رأي
محمد عبد الله الشيخ يكتب: مالك عقار اتساق الخطاب والمواقف
مالك عقار اتساق الخطاب والمواقف
لكل مرحلة اداتها وادواتها
بقلم /محمد عبدالله الشيخ
منذ توليه منصب نائب رئيس مجلس السيادة خلفا للمتمرد الهالك بدأ سيادة الفريق مالك عقار في رسم شخصية مغايرة لما كان عليه سلفه وظل يقدم نفسه كرجل دوله يعي مطلوبات منصبه علي مستوي الخطاب والمواقف بما يدلل ويثبت التصالح الجدي مع الواقع الماثل كشريك في الحكم يتحمل كل تبعات وتكاليف المشاركة ومسؤلياتها هذه الحالة تتناغم وتنسجم معها جموع مكونات الحركة الشعبية شمال جناح السيد عقار التي تتعاطي بكل إيجابية مع محيط مسؤولياتها في الحكم بما يمثل إعادة لكتابة تاريخها السياسي وتصحيح مسارها علي هدي من القراءة الواقعية دون شطط او عدوانية الشي الذي أكسب الحركة كثير من أراضي الثقة ولعل من عرف الرجل وتتبع مسيرته علي مستوي الخطاب السياسي المرتبط بكل مرحلة وادواتها ولوازمها يخلص الي ان مالك عقار المحارب الشرس ليس بالضرورة هو مالك عقار رجل الدولة في قمة مسوليتها نائبا اول للرئيس هكذا يستخلص من مجموعة خطاباته وتصريحاته القليلة بعد توليه منصب نائب رئيس مجلس السيادة مقرونة مع ما اوكل الية من مهام خارجية متعلقة بملفات كبيرة ابان انشغال رئيس مجلس السيادة بإدارة الحرب وقد تجلت من خلال ما كلف به وما اوكل اليه من مهام قدرات رجل الدولة الذي يحفل ويحتفي به المنصب ويجدر به توليه بعد أن وضح ان الرجل كامل الأهلية وهو قيمة إضافية كبيرة لراهن البلاد رجل انتقل بقدرات عالية من ضيق الاهمتمامات المناطقية الي رحاب السودان بشسوعة وتنوعة وازال حالة الخوف والتوجس ممن كانوا يعتقدون أن للرجل أجندته هذا ما افصح عنه ملتقي ولاة الولايات وحكام الاقاليم الذي استضافته ولاية القضارف في يومي الخامس والسادس من ديسمبر الجاري بدأ السيد نائب الرئيس في حالة من تماهي رجل الدولة بخطاب يعي تماما مطلوبات القيادة أجاد فية الانتقال بسلاسة وحزق مصحوبه ببساطة وتلقائية دون تكلف أعطي القوات المسلحة ما تستحق من تقدير واشادة مستخفا بهتافية من يقولون ((معليش معليش ما عندنا جيش)) متحدثا عن علو كعب الجيش السودان وصعوبة هزيمته حاربت الجيش أربعين سنة لم أتمكن من هزيمته وبدأ عقار ساخرا من حميدتي واستحالة تحقيق نصر علي الجيش ((الولد دا انا نصحتو ما بقدر علي الجيش )) ومضي في توصيف الحرب وضخامة الالة العسكرية والعتاد والعدة التي واجهها في سبيل حماية البلاد من المؤامرات التي تستهدف مواردها وثرواتها مؤكدا علي حتمية انتصار الجيش ((سينتصر الجيش قبل من قبل وابا من ابا)) وكان عقار هو الأكثر وضوحا في تسمية الأشياء بسمياتها وهو يصف الدعم السريع بالمليشيا وجنوده بالمرتزقه ولم ينسي سعادة نائب الرئيس تطمين المواطنين المهجرين غسرا وجبرا وتطمينه بالعودة الحتمية وإصلاح ماافسدته الحرب وبناء الخرطوم مهما طال الزمن متحدثا عما يجب أن يكون عليه الحال بعد الحرب من مراجعات هيكلية في بنية الحكم ومركزية الدولة ومعيباتها التي افرزتها الحرب وأهمية كيف يحكم السودان واعاب علي القوة المدنية التشبس بكراسي الحكم وتناسي ما كانت تنادي به لعل هذه الجزئية من خطابه لها ارتباط وثيق بما دعي اليه من ضرورة هندسة الشخصية السودانية وهذه العبارة جديرة بالوقوف عندها والتأمل وجرد حساب المواقف والمحكات التي تكشف عن الشخصية السودانية علي مستوي الشخصية القيادية في اعلي هرم المسؤولية نزولا الي مستوي المواطنه وأدوار كل منها في التعاطي مع الشأن الوطني وتقديم المصالح العليا للدولة والوطن علي المصالح الشخصية والحزبيه ومدي إيثار الآخر علي الذات والانا لتضح هنا عيوب وخروق ظللنا نقفز فوقها وندبج المدح والاطراء لشخوصنا ونفرد احزابنا واثنياتنا بحالة من القداسة انكشف ضعفها وعدم قدرتها علي الصمود في اول امتحان حقيقي للوطنية المرتبطة بالزود والحماية وإسناد ظهر الوطن فأين ولماذا هرب من ظنوا أن حواء السودان لم ولن تنجب غيرهم
إذن تبقي القيمة الحقيقية في تقديري المتواضع ان عني به عقار من إعادة هندسة الشخصية السودانية علي ثوابت وطنيه قادرة علي الصمود ومواجهة التحديات ومقاومة العواصف غير متهافتة علي موائد الآخرين لا تقبل المساومة فيما هو وطني وعلي المستوي الشخصي لمالك عقار هل تتنزل بصمته وكارزما شخصيته علي مستوي إدارة الدولة بذات القدر الذي تنزلت به علي مستوي الحركة الشعبية هذا ما ينتظره المراقبون