رأي

عمر سيكا يكتب: خيانة الأفارقة

على الملا
عمر سيكا
خيانة الافارقة
تاريخ الرؤساء الأفارقة تاريخ يستحق الوصف بالخيانة والبيع عن جدارة و حق. لا يذكر لوممبا الا وذكر ابن جلدته تشومبي وخيانته له وتسليمه إلى الشركات البلجيكية التي اعدمته. لا تعفى حكومة عبود من هذه الخيانة فقد لجأ لوممبا إلى القوات السودانية فجاء أمر الخارجية السودانية بتوجيهات تسليمه لقوات الامم المتحدة والتي كان يتصرف ضباط مخابرات بلجيكيون. حكومة عبود نفسها كانت الحكومة الوحيدة التي تسمح بهبوط الطائرات المتجهة إلى جنوب أفريقيا أو القادمة وكان العالم كله آنذاك يقاطع حكومة الفصل العنصري في جنوب افريقيا و يضاف إلى ذلك أن مطار بورتسودان في تلك الفترة أصبح مطارا عسكريا تزود منه قاذفات القنابل البريطانية بالتسليح والوقود لتقصف ثوار الجنوب العربي في اليمن وظفار ولا يذكر عيدي امين الرئيس الأفريقي الذي تحدى الغرب الا ويذكر نيريري الذي جهزت بريطانيا وأدوات الصناديق المالية جيشه ليقضي على حكم عيدي امين ويسلمه إلى المنافي. نكروما و احمد سيكتوري وتفاوة بيلو وبن بيلا الزعماء المتحررون و الذين ناهضوا الغرب و مؤسساته قضت عليهم خيانة أقرباء الدم من أجل القربى إلى الغرب وجوائزه الرخيصة. وكثير من المثقفين الأفارقة لا يكادون ينهضون من انحناءة الولاء للغرب ولعل صورة حمدوك وهو ينحني على يد ماكرون تعبير مجسد لهذا الانحناء الفكري ونحن لا نذكر منصور خالد نسأل الله له الرحمة الا وذكرنا اننا لا نراه الا والسودان مقبل على توقيع اتفاق خضوع و تجريد للسيادة ومن عجب اننا نراه دائما في الجانب الآخر وليس جانب حكومة السودان. والآن رؤساء مجموعة دول الايكواس تباشر دور البيع وخيانة ذوي الدم متدثرين بثوب حماية الديمقراطية كأنهم كانوا يوما معها ونسألهم لما ذا لم يقفوا مع بوركينا فاسو ورئيسها الشاب المنتخب يغتال جهارا نهارا ولماذا لم يقفوا للتحقيق في واقعة اغتيال
كابيلا الأب. لماذا مع التوتسي وهم يقتلون ويشردون من ديارهم ولماذا لم يدينوا فرنسا وهي تقف متفرجة بل وتنزع سلاح التوتسي وتسمح بوصول مسلحي الهوتو إلى معسكرات العزل من التوتسي.
أفريقيا في حاجة حقيقية لينهض حكامها ومثقفوها من حمأة التبعية الثقافية البئيسة والتي لا فرق بينها وبين العمالة السافرة وبيع المواقف.

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق