تحقيقات وحوارات
في ظاهرة نادرة تاريخيا ولاية نهر النيل تحتضن 226 اعلاميا
شندي : خالد فضل السيد
تلعب الصدف والاقدار دورا مؤثرا في حياة كل انسان وقد تكون سببا في تغير نمط حياته سواء كانت الحادثة مفرحة ام محزنة وقد تغزل معظم الكتاب و الشعراء في تلك الوقائع لتاثيرها المباشر علي الاحاسيس والمشاعر وقد قيل فيها ( علي كف القدر نمشي ولاندري بالمكتوب).
الاقدار هنا كانت علي موعد مع شريحة الاعلاميين وكغيرهم من عامة الناس وجدوا انفسهم في مواجهة مليشيا لاتعرف الرحمة والاعراف والمبادئي الانسانية فتقتل وتضرب الصغير والكبير وتغتصب النساء وتسرق وتدمر كل من يصادفها وفي ظل تلك الحرب المدمرة التي خلفت ورائها اوجاعا وماسي يتعفف القلم ان يذكرها لفظاعتها وجد الاعلاميين بمختلف انتمائاتهم في المجال الاعلامي انفسهم في وضع لا يحسدون عليه وظروف قاسية اجبرتهم لترك الديار والرحيل من ولاية الخرطوم الي ولاية نهر النيل حفاظا علي ارواحهم وحماية لاسرهم من بطش تلك القوات الغازية التي عاست فسادا في ظاهرة فاقت حد الوصف دفعتهم للمغادرة قسريا والخروج من ولاية الخرطوم.
*الاعلاميين الوافدين من الخرطوم يسجلون رقما قياسيا*
من غرائب تلك الصدف والاقدار هي وجود ونزوح مايقارب ال 226 اعلاميا من مختلف التخصصات الاعلامية من ولاية الخرطوم الي ولاية نهر النيل بسبب الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع المتمردة في بدايتها علي ولاية الخرطوم التي كانت تصنف سابقا انها ( امن عواصم العالم).
وجود هذا العدد الكبير من الاعلاميين في مكان وولاية واحدة هي نهر النيل وتحت جسم واحد واشراف موحد يعتبر امرا نادر الحدوث حيث لم بحصل من قبل في السودان ولا في غيره من دول العالم المختلفة ولا حتي في المؤتمرات العالمية والدولية اذ يعتبر سابقة تاريخية يمكن ان يدخل في موسوعة ( غينس) للارقام القياسية لانه لم يحدث من قبل ولو مرة واحدة علي نطاق العالم.
*حكومة ولاية نهر النيل تهتم بالاعلاميبن الوافدين*
من جهته قام السيد والي ولاية نهر التيل محمد البدوي عبدالماجد واعضاء حكومته بالالتقاء بهؤلاء الاعلاميين في قصر الضيافة وتم تنويرهم بالاحداث في الولاية وقد طلب منهم الوالي القيام بدورهم الاعلامي كاملا بالكتابة عن كل مايرونه من تقصير في الاداء الحكومي بدون خوف او رهبة لتوضيح اماكن القصور والخلل والتنبيه اليه لمعالجته باعتبارهم السلطة الرابعة.
*دور الاعلاميين الوافدين في تفعيل العمل الاعلامي*
من جانبهم قام الاعلاميين الوافدين من الخرطوم لولاية نهر النيل بتحريك قطاعات المجتمع والكتابة عن اماكن الخلل والقصور في الاداء العام ورفعه للمسؤولين مما ساهم في حللحة الكثير من القضايا التي كانت تهم المواطن والمنطقة بجانب
تفعيل العمل الاعلامي بمختلف ضروبه من صحافة وتلفزيون واذاعة ومواقع الكترونية فاحدثوا حراكا مجتمعيا وجد الاشادة من الجميع .
*دور الاعلاميين الوافدين في التعبئة والاستنفار بالولاية*
في ظل هذه الحرب الدائرة الان بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع التي صارت تهدد المدن والولايات بالاجتياح المفاجئ تساندها بعض الاقلام الماجورة التي تستخدم الوسائط الالكترونية لنشر الاشاعات والاكاذيب والاخبار المفبركة والحرب التفسية لزعزعة وترويع المواطنين عقد مجلس الوزراء بولاية نهر التيل اجتماعا طارئا بمحلية شندي برئاسة والي الولاية محمد البدوي عبدالماجد واعضاء حكومته بحضور قائد سلاح المدفعية وقائد الفرقة الثالثة مشاة بشندي ومدير شرطة الولاية ومدير جهاز المخابرات العامة بالولاية و لجنة الامن بمحلية شندي والقيادات الرسمية والمجتمعية بالمحلية بجانب مشاركة الخبير الاستراتيجي ومشرف رابطة الاعلاميين بمحلية شندي الاستاذ عاصم بطران الذي اقترح انشاء غرفة اعلامية مركزية بالولاية وقد وجدت الفكرة ترحيبا من المجتمعون وبموجبها اصدر والي الولاية قرارا بتنفيذ المقترح اعتبارا من تاريخه.
وكانت من ابرز توصيات الاجتماع
انشاء الغرفة الاعلامية المركزية بالولاية التي تتفرع منها غرف اعلامية بالمحليات والوحدات الادارية بالتنسيق مع اجهزة الدولة الرسمية يشارك في عضويتها الاعلاميين الوافدين بالولاية ونشطاء الاعلام الالكتروني بالمجتمعات المحلية وذلك من خلال التواصل مع الجهات الرسمية المختصة والتحقق من المعلومات ونشرها عبر وسائل الاعلام الرسمية وذلك تحت اشراف والي الولاية ووزير الثقافة والاعلام والمدراء التنفيذيين بالمحليات حسب تشكيل الغرفة الاعلامية وياتي الغرض من تكوين تلك الغرفة هو دحض الشائعات وتوحيد الخطاب الاعلامي وبث الطمانينة وسط المواطنين والمجتمع للمحافظة علي الامن والاستقرار بولاية نهر النيل.
في ذات الصدد دعا الاستاذ فتح الرحمن غطاس مدير الاعلام بالولاية كافة الكوادر الاعلامية والاعلاميين الوافدين وكل الحادبين علي امن واستقرار الولاية المشاركة في هذا العمل الوطني بهدف متابعة الاحداث التي تمر بالبلاد مؤكدا ان غرفة الاعلام الموحدة ستتولي محاربة الاشاعات الصادرة من الدوائر الداخلية والخارجية التي تستهدف امن واستقرار الولاية مشددا علي ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الوسائط التي تتقل الاشاعة وتزرع الهلع والخوف في البلاد .
فيما اشار الاستاذ مصطفي الشريف وزير الثقافة و الاعلام بولاية نهر النيل الي ضرورة تبصير المواطن باهمية مرعاة الامن القومي مناشدا الاجهزة الاعلامية بنهر النيل والاعلاميين الوافدين للولاية ان يقوموا بعملهم في دحض الاكاذيب والشائعات التي يطلقها اعلام التمرد وذلك بهدف اعادة الثقة لدي المواطن وقواته المسلحة والاجهزة الرسمية بالدولة واشاد الشريف في اجتماع مجلس الوزراء الطارئي بمحلية شندي بتجربة الاعلاميين الوافدين وانجازاتهم للكثير من المهام الاعلامية في كافة محليات ولاية نهر النيل.
من جهته امتدح العقيد الركن حافظ فتح الرحمن رئيس شعبة التوجيه بالفرقة الثالثة مشاة المساهمات والمبادرات التي ظل يتبناها الاعلاميين من اجل خدمة الوطن وحيا الادوار الكبيرة التي ظلوا يبذلونها في عكس انشطة وبرامج المحلية وتفنيد الاشاعات التي ظل يطلقها اعلام التمرد وملشياته مثمنا تواصلهم مع الاعلام الحربي وتمليك الحقائق لكل المواطنيين وبث الطمانينة في نفوسهم وعكس يقظة القوات المسلحة والاجهزة الامنية في حفظ الامن بالولاية في ظل الذعر والخوف الذي اخذت تبثه مليشيا التمرد عبر منصات التواصل الاجتماعي الذي يهدف الي خلق نوع من عدم الاستقرار والذي يدخل ضمن الحرب النفسية الذي ظلت تمارسه عبر الاسافير والفضاء الاعلامي بواسطة عملائها بالداخل والخارج.