رأي

صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: بعثة الأمم المتحدة.. العاقل من إتعظ بغيره

نقطة ضوء

بعثة الأمم المتحدة.. العاقل من إتعظ بغيره

بقلم/ صلاح دندراوي

ما عادت الحكومات هي التي تحكم، وما عاد ظل الدولة يتسع حتى يغطي كل الأطراف لاسيما في زمن شهد هذا الإيقاع المتسارع للحياة.
لذا جعلت الدول تستعين باطراف وآليات تعينها على تنفيذ مهامها في كافة ضروب الحياة، ومن ضمن تلك الآليات تظل المنظمات هي المعلم الرئيسي لتحقيق تلك التطلعات عند تلك الدول، فجعلت تلك المنظمات تتعدد وتتخصص في ضروب مختلفة وتخصصات أدق، منها الإجتماعية والثقافية وغيرها من المسميات التي ترتبط بهذا المواطن والشعب. فتجدها تسري بين المجتمع تكفيهم مغبةالحاجة في كثير من القضايا.
ولم تقف الدول عند حد أن تقوم تلك المنظمات بتغطية الهموم والإحتياجات الداخلية، بل باتت تتمدد بأنشطتها خارج مدار الدول لتغطي مساحات أوسع في مكان الحاجة لا سيما الكوارث والنزاعات وخلافه. ولم يقف الأمر عند الدول التي تتطلع لتبسط وجودها علي نطاق أوسع من العالم، بل نهضت منظمات دولية تحت مسميات دولية قد تضم كل دول العالم مجازا وان كان كثير من تلك المنظمات تصبح مخلب قط، تستخدمه تللك الدول االتي لها نفوذ في تحقيق أهدافها وغاياتها بهدف السيطرة علي تلك الدول التي تجيئها تحت مسميات إنسانية وحتى سياسية، وجعلت تلك الدول تسخر تلك المنظمات الدولية بحكم انها تسيطر عليها بنفوذها والداعم لها فتستغلها لتحقيق أغراض ذاتية.
وتصبح تلك الدول المستضعفة لقمة سائغة في أيدي هؤلاء المستعمرين الذين يسعون للسيطرة عليها وسلب مقدراتها وثرواتها، او تحقيق أغراض سياسية، لتصبح تلك المنظمات أدوات لتحقيق تلك الأغراض الخفيفة والتي ما عادت خفية.
وقد تآذى السودان كثيرا من ذاك المسلك وتلك الأطماع التي تنطوي داخل تلك الدول التي تستهدف هذا الوطن، لثرواته كانت أم لمعتقده أم لأي اغراض أخري.
ورغم كبر تلك المهددات والآليات التي تعمل لفرض تلك الرؤي إلا أن الحكومات السودانية( الوطنية) لم تزعن لتلك الضغوطات بل جعلت تتصدى لكل تلك المؤامرات وتجهضها عبر الخطاب الحكومي القوى، او فاعلية الدبلوماسية السودانية التي ظلت تحقق نجاحات كبيرة وآخرها كانت تجاه بعثة الأمم المتحدة الأخيرة (يونتامس) التي إستطاعت الحكومة عبر مواقفها القوية أن تضع حدا لتدخلاتها وتطاولها، وتجبرها على مغادرة البلاد، وهذا ينبي عن أن المواقف الصارمة هي التي تحقق النتائج المرجوة.
ونأمل في البعثة الأميية الجديدة التي أختيرت خلفا للبعثة المبعدة أن تتعظ من مصير سلفها وأن تعمل برؤية متقدة، وبصيرة نافذة خالية من الأجندة التي يسعى لها الغير.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق