رأي

عبد القدوس الشيخ يكتب: ليس كل مايحدث خبراً

بسبب توفر وسائل النشر الغير رسمية والتي لاتخضع لرقابة ولاتعمل وفق أسس علمية ومهنية ولاتندرج تحت اي مفاهيم من مفاهيم الإعلام ولاتعمل باي قيود قانونية أو علمية تفرض عليها تحري الحدث والعمل بالمصداقية ،مع اتخاذالاسلوب الذي يمثل المؤسسة الإعلامية الصاعده، ومع وجود وسائل كفيس بوك وتويتر وغيرها أصبح الإعلام مهنه يمارسها من لايعلم عنها شيئا وأصبح نشر الخبر وسيلة لكسب التفاعلات ودعم صفحة الناشر حتي وان كان الخبر ليس خبراً، فالخبر ليس نقل مايحدث من حوادث ولا نقل واقعة خالية من القوالب التي تجعلها خبرا ففي مهنة الصحافة اذا عض الكلب رجلاً،هذا لايعتبر خبرا لان عنصر غرابة الحدث معدومة ومن الطبيعي أن يعض الكلب الرجل وليس في ذلك مايثير دهشة السامع ولايستنكر الناس أن يعضي الكلب الرجل ولكن إذا عضَ الرجل كلباً،تكون الواقعة خبرا لان الحدث خالف طبيعة الأحداث وسيستنكر المجتمع ذلك ويستغرب حدوثه فهنا يكون للخبر قالبا،،
لايمكن أن يكتب صحفي يعمل بهيئة السكة حديد في مدونته الاخبارية القطار يسير في قطيبه ولكنه سيكتب حين يفارق القطار قضيبة مخبرا الناس بأن الأحداث خالفت مجرياتها وان القطار اليوم فارق طريقة المعتاد وهذا خبراً يعرف ممتهني الإعلام والمحترفين في مجاله أنه خبراً،
أما اليوم فمسامع القراء تفتقر للمصداقية في كل المواد التي تتلقاها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،وتحتاج للوعي والإدراك الذي يساعدها علي تخطي العبس الثقافي الذي ملاء الساحة وقلب الطاولة علي رأسها حيث أصبح الاكثر فراغا بين الناس أقربهم لان يكون أكثر شهرتاً وبعدها يكون صوته مسموعا ولكن لايحمل الصوت من ثمرٍ الانهيق من ينهق به ورغم ذلك يجد ترويجا من معظم السامعين لان هترشته الفارغه مست وجدان الناس في معقل الفراغ الفكري الذي أصاب مخيلتهم واصبحوا يميلون لكل ظاهرة نشوذ ،،ولايقع اللوم عليهم لوحدهم بل الملام الاول وزارة الإعلام ووزارة الارشاد والمؤوسسات التي تختص بالتوعية والدعوة والإرشاد وادارات التوجيه وغيرها من ذات الاختصاص ،،
نتيجه الإستخفاف بالاعلام وأثره واثر مانتج عن غيابه كان سببا في ضياع البلاد ،وبالفعل في عهد الحكومة السابقة استقلت قوة سياسية بمساندة دعم خارجي وسائل التواصل الاجتماعي في السودان وحركت بها جموع الشعب الي مصير مجهول فلم يعلم من خرج من الشعب لماذا خرج ولايعرف من دعاه للخروج هذا ماحدث بسببه سقوط النظام السابق،وماذالت بلادنا علي شفا حفرة من مخاطر تلك الوسائل التي تتلاعب بوجدان الناس وتنشر في نفوسهم الرعب وإحساس الهزيمة وتأكيد وقوعها زيفا وكذبا ،
وللاسف إعلامنا في غيبوبه إن لم يكن غائبا ،،ركيك في الأداء،، خامل في تفاعله مع الاحداث،، بطئ لايتماشي مع سرعة الموقف ،،بخيل لايدعم الحرب بالعطاء الاعلامي الذي يرفع الروح المعنوية بالقدر المطلوب،،،،
هما اثنين اما ان يكون إعلامنا ووزيره والمسؤولين عنه لايملكون الفكرة التي تمكنهم من تغطية الوضع الذي تمر به البلاد بالصورة التي تليق بحساسية الموقف ،وعلي أصحاب القرار استبدالهم بالكوادر المؤهلة لتخطي المرحلة بخطه إعلامية مثمرة،،،
او أنهم مؤهلين ويملكون الفكرة وقادرين علي تنفيذها ولم يفعلوا ذلك وهنا نقول لهم لا خير في فكره لم تنفذ وتأتي اُكلها وعلي أصحاب القرار ابعادكم عن لسان الدولة غير مأسوف عليكم ،،
فالإعلام وسيلة حربية لاتقل عن مدرعات الحرب وصواريخها فرب كلمه في موضعها تسقط حامية بعتادها للعدو،،،،
ورب إشاعة تُشاع تزعزع أمن أمه كاملة،،
نوصي قيادة البلاد وهم اهل دراية بالنشاط الفكري الهدام الذي يستخدم لاحباط الشعوب ووضع ثوب الهزيمة فوق رأسها، وعليه نوصي بتفعيل كل وسائل الإعلام المختلفة الرسمية وتسهيل عملية الوصول إليها بتوفيرها في كل المنصات ليلعب الإعلام والإعلاميين دورهم الهام بحيوية ورسالة ،كما نوصي بالاهتمام بالمادة قبل كاتبها،، وليكن تقيم الناس بامانتهم لابمكانتهم ،،وبفكرهم لابمقدار ذكرهم ذكرهم،، فكم من فكرة ماتت وصاحبها ينادي بها ولم يجد سامع وكم من عابس يسمع الناس عبسه بلا نفع ،،،
والي الشعب نختم نصحنا تعاملوا مع الاحداث برشد ومع ماتسمعونه بوعي فليس كل من يتحدث صادقا،، وليس كل من ينقل واقعة أمينا ،،وليس كل مايحدث خبراً ،،، خذوا معلوماتكم من مصادر تخضع لرقابة ومسؤولة ومحاسبة لأنها مصادر قانونية تعمل وفق قوانين النشر السودانية، دمتم في امان
ونصر الله حيشنا،،
عبدالقدوس الشيخ ابراهيم،

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق