناس في ظل تلك الأوضاع وان تعمل جاهدا في أن توفر الخدمات لمواطنيك وهم الذين صمدوا في وجه ذال الغزو ولم يفروا كما فر البعض، بل حتى العدو يستمتع بتلك الخدمات تحت مظلة( الخير يعم).
لذا فوالي الخرطوم أحمد عثمان حمزة هو واحد من أولئك الأبطال الذين يديرون تلك المعركة ليس عبر فوهة البندقية وإنما إسلوب آخر قد يكون أنضدى من هذا السلاح الذي نقاتل به الأعداء.
وها نحن نراه وسط القصف والدانات وإستهداف المدنيين من قبل الأعداء نرى نشاطه، غير عابئ بسقوط الدانات ولا صوت المدافع وإنما تراه يجوب الولاية على مدارها يسعى جاهدا مع فريق العمل الأبطال الذين يعملون في ظل تلك الظرَوف القاهرة.
ليوفروا ما إستطاعوا من خدمات.
وحقيقة هو مسؤول يستحق أن ترفع له القبعات ويثنى عليه بفعل هذا الجهد الخارق الذي يبذله هو وفريق عمله وسعيهم الجاد في أن يوفروا قدر المستطاع الخدمات الضرورية رغم تربص المتمردين بتلك المرافق العامة التي يحتل بعضها هؤلاء ويحولون دون أن تدير ماكيناتها
إن والي الخرطوم بحق يعمل في ظروف قاهرة وصعيبة وحقيقة يعمل في مرمى النيران، ليس كناية كما نستعملها نحن الإعلاميين عندما تسلط الأقلام والإنتقادات على مسؤول، فنصفه بأنه يقع تحت مرمى النيران، ولكن والي الخرطوم وفرقه العاملة بالفعل يعملون في مرمى نيران حقيقية ومضحين بأرواحهم ويتوكلون على الحي الذي لا يموت والذي وعد في كتابه العزيز:( قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا) صدق الله العظيم.
فالتحية لهذا الوالي الذي يدرك بحق عظم المسؤَلية الملقاة على عاتقه ويدرك دوره تماما في أن يكون في طليعة الأحداث، فكم يا ترى لنا من الولاة من يضطلع بمثل هذه المسؤولية، والذي نتمنى أن يكون نموذجا يحتذى به…