رأي

صلاح دندراوي يكتب: بيان الإيقاد.. جزء من التآمر أم تقصير من الخارجية..!!؟

نقطة ضوء

بيان الإيقاد.. جزء من التآمر أم تقصير من الخارجية..!!؟

بقلم/ صلاح دندراوي
أصدرت وزارة الخارجية الإسبوع الماضي  في بيان لها بأن السودان غير معني بمسودة البيان الصادر من سكرتارية رؤساء الإيغاد حول القمة التي انعقدت يوم 9 ديسمبر، معللة ذلك بأنه لم يؤخذ بالملاحظات التي أبدتها في المسودة، مما دعا وزارة الخارجية بأن لا تعتبر البيان وثيقة قانونية من الإيغاد، وان السودان غير معني بالبيان حتى تقوم الإيغاد وسكرتاريتها بتصحيحه.

وأوضح البيان أنه كانت هنالك جلسة مفتوحة، أعقبتها جلسة مشاورات مغلقة على السادة الرؤساء فقط. ونسبة لضيق الوقت لم تتمكن سكرتارية إيغاد من إعداد مسودة البيان الختامي حتى وقت متأخر من مساء أمس، وأن رئاسة إيغاد أعلنت  أن المسودة سترسل في نفس الليلة للدول الأعضاء للموافقة عليها، ليصدر البيان الختامي اليوم الموافق الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠٢٣، إلا أنها لم ترسل مسودة البيان إلا صباح اليوم التالي.، وأنه فور استلام مسودة البيان أبلغ السودان سكرتارية إيغاد أن لديه ملاحظات وتحفظات جوهرية على المسودة، حيث لاحظ وفد السودان أن هناك فقرات أُقحمت في المسودة دون مسوغ، فضلاً عن الصياغة المعيبة لما اتفق عليه في بعض المسائل المهمة بحيث أنها لم تعكس حقيقة ما تم التوصل إليه. وزود السكرتارية بتلك الملاحظات، وأشار بيان الخارجية إلى أنه في مخالفة صريحة لما يحتمه النظام الأساسي من صدور القرارات بالتوافق بين الأعضاء، سارعت السكرتارية بإصدار  بيان ختامي دون تضمين الملاحظات والتحفظات التي قدمها وفد السودان، لأمر الذي جعل السودان ألا يعتبر هذا البيان يمثل ما خرجت به القمة،  وأنه غير معنى به حتى تقوم رئاسة إيغاد وسكرتاريتها بتصحيح ذلك.

وأورد بيان الخارجية الملاحظات  التي قدمها وفد السودان على مسودة البيان الختامي والتي تلخصت في المطالبة  بحذف الإشارة إلى مشاركة وزير الدولة بوزارة خارجية دولة الإمارات العربية في القمة، اذ أن ذلك لم يحدث.، وحذف الاشارة الى عقد رؤساء إيغاد مشاورات مع وفد مليشيا الدعم السريع المحلولة، وهذا يجافى الحقيقة، إذ أن السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي وهو أحد رؤساء إيغاد ولم يشارك أو يسمع بالمشاورات مع ممثلي التمرد، مع العلم بأن وفد التمرد وصل في طائرة وزير الدولة بوزارة خارجية دولة الإمارات..

وطالب البيان بتصحيح ما ورد بشأن موافقة السيد رئيس مجلس  السيادة الانتقالي على لقاء قائد التمرد. إذ أن  السيد الرئيس  اشترط لعقد مثل هذا اللقاء إقرار وقف دائم  لإطلاق النار، وخروج قوات التمرد من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها، كما طالب بحذف الفقرة التي تشير لمكالمة هاتفية بين رؤساء إيغاد وقائد التمرد، إذ أن هذه المكالمة تمت بين الرئيس الكيني وقائد التمرد وبعد انتهاء القمة، وبالتالي لا تعد من أعمال القمة، حتى يشار إليها في البيان الختامي، بجانب العمل على تعديل الفقرة التي تدين التدخلات الخارجية بحيث لا تتضمن المساواة بين القوات المسلحة والتمرد.  وتضمين الإشارة الى تقديم جمهورية مصر العربية “مبادرة دول جوار السودان” في الفقرة التي تتحدث عن المبادرات لحل الأزمة في السودان..بجانب  النص على ضرورة التشاور مع حكومة السودان والحصول على موافقتها في أي مسعى لحل الأزمة، وأرجعت بأنه  بما أن أي من هذه الملاحظات لم يتم الأخذ بها، فإن  البيان يفتقد للتوافق وهو بالتالي لا يعتبر وثيقة قانونية
من إيغاد.

وحتى هنا لا غبار على بيان الخارجية والذي جاء ليستدرك تلك الملاحظات، ولكن ولعلم مسبق للحكومة والخارجية وحتى إنسان السودان العادي بأن حلقات التآمر على السودان تتواصل، وأن الإيقاد أو قل بعض دولها لا تنظر لقضايا السودان بالحياد ودونكم ما جرى في القمة الرباعية بقيادة كينيا وكيف حاولت تقليم اظافر القوات المسلحة، وحدها من التصدي للتمرد، ليتصدى لها السودان برفض مخرجات تلك الرباعية وردة فعل  مستشار القائدالعام لقوات الشعب المسلحة، وعضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا والذي استهجن فيه مخرجات تلك القمة وهاجم فيه دولة كينيا ومن شايعها.
فطالما أن كل تلك المخاوف حاضرة في أذهان خارجيتنا المبجلة وتدرك بمخاطر أن تستفرد تلك الدول بالقرار، أما كان لها أن تكون اكثر دقة ومتابعة قبل صدور هذا البيان وتضمين تلك الملاحظات فيه.
إن الظرف الذي يمر به السودان وما يحيط به من تآمر يتطلب اليقظة والفاعلية وعدم وجود أي ثغرة ينفذ منها العدو الذي يتحين الفرص وإستغلال الهفوات لينفذ عبرها.

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق