رأي
صلاح دندراوي يكتب: أثرياء الحروب
اثرياء الحروب
بقلم/ صاتح دندراوي
في تلك الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن، ويعيشها المَواطن وهَو يتعرض لأكبر عملية تهجير قسري َومعيشة قاسية بفعل الظروف الني خلفتها الحرب، وضعف الوارد والموارد بالنسبة للمواطنين بفعل توقف الحياة وأنشطتها وتعذر العمل بعد أن جفت منابعه، حيث غالبية أهل السودان، والخرطوم على وجه الخصوص لا يعملون في القطاع العام ومعظمهم تراه يتكسب رزقه من السوق والعمل الخاص.
وفق تلك الظروف التي بعاني فيها الكثيرون كان من المأمل أن ننهض كثير من قيم الخير والتكافل والتراحم مثلما وصانا بها ديننا الحنيف وكما كان أجدادنا وأهلنا (زمان) والذين كانت معالم الخير والمروءة َالشهامة هي الديدن ومصدر الفخر والإعزاز حتى قال فيهم شاعرنا؛
بلادي أنا..
بلاد ناسا يكرموا الضيف
وحتى الطير يجيها جعان
ومن أطراف سقيها شبع..
ديل أهلي
يبدو الغير علي ذاتهم
يقسموا اللقمة بيناتهم
حتى اكان مصيرهم جوع..
ديل أهلي.
وهو نموذج حي لما كان عليه أهل السودان وقد يكون البعض ما زال يتمسك بتلك القيم الفاضلة وقد ظهر جليا في نعامل هؤلاء مع الأحداث وكيف أنهم اظهروا تلك الروح الطيبة في تخفيف المصاب عن المتضررين، لا سيما الفارين من جحيم تلك الحرب.
إلا أنه بالمقابل كان هناك النقيض من تلك النماذج والذين أرادوا أن يتكسبوا من فعل تلك الظروف وإستغلال هؤلاء المضطرين بفعل تلك الظروف، وجعلوا يغالون في سلعهم وبضائعهم. فترى أصحاب العقارات رفعوا من سقف ايجاراتهم مستغلين حوجة هؤلاء الاتئذين بهم، والتجار غالوا من سلعهم، بل الأدهى حتى بعض الأقارب تنكروا لأقاربهم وهلما جرا..
والأمس صادفني خبرين عن ضبط أطنان من الفراخ الفاسدة في ولايتي الجزيرة ونهر النيل وهو لعمري أسوأ إستغلال يمارسه ضعاف النفوس هؤلاء في حق هذا المواطن الذي يعيش تلك المآسي، وغيرها هنالك من أوجه الإستغلال البشع، وقد تكون هناك بعضا من السلع المنتهية الصلاحية قد تم ضبطها عبر السلطات ولكن حتما هناك أضعاف أضعاف لم تضبط ويكتشف، ولكن نقول لهم أن الله يرى.