رأي

د. عبد الله فتحي يكتب: إيقاع الحرب

بوم..بوم..بوم..رطططططط..كررررر..طاخ طاخ طاخ..
أصوات باتت مألوفة لفتيان الحلة وفتياتها واطفالها- أخبار الموت اليوماتي جعلت الأطفال يكرهوا ألعاب المسدسات والبنادق العيد القادم سيشترون الحلوى وعصافير الزينة-..حتى أنهم يصنفونها..هذا صوت السوكوي قادمة -يقصدون السوخوي- وهذا صوت مدفع دبابة..وهذا صاروخ اطلقته مسيرة..والدوشكا تعزف ايقاع التم تم..والكلاش كالحصحاص فوق الزنك..و..

تلبدت السماء بالغيوم وبدأت تبرق..تساءل الجندي وهو يطير ببصره يطوف السحب المتنامية كرغوة صابون في طست غسيل والماسورة فاتحة ومنسية..ترى!..كيف سنميز صوت الرعد من صوت دانة الهاون..!.

وياناس البيت كيفنكم.. والله مادايرنها ليكم..لكنها الحرب..ما إن تنطلق رصاصة واحدة..حتى تؤازرها الرصاصات من خلفها ومن أمامها ومن حولها..لا تنقطع حتى تنفد الذخيرة او..او يموت القاتل.

التلوث البيئي جراء دخان الحرائق الكثيفة التي تصاعدت في أجواء الخرطوم ليست وحدها مخلفات الحرب..قلوب حزينة..عيون حمراء دموع الفقد عليها معلقة..ظهور منحنية بسبب الحاجة السيفها سنين..نظرات مرعوبة من يوم بكرة فدارهم تدمر نصفه ولم يبق منه إلا صورة السور والطبق..
شقى العمر المنهوب رسم خيبة وكآبة على وجوه المئات..بل الآلاف.

ياخرطوم النيلين..فلنجعل اسماء النهرين لافتة لأيام مشئومة محفورة بالخنجر على الخاطر..
هذا النيل الأسود – بدل الأزرق- كناية عن نفوس أهلكت روح الحياة في إنسان الخرطوم فأحالتها لوحة سوداوية كقلوبهم..وهذا النيل الأحمر- بدل النيل الأبيض- ليشير إلى هدير الدم الذي نزفته شرايين سودانية بريئة.
بوم..بوم..بوم..رطططططط..كررررر..طاخ..طاخ..طاخ.

د.عبدالله فتحي
الخميس1يونيو 2023م

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق