رأي

عبدالماجد محمد السيد ينعي عمدة حلة حكومة .. العمدة كبيرة

فقدنا أمس الأول ركناً للحكمة والكرم والتواصل والمحبة .. تفتحت أعيننا ونحن أطفال على رؤيته بلحيته الوقورة وهندامه المهذب وحذاءه الانيق .. اناقة دائمة يحرص عليها حتى داخل منزله ..
رجل في قمة الترتيب تفكيراً وفهماً ونقاشاً .. ودوداً حد الود .. مفرط الطيبة وحازم في آن !!!
لم نسمع صوته قد علا يوماً أو تحدث بغضب .. له من الأقمار الذكور ستة غير البنات .. وما رأينا احدهم في موقف يتحدث عنه الناس أو سمعنا من احد منهم ما يخدش الحياء .
هذا هو العم ابوبكر عمر مجدادي الجار في حي الجناين!!!
فمن هو العمدة كبيرة؟؟؟
هو ابوبكر عمر مجدادي عمدة حلة حكومة وحواكيرها في نظارة ود زايد .. وقاضي المحكمة الشعبية بدوكة !!
ظروف عملي كاعلامي اتاحت لي فرصة أن ارى الوجه الرسمي للعمدة كبيراً في عدد من الاجتماعات والمؤتمرات .. فوجدت اسداً يقاتل بضراوة عن حقوق اهله .. لا يعرف الخوف الى قلبه طريقاً شرساً وواضحاً في قول الحق .. كأنه يزأر وهو يناقش أو يطرح قضية بلهجة حاسمة وصارمة إن إقتضى الأمر الحسم والصرامة ولينا إن إقتضى الأمر اللين!!!
في الأعياد والمناسبات التي تجمعنا كجيران كنت اتعمد ان اطرح موضوع الساعة و(أجرجره) في الونسة لأخرج بعصارة تجربته وفكره السديد .. واكاد أرى كلما ذكره الرجل في (الونسات) واقعاً وماثلاً اليوم كأنها كانت مشاهداً حية أمامه.. كان من متعة حديثه أنه يربط كل حدث بآية أو مَثلٍ أو قصة مما يدل على ثقافته العالية ومعرفته بالكثير من متشابهات تراث أهل السودان
العمدة كبيرة ليس فقداً للقضارف ولكنه فقد لأهل الحل والعقد على امتداد السودان الفسيح .. أولئك الرجال الجبال الشوامخ الذين نبحث عن ظلهم لنحتمي من هجير التشرزم والشتات والأنا والإثنية ونقتات من ثمار افكارهم الطازجة لنقوي عقولنا ونير ابصارنا !!!
اللهم ارحم الوالد والعم ابوبكر مجدادي فقد احتضننا بعطفه وغذانا بفكره ونحن افراخ صغار .. اللهم ضاعف له حسنات كل خطوة خطاها لحقن دماء وفك رقبة واغاثة ملهوف واعانة فقير ..
اللهم انه كان كريماً وانت الكريم وكان عادلاً وانت العدل .. فأحكم عليه بأن يكون مقامه مع خاصتك وأوليائك !!
اللهم إن العمدة كبيرة جاء مفتقراً الى رحمتك وانت من شملته بسعة الرزق والأفق طامعاً في مذيدك اذا إنه كان بنعمتك حفيا

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق