رأي

صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: معركة الفراخ..!

نقطة ضوء
معركة الفراخ..!
بقلم صلاح دندراوي
تجري أمام أنظارنا هذه الأيام معركة خلاف معركة التمرد، والإنتهاكات، والمعركة التي ضد العدو الذي إستباح أرضنا وعرضنا وأغراضنا، وهي معركة في حلبة أخرى هي معركة الفراخ..
فقد صدر قبل فترة قرار من وزارة الثروة الحيوانية والسمكية بفتح باب إستيراد الفراح، خبر حقيقي فلا يرتفع عندك حاجز الدهشة، ونحن في أتون هذه الحرب ضد العالم الذي إستجمع كل قدراته ليسحقنا، والمواطنين يهجروا وتسلب ممتلكاتهم عيانا جهارنا، وتغتصب حرائرهم وتدمر مآويهم، وهناك جيش يقاتل ليصد هذا العدوان، في نص هذا الواقع الحزين يخرج علينا المعنيون بهذا القرار وكأنما حياة السودانيين معلقة بتواجد الفراخ، ويسيل كثير من المداد حولها.
وبصرف النظر عن الصراع الدائر الآن في كون أن القرار تحوم حوله الشبهات، وترك على جوانبه
الأقاويل، إلا أننا نتحدث في أصل القرار، هل السودان فعلا كان في حاجة لمثل هذا القرار(المستفز) وهل أهل السودان لهم من الشهية و(فتح النفس) حتى يتلذذوا بالشوائيات وبقية المطايب.
إن نصف أهل الخرطوم وعدد من الولايات، مشرد أو في المعسكرات أوعالق على تخوم الولايات والمعابر، وتقطعت بهم السبل وخليت جيوبهم وأفئدتهم بفعل هذا النزَوح المر، لَتجئ وزارتنا المبجلة لنَتحدث لنا عن إستيراد الفراخ، في وقت قاربت فيه عملتنا المحلية أن تبلغ الألف جنيه للدولار وما أدراك ما الدولار.
في ظل هذا الوضع الصعيب والواقع الأليم تصدم وزارتنا هذا المواطن المغلوب الذي بالكاد إذا عثر على لقمة من الخبز الجاف او(الكسرة) البائتة يكون قد غنم الدنيا، لتجئ الحكومة لتمنيه بقدوم الفراخ.
بحق نحن لا نتحدث عن كيف سيجلب وبكم سيباع ولكننا نتحدث عن أصل الموضوع في كيف بلد في مثل تلك الظرَوف  أن يفكر المسؤولون فيه بمثل هذا التفكير،.
ولماذا لم يجئ التفكير مغايرا في ان تبتكر الدولة بدائل سهلة في قدرة المواطن البسيط الذي غاية أمله أن يسكن جوعه بما يتاح له.
وأهل الخرطوم الذين نزحوا إلى الولايات قد إكتشفوا كيف أن أهل الولايات يديرون حياتهم، وكيف يتنوع غذاءهم ما بين الكسرة والقراصة والعصيدة والملاح خالي لحوم، وكان للدولة أن تشجع هذا المسلك وإن كان لها فائض أن تجود به على من لا غذاء له.
او كان للدولة أن تشجع الولايات لتغتنم تلك الفرصة -اذا كان
لابد من الفراخ- وتشجعها على التمدد في تربية الدواجن وتحفز رجال الأعمال الذين فروا بنشاطهم من الخرطوم أن يستثمروا في مقر إقاماتهم في هذا الجانب ونكون بذا قد وفرنا(الفراخ) وأوجدنا نشاط للمستثمرين ووفرنا تلك السلعة للمواطن بسعر قد يكون أخف من السعر الذي أسنجلب به من الخارج…
قال فراخ قال…..
ولنا عودة

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى