رأي
صلاح دندراوي يكتب: مضى أيوب وتظل مسيرة الشهداء متصلة
نقطة ضوء
مضى أيوب وتظل مسيرة الشهداء متصلة
بقلم صلاح دندراوي
إذا سألت أي من المسلمين عن الحالة التي يريد أن يموت عليها لقال لك بكل يقين أريد أن أموت شهيدا، وذلك لفضل تلك المرتبة عند الله والتي لا ينالها كل فرد إ لا من إصطفاه المولى تعالى، وهو يقول في محكم تنزله:(ويتخذ منكم شهداء) فهو ليس بإختيار أحدنا ولكن تقدير من المولى تعالى.
وقد سال كثير من المداد لإرتقاء روح الشهيد (أيوب) وهو في ميدان المعركة وكثيرون جعلوا يحللون ويأخذون كأنما هذا القدر لم يكن ليصيبه ولكن هي مقادير المولى التي أرادت أن يسعد بمثل هذا الإصطفاء والذي يغبطه عليه الكثيرون.
إن مسيرة الشهداء لن تتوقف وإن الجهاد في سبيل الله لن يقف لأنها سنة الله الماضية حتى قيام الساعة، فهو ذروة سنام الإسلام. وما هذه المعارك إلا إختبار لإيماننا ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل اذين خلوا من قبلكم مستهم السراء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا أن نصر الله قريب …).
إن كل أمر يجرى في هذا الكون، بتقدير الله، وجعل لكل شئ سببا، لذا لا راد لقضاء الله، بل يسعد المرء عندما توافيه المنية وهو في مثل هذا الموضع، ويكفي حسرة سيدنا خالد بن الوليد الذي حاض عشرات المعارك وخرج فيها منتصرا، ليجئ موته على سريره وهو يقول بأن جسده لم يخل من طعنة رمح أو ضربة سيف وها هو يموت كما تموت البعير.. فهو كان يتمناها شهادة، فهذا ما سماه رسولنا الكريم أسد الله، فما بالكم بنحن، فهذه ميتة يتمناها كل إنسان، ويظل هذا المد متصل من الشهداء وتظل سلعة الله غالية، ألا أن سلعة الله الجنة.
وتبقى الظروف التي تجري بساحة السودان والحرب التي فرضت عليه إبتلاء من رب العباد وساحة للتنافس، ويجئ التصر على أعتاب تلك التضحيات فهنيئا لشهدائنا بما أنعم الله عليهم من من إصطفاء ونحسبهم أحياء عند ربهم يرزقون كما صورهم لنا المولى تعالى.