رأي
صلاح دندراوي يكتب: ترى كم فينا من أبي رغال
نقطة ضوء
ترى كم فينا من أبي رغال
بقلم/ صلاح دندراوي
تقول الرواية أن (أبو رغال) هذا شخصية عربية وصف على أنه رمز الخيانة، حتى كان يوصف كل خائن عربي بأبي رغال. وكان للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبو رغال بعد الحج. و هذه الشعيرة ظلت في الفترة بين غزو أبرهة الأشرم حاكم اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة عام الفيل و حتى ظهور الإسلام.
وأبو رغال يعد الدليل العربي لجيش أبرهة، فالأحباش كانوا لا يعرفون مكان الكعبة وكلما جاؤوا بدليل من العرب كي يدلهم على طريق الكعبة كان يرفض مهما عرضوا عليه من مال، ولم يقبل بهذ الا أبو رغال فكان جزاؤه من جنس عمله أن وصف كل خائن للعرب بعده بأبي رغال.
وقد قوبل أبي رغال في كتب التاريخ العربي بازدراء واحتقار لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم.واصبح يطلق لقب أبو رغال على كل من خان قومه لمصلحته الخاصة.
وفي لسان العرب : ان أبو رغال كنية وقيل انه كان رجلا عشارا في الزمن الأول وكان جائرا فقبره يرجم إلى اليوم وقبره بين مكة والطائف ، وكان عبدا لشعيب عليه السلام .
وفي مجتمعاتنا وحتى يومنا هذا يظل ابو رغال موجود بيننا يمارس في ذات الخيانة ضد أوطانهم يبيعون ويشترون فيه بعرض دنيا زائل لتلاحقه اللعنة والخيبة ويظل منبوذا في مجتمعه ووطنه.
وحتي إن فعل فعلته وهو متخفيا فيكفي أن الله يري وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويكفي ما يتعرض له من تأنيب ضمير لما فعله هذا – إن كان له ضمير يقظ- ولا يتذوق طعم لثمن خيانته ولا راحة بال، فيا تري كم فينا من أبي رغال هذا.