رأي

حيدر التوم خليفة يكتب: *فرضية التاريخ المتنقل واستعادة التاريخ الكوشي المُضاع … 5*

*فرضية التاريخ المتنقل واستعادة التاريخ الكوشي المُضاع … 5*

*القرآن الكوشي ومعنى كلمة الميسر ، وهل فعلا تعني القمار أم يجب صرفها إلى معنيً آخر ؟ …*

*هل العامية السودانية هي أصل اللغة العربية …؟*

*الكوشيون هم أول من إكتشف الأرض الجديدة وأسموها أمريكا ، والتي تعني في اللغة الكوشية القديمة أرض الذرة …*

*حيدر التوم خليفة*

كنت وما زلت ، واستنادا على *فرضيتي حول التاريخ المتنقل* ، مؤمناً بأن أرض كوش هي *مهبط الرسالات ، ومبتدأ الإنسانية ، ومهد الحضارات* ، وان *اللغة العربية ما هي إلا إحدى اللهجات ذات الجذر الكوشي* ، وقد تطورت من المروية (تم تحويرها إلى الارمية)  ، وان *العرب أنفسهم عبارة عن مجموعات كوشية هاجرت الي الجزيرة العربية قديما* ، وان الكوشيين هم من سموا أجزاء الجزيرة العربية (وهو مصطلح حديث) بتقسيماتها المعروفة ..

والعرب الكوشيون هاجروا من أرض كوش القديمة (السودان الحالي) إلى الأرض التي يفصلهم عنها البحر الأحمر ، أو *بحر القيلزوم* ، واصل كلمة قيلزوم قبل التحوير ، هو *قيلي يم* ، وقيلي بالكوشية يعني *احمر ، ويم يعني ماء* أو مكان تجمعه من بحر ونهر ، والكوشيون القدماء والحاليون يطلقون كلمة البحر على النهر ، وهو اسلوب القرآن الكوشي عندما سمي النهر بحراً ، قال تعالى ..

وَمَا يَسْتَوِى ٱلْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُۥ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّۢ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

وهم أيضا يطلقون كلمة حوت على السَمك، في موافقة كاملة على ما نطق به القرآن الكريم ، مؤكدا أصله الكوشي .. قال تعالي ..

حتى إذا بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فإتخذ سبيله في البحر سربا …

وما زال اسم قيلي (وتنطق جيلي أيضا) منتشر في منطقة شمال السودان الحالية بذات المعنى ، اي احمر …

ونجد أن الأرض الواقعة على يمين أرض الكوشيين ، غرب البحر الأحمر ، وهم *متجهون شرقا ، اسموها أرض اليمن*، والتي على *شمالهم اسموها أرض الشام* (الشمال) ، وتلك البقعة التي *تقع بين اليمن والشام ، أو تحجزهما ، اسموها الحجاز* ..

*وتاريخ جزيرة العرب عبارة عن تاريخ كوشي متنقل* في معظم مناحيه ، وليس أدل على ذلك من انتقال عبادة إله الكوشيين العلي المعروف بالاله (سين ، وهذا سوف نعود إليه في مقال منفصل) إلى أرض العرب عندما حملوا تاريخهم معهم عند هجرتهم إلى جزيرة العرب ، وبنائهم *لكعبة مكة ومقام ابراهيم* ( على غرار مقام آمون في جبل البركل) ، تكرارا وحفظاً لإرثهم الديني الأول بوصفهم اول الموحدين ، وأول من عبدَ الله على وجه الأرض ، وأقام له بيتاً مباركا ، وجعله قبلة للعبادة ، وذلك ببكة .. قال تعالي ..

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ

( بركل ، بركة إيل اي الجبل المبارك ، أو جبل الرب ، بركئيل ، وإيل هو الرب ، وهو الجبل الذي تجلى فيه الرب لموسى ) حيث *مقام آمون*  ( لهذا قديما سَمي سكان مملكة كوش من ساكني عمق مصر الحالية ، المنطقة الجنوبية (أرض النوبة) *بالوجه القبلي ، إشارة لقبلة إله الكوشيين امون عند جبل البركل* ، في *مدينة مروي* (ماروي) ، والتي تعني المدينة المقدسة (وامون احد تمظهرات الله العلي ، الذي نجد أثاره حتى اليوم في كل الديانات بمناداته ، وطلب العون منه بقول آمين) …

وفي دراسات سابقة لنا ولغيرنا ، اثبتنا فيها *الأصل الكوشي لبني إسرائيل* ، وان *كل الأنبياء من لدن آدم حتى محمد* عليهم صلوات الله أجمعين هم *كوشيون عظماء* ، وان *الكتاب الام*…! *السماوي الأول* ( *زبر الاولين* ) هو الأصل الذي تفرعت منه  الصحف التي أُرسلت مع الأنبياء لاحقا ، *لانه الكتاب الذي تم تنجيمه ، اي تبعيضه نزولا* ، وأنها جميعا أُنزلت في ارض كوش …

واوضحنا أن *الإسلام قديم ، وهو دين كل الأنبياء، وان مبتدأه كان في ارض كوش* ، وان القرآن نفسه *كوشي قديم واحد* ، وقد وصفه الله تعالى ب (وأنه لفي زبر الاولين) ، وهو *ذِكر لما مضى ،* .. ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) ..

*والقرآن مترع بالألفاظ الدارجة العامية السودانية* (فهي *أصل اللغة العربية*) ، الأمر الذي أشكل على علماء التفسير في إدراك معاني الكثير من كلماته ، لإنقطاع عهدهم وتواصلهم مع التاريخ الكوشي ، *جهلا أو تعمداً* ..

فمثلا *الارومة المحمدية هم العرب النبط* ، والذين جاهد كثير ممن يدعون أنفسهم بالعلماء والمؤرخين والنسّابة ، لطمس تاريخهم وإخفاء الاصل الكوشي للنبط ، وصرفه  إلى المجهول ، مع ان حديث الإمام علي بن أبي طالب واضح في رده على من سأله عن اصلهم معشر آل رسول الله ، فقال .. *نحن نبط من كوث* ، اي *نبتيين من كوش* (ونبتة واحدة من أعظم الممالك الكوشية) ..

وقد حوى القرآن الكريم العشرات من *الألفاظ التي لا أصل لها إلا في العامية السودانية* ، والتي ما زالت حية ومستخدمة بكثرة من أهل السودان  ( راجع على النت مقالاً مهماً للباحث القدير عبدالمنعم عجب الفيا .. حول الألفاظ العامية السودانية في القرآن الكريم) ..

وكمثال لذلك كلمة الميسر ، والتي *فسرها العلماء بالقمار* ، وذلك عند تناولهم للآيات الكريمة  من سورة البقرة   …

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۝ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)

وهو تفسير متعسف ، لم أجد له سنداً في اللغة ، إذ أن جذر كلمة ميسر في اللغة هو يسر ، واليسر هو التسهيل ، وهو من نِعم الله على الإنسان .. فلا يمكن أن يصف الله اليسر بالرجس ، انظر للآيات التالية ..

وسنقول له من أمرنا يسرا
ولقد يسرنا القرآن للذكر
فاقرءوا ما تيسر منه
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر
فالجاريات يسرا
سيجعل الله بعد عسر يسرا
فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى …

والميسرة واليسار كناية عن غني الشخص ، ومن *كلمة اليسر جاء لفظ الميسر* ..

وهذا يقودنا إلى أن *تصحيفا* قد طال الكلمة ، يجب الوصول إليه لمعرفة المعنى الحقيقي لها ..

لهذا فإن *إعادة تفسير كلمة ميسر وفقا لمعطيات جديدة* ، سوف يقودنا إلى *نتائج مغايرة* تماما لما قال به مفسرو الأمس …

جاء في شرح سنن النسائي ما يلي …

أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن الأجلح حدثني أبو بكر بن أبي موسى عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله! إن بها أشربة، فما أشرب وما أدع؟ قال: وما هي؟ قلت: البتع والمزر، قال: وما البتع والمزر؟ قلت: أما البتع: فنبيذ العسل، *وأما المزر فنبيذ الذرة*، فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تشرب مسكراً، فإني حرمت كل مسكر ) ..

وهذا قول يحتاج إلى الغوص فيه اجتهاداً ، لمعرفة ما هو المزر أو الميزر ، بوصفه كلمة كوشية ما زالت رائجة الاستعمال من قِبل خلفهم حتى اليوم …

وكما ذكرت في مقدمة المقال أن سكان *جنوب الجزيرة العربية هم خليط لقبائل كوشية متعددة* ، ما زلت تلمحها في ألوان وسحنات ولهجات أهل اليمن وجيزان ومنطقة تهامة ، ( فمثلا لو تجولت في منطقة تهامة وجيزان “التي كانت تنتشر فيها *اللغة الجئزية ، وهي لهجة كوشية قديمة”* لن تجد فرقا ملحوظا في الحياة بينها وبين بوادي كردفان في السودان ، وينطبق ذلك على الوجود الكثيف للعنصر الكوشي البجاوي ، خاصة البنى عامراوي في جنوب ووسط اليمن ) … مما يدل على تواصل التأثير الكوشي على انسان هذه المناطق حتى اليوم …

وإذا اسقطنا  ما ذكرناه عن أصل كلمة *مزر أو ميزر (شراب الذرة)*  ، والتي تصحفت إلى *ميسر* ، نجد أن الكلمة يتسق معناها مع مدلول وسياق الآية الكريمة ، والتي *تشير إلى الخمر بأنواعه المختلفة* ..

*ولكن. أين هو الأصل الكوشي لكلمة ميسر والتي تعني شراب الذرة  …؟*

هنا نجدها في التصحيف الذي لازم كلمة ميزر ( وهو كثيرُُ في العامية السودانية، وهي أصل اللغة العربية الفصحى كما اوردنا  .. وكمثال اطلاقنا كلمة جداد على دجاج ، كما نقلب الألف عيناً وغيرها كثير .. )  ..

وأقول أن اصل كلمة ميزر أو ميسر تصحيفا هو مريس ( وهو شراب أو نبيذ الذرة عند الكوشيين ، وهو عين ما جاء في الحديث عن أن الميزر هو شراب الذرة) ، والتي انعقد العزم على إضافة تاء التأنيث لها من قِبل صانعيها (لحلاوتها) وصارت تطلق مريسة ..!!

*ولكن ما هو شراب المريس أو المريسة ..؟*

إنه شراب الكوشيين المقدس ، وكان يقدم في كل احتفالاتهم من فرح وحزن ، مثل احتفالات الميلاد والزواج والختان وغيرها …

كما يلازم تقديمه ، تلك الطقوس التي ترافق الحزن على الميت خاصة ايام العزاء ، وهي المرتبطة بوصول الروح إلى مستقرها ( ما زالت تمارس وتقدم كشراب طقسي في كل مناسبات الأفراح والأحزان لدى معظم قبائل نوبا الجبال في منطقة جنوب كردفان ، أو سكان دولة جنوب السودان الوليدة) ..

*وكلمة مريس أو مريسة في اللغة الكوشية تعني حرفيا نبيذ او شراب الذرة ..*

وهي من جزئين هما .. مار ..
و
أسى ..

ومار تعني ذرة ..
وما زال أهل الشمال أحفاد الكوشيين يطلقون على الذرة اسم *ماريق* (على حسب فرضيتي أن القاف حرف تعريف في الكوشية مثل الواسوق وهو أداة تسوية الأرض ، واسو) ..

كما تعني مقدس ومنها مار جرجس اي القديس جرجس ، ومنها مريم او ماريم ، والتي تعني الماء أو النبع المقدس بحكم ان لفظ (يم) هو لفظ كوشي يعني ماء أو نبع أو نهر ، وفي اسم مريم هو إشارة إلى النبع ، أو النطفة الطاهرة ، او الرحم المريمي المقدس الطاهر ، الذي حوى معجزته عيسى عليه السلام ..

اما كلمة إسي فهي تعني ماء أو شراب إلى الآن في اللغة النوبية في شمال السودان ، وهي وريثة اللغة الكوشية .. ومنها اسم أسوان والتي تعني مكان تجمع المياه العظيمة ، ومنها موسى (وهو نبي كوشي) ، ويعني اسمه طفل الماء ، إشارة لمعجزة بقائه حيا بعد أن أوحي الله إلى أم موسى أن تضعه في التابوت وتقذف به في النهر …

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ..

واليم المذكور هنا هو نهر النيل في شمال السودان حيث يكثر نبات الحلفا ، وحيث جرى التيار به من الجنوب الصاعد إلى الشمال الهابط … (للإستفاضة حول هذآ الأمر راجع قصة النبي موسى في التوراة)

وما دام الشئ بالشئ يذكر ، هنا لا بد من الإشارة إلى التزييف الذي حدث لاسم أمريكا ، والذي ارجعه البعض زوراً وتزويراً إلى شخصية خاملة ، ومكتشف إيطالي منتحل يدعي أمريقو فيسبوتشي ..

وإحقاقاً للحق أقول إن الكوشيين هم أول من إرتحل إلى أمريكا (راجع كتاب النوبيون العظماء للمؤرخة الأمريكية دورسولا هيوستن ، إضافة إلى كتاباتنا حول هذا الامر)

وهم من اعطاها اسمها الحالي ، ونشروا فيها دين التوحيد ، وليس أدل على ذلك من الوثائق التي نشرتها العديد من الجامعات الأمريكية ، ومن بينها تلك الاتفاقية التي وقعها كولمبوس مع زعيم إحدى قبائل الهنود الحمر في أمريكا ويدعى محمد ، وهو ذات الأمر الذي دفع مجلس مدينة نيواورليانز إلى سحب تماثيل كولمبوس من الساحات العامة وإدخالها المخازن ، بعد أن إتضحت الحقيقة ، وانتشرت المعلومة بأنه لم يكن المكتشف الأول لأمريكا ، وإنما سبقه على ذلك ملوك كوش العظماء ، قبل آلاف السنين ، ومن بعدهم البحارة المسلمين منذ القرن الثامن الميلادي …

وإسم أمريكا تحديدا يعني أرض الذرة وفقا للغة الكوشية القديمة ، وهو امر يصدقه الواقع ، إذ تنتج أمريكا ، اي الولايات المتحدة سنويا ، دعك عن أمريكا الجنوبية ، ما يصل إلى 400 مليون طن من أصناف الذرة المختلفة ، هذا غير إنتاج الأرجنتين والبرازيل والمكسيك والعديد من الدول الأخرى في أمريكا الوسطى والجنوبية …

وكلمة أمريكا مكونة من جزئين هما *ماريك .. وكا* ، مع ادغام الكاف الثانية في الاولي ، وفي لهجتنا السودانية هناك تبادل بين الكاف والقاف ، فنحن نقول *كتل ونقصد بها قتل* ، ونقول *بكان إشارة إلى مكان* ، وهو نفس اللفظ الذي عبر به القرآن الكريم لتحديد إسم المدينة المقدسة الكوشية تحديدا قاطعا ، حيث اول بيت وضع للناس لعبادة إله الكوشيين العلي ، واسماها بكة ، وهي الأصل ، وما دونها صورة مستنسخة …

اما *مكة الحالية فهي تاريخ كوشي متنقل* ، وقد أنشأتها بعض قبائل الكوشيين البدو المهاجرين لشرق البحر الأحمر ، المعروفين *بإسم البجا (البدو .. البدأ .. البجا)* ، وقد شيدوا عليها بيتهم المقدس لعبادة إلههم امون ، والمعروف بالاله سين ، أو إله القمر ، أو العلي … علما بأن *الديانة الامونية القمرية هي أصل الإسلام الأول ، وهي اساس اسلام اليوم* ، في مقابل *الديانة الإخناتونية الشمسية* والتي هي *أصل المسيحية التثليثية* … (راجع مقالنا عن لماذا عبد الإنسان الكواكب)

وبالعودة إلى حديثنا عن أمريكا واصل اسمها ، نجد أن ..
*ماريك هي نفسها ماريق اي ذرة* ..
*وكا .. تعني بيت أو أرض في الكوشية القديمة* ، وما زالت مستعملة بذات اللفظ والمعنى في اللغة النوبية الحالية في شمال السودان … (تأمل وحلل إسم امريقو) …

هذا الامر يقود إلى التأكيد علي سبق الكوشيين في إكتشاف أمريكا بتقسيماتها الثلاث ، ويقدم تفسيرا للآثار الضخمة التي يحيط بها الغموض ، والتي عجز العلماء عن تفسيرها مثل اهرامات البيرو وأثار التشيلي وغيرهم …

ختاما نقول .. مما سبق يتضح أن تفسير كلمة *ميسر بالقمار لم يكن موفقاً* ، وذلك إستنادا إلى الإرث واللغة الكوشية ، اصل العربية ، لغة القرآن الأولى ، واصلها موجود حتى اليوم في العامية السودانية الحالية ، التي أخذت منها اللغة العربية الفصحي كل سماتها وقوانينها العامة …

وان كلمة *الميسر تعني شراب الذرة* ، والذي ما زال يُصنع ويُباع في العديد من مناطق السودان باسم *المريس أو المريسة* ، وارى انها المعنية بقول النبي الكريم اشربوا ولا تشربوا مسكرا ، لأن المريسة عند العديد من أهل السودان تعتبر قوتاً ، وليست خمرا ، الا اذا تركت لتختمر فترة طويلة ، والنبيذ إذا لم يتغير طعمه فلا حرمة فيه ، فقد جاء في الأثر أن النبي الكريم كان ينتبذ له ..

وقد جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر، فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب.

والي مقال قادم في البحث عن دلائل كوشية القرآن الكريم ، والإسلام الكوشي الأول …

والمجد لهذه الأمة العظيمة التي نسيها بنوها ، وتآمر عليها مزورو التاريخ ولصوص الحضارة …

*ولربنا ما يستحق من الحمد وموفور الثناء*

*حيدر التوم خليفة*

الخرطوم

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق