رأي
د. عبد الله فتحي يكتب في نصف كوب : برامج قناة (السودان) في العيد..شية جمر
عمود صحفي بعنوان/ نصف كوب
د.عبدالله فتحي
برامج قناة (السودان) في العيد..شية جمر
رشفة أولى:
القناة القومية..أم الفضائيات السودانية..الممثل الرسمي الناطق بإسم الدولة..حضارتها..إنجازاتها..ماضيها..حاضرها..مستقبلها..وجه السودان الذي يتحدث به مع العالم..سفير الصوت والكلمة والصورة السامي..إذا صلحت صلح الإعلام السوداني عموم والمرئي خصوص..وإذا إنتكست حق للصورة الذهنية أن تتماهى وتهتز..ويهتز وجدان كل سوداني في مشارق الارض ومغاربها فالقناة القومية تيرمومتر عافية السودان.
رشفة ثانية:
خمسة كتائب تلفزيونية متكاملة..تم إنتقاؤها بإحترافية عالية.. تركوا ( الأنا ) ولبسوا الجماعية و روح الفريق..تزودوا بجرعة وعي وعشق إضافية لتراب هذا الوطن..توجهوا الى عمق أقاليم السودان الخمس..نقلونا الى عوالم جمالية سودانية مدهشة لم نكن نظنها بيننا تعيش في السودان( فقليل من يعرف جبل الزرافتين)..وقليل من يعرف مسميات( مدينة الحب والحب-بفتح الحاء الأولى وضم الحاء الثانية-..ومدينة الامطار والرعد..ومدينة سكان الضفاف.. وعاصمة الملوك.) وهى مسميات اخرى لمدن سودانية شهيرة.
رؤية فنية إبداعية قومية متجددة و بذل متجرد وعطاء رفيع المستوى وحرص على تقديم الأفضل من جميع الفرق العاملة في كل أيام العيد والتي تقف من خلفها إدارة تتحلى ببعد نظر وسعة أفق وقدرة على صناعة الجمال ( د.إبراهيم البزعي – مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون /أ.آمال مرجان – مدير القناة القومية/د.قسم الله الصلحي- مدير البرامج.) بخلفياتهم الدرامية الفنية الإبداعية المثقفة جعلوا برامج القناة القومية أشهى من شية الجمر.
كل برامج أيام العيد بثت من خارج الخرطوم..خمسة اقاليم( شرق السودان كسلا والقضارف. وسط السودان مدني سنار سنجة الدمازين. الجنوب من النيل الابيض و وولايات كردفان.شمال السودان نهر النيل والشمالية.الغرب في ولايات دارفور الخمسة).
نقلتنا كاميرا وصوت وكلمة القناة القومية إلى معالم تليدة وتاريخ مفخرة وأدب راقي وشعر غزير المعاني ورموز سودانية تستحق التماثيل وإيقاعات دولية الصدى وفرق مسرحية ثقافية وموسيقية ماهرة وفنون شعبية تراث عالمي وطبيعة خلابة ساحرة ورطانات مختلفة ورقصات رائعة مابين الكرن والشبال والكمبلا والدليب والوازا وايقاع السيرة الموجود في كل أنحاء السودان.
كشفت البرامج الكثير المفيد المثير..منها أن كل إقليم يوصف بأنه ( سودان مصغر) تعيش فيه كل القبائل بسلام ومحبة ومصاهرة راسخة متجذرة من مئات السنين.
شكرا جميلا..لكل العاملين والمنتجين والمهندسين والفنيين والمخرجين والمصورين والمعدين والمنسقين والمشرفين وأصحاب الفكرة.
رشفة آخيرة:
خروج القناة القومية الى مدن السودان عمل يستحق الدعم والمساندة وتمويل الدولة ورعاية المؤسسات والشركات الناجحة..عمل إبداعي ذو أبعاد ثقافية وتربوية و تنموية و إجتماعية واقتصادية ودبلوماسية وحضارية وسياحية واستراتيجية من الدرجة الأولى..فليكن في قائمة ( الأهم ) بميزانية وزارة الإعلام السودانية..و..معاكم سلامة.