رأي

صلاح دندراوي يكتب: هل من إستفاقة؟

هل من إستفاقة؟
بقلم/ صلاح دندراوي

السودان فطر وبشر أنعم الله عليهم نعما كثيرة وبحجم تلك النعم أنزل عليهم من الإبتلاءات ما يمتحنهم في ما هم فاعلون فيما أوتي لهم.
فالسودان كقطر أنعم الله عليه بكبر مساحة كانت تتجاوز المليون ميل مربع، وحتى بعد أن نم إقتطاعها فهي مساحات بحجم الثارة عند البعض، وأغدق الله عليها من الخيرات فترى الأرضي المسطحة التي لا ترى مثيل للها في العالم مما يمكن أن تجعلنا قطر في صدارة الآخرين في إنتاج الغذاء فضلا عن المياه المتدفقة بأنحائه في شكل أنهار وبحار ومجاري ومياه جوفية عذبة، غيرنا من الدول يدفعون جل مواردهم ليحظَون بماء مماثل، فضلا عن تعدد المناخات التي تجعل من المحاصيل ذاك التنوع المبهر فتراها علي مدار العام تحتل مواقعها في الأسواق والبقالات،
وهناك الثروات التي تكتنزها باطن الأرض بما فيها من بترول وذهب ويورانيوم وحديد وهلما جرا من ثروات يعدها البعض مخزون إسترراتيجي لقادمات الزمان.
أما الجانب البشري فقد ميز الله أهل السودان بخصال جل أن تتوفر في غيره من حيث المروءة والشهامة والكرم  والخلق القويم َالأمانة فضلا عن التفوق الذهني في الدراسة والعلوم مما جعل منه قبلة للأسواق العالمية التي تتوافق معها مثل هذه الخصال.
فضلا التدين الواسع وسط مواطنيه الذين كانوا يتشربون هذا الدين ويمارسونه سلوكا وطباعا مما أهلهم ليكونوا مكتنزين بكل تلك القيم والسلوك.
كلها عوامل جعلت من هذا البلد محط أنظار وجعلت خيراته محط أطماع لدى الكثير من دول الإ ستعمار التي جبلت على إنتزاع حقوق الغير وإستعباد المستضعفين في الأرض.
لذا باتت كل تلك النعم نغم بعد أن فشلنا في إستغلالها الإستغلال الأمثل وها ترانا رغم كل هذه الخيرات ما زلنا نعاني الجوع والمسغبة ونمد أيادينا للإغاثات الملوثة، وبات إنساننا سهل الإصطياد للحد الذي بات البعض منا يمكن أن يبيع وطنه َحتى أهله في سبيل عرض دنيا زائل.
فتفشت فينا الأنانية وعمت وسطنا الكراهية ونشب بيننا التناحر لأتفه الأسباب بعد أن إستطاع العدو أن ينفذ وسطنا ويستغل ضعفنا ويفرق شملنا ويسخرنا لخدمة أطماعه وها نحن نرى أين نحن الآن وقد نقضنا غزلنا بأنفسنا،  وباتت الجهوية والقبلية هي المتحكم في شأننا فإصطرعنا وقتل بعضنا بعضا وأهلكنا الحرث والنسل، وها هو العدو يحصد الآن ثمار ما زرعه من غنائم وخطط لهدم تلك القيم، وها نحن نجني ثمار ما زرعناه من تشرد وتمرد وضياع.. فهل يا ترى هنالك من إستفاقة.ودرس ييقظنا من هذا الواقع المعيب ويعيد لنا رشدنا لندرك حالنا…؟

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق