تحقيقات وحوارات
سيناريوهات القتل في صينية ” الازهري” … من يتحمل المسؤولية ؟
الخرطوم: سودان بور
بسقوط الشهيد احمد “ماكس” برصاصة مجهولة في محيط صينية الازهري بامدرمان، تنسج العديد من الاسئلة عن تطابق وقائع موته مع الشهيد غيمة بذات السيناريو في ذات المكان ، ويرى خبراء ان استهداف الشباب بات واضحا من بعض القوى السياسية التي تنتهج استراتيجية صناعة الزخم الاعلامي للتظاهرات باستهداف الشباب الثائر لجذب الاهتمام للتظاهرات التي بدأت في رحلة الافول، ويقول المحلل السياسي محمد السناري ان من الواضح ان التسليح بات واقعا في المواكب التي تخلت عن السلمية رغم الهتافات التي تزين المواكب، والدليل علي ذلك ما ذكره قادة الحرية والتغيير” قحت” علي خلفية احداث باشدار بوجود عناصر مدنية مسلحة مارست ضدهم القمع وتسببت في سقوط جرحي من منتسبيهم بما يؤكد بان التظاهرات تخلت عن سلميتها، وبالتالي تزامن سقوط الشهيد ماكس لن يبتعد كثيرا عن مشهد باشدار، واشار السناري الي العديد من القواسم المشتركة في حوادث قتل الثوار ومنها التوثيق المباشر للمستهدف من خلال التصوير قبل الواقعة بلحظات ، بجانب نشر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات توحي برغبته في الاستشهاد وغيرها من الكتابات العاطفية التي تدعو الثوار لمواصلة المشوار، بجانب الفئة العمرية للمستهدفين التي لاتتجاوز العقد الثاني من العمر
ويمضي السناري الي ان جهات سياسية باتت مكشوفة تحرض الشباب لاستخدام العنف وتزودهم بالاسلحة البيضاء والنارية كما حدث في باشدار وما سبقها من احداث استهدفت رجال الشرطة وتسببت في سقوط الشهيد العميد شرطة بريمة وعدد من منسوبي الجيش والاجهزة الامنية ، وحذر السناري من تنامي هذا السيناريو الدموي باستهداف الشباب من اجل مصالح سياسية ضيقة
وعن ارتفاع الوفيات والإصابات وسط الثوار منذ قرارات قائد الجيش الأخيرة، يقول المحلل السياسي احمد عابدين في تصريحات صحفية (ان ضحايا الاحتجاجات قضية تحمل داخلها حسابات معقدة، فالقوات الأمنية تقول إنها لا تحمل ذخيرة بل أدوات تفريق الشغب، وإنها لمحت الى أن هنالك طرفاً ثالثاً، فهي أيضاً فقدت من جنودها وضباطها وأصيب الكثيرون، ولجنة الأطباء المركزية لديها اتهام مباشر للجانب العسكري بقتل المتظاهرين ولديها قوائم تفوق المئة قتيل ولا توجد ادلة على ذلك، مشيراً إلى أن القوى السياسية المعارضة تعمل على توسيع مكاسبها من هذا الموت دون أن يكون لديها استعداد لتحمل تبعات فقدان الأسر لابنائها ومتى يتوقف هذا الموت. وأضاف قائلاً: (في رأى أن الأجندة السياسية تدخل ضمن الاتهام، وكذلك هنالك اغتيالات غامضة تدخل في باب تصفية الحسابات وتزيد دوائر الشك في مصداقية سلمية الاحتجاجات، وهنالك طرف من مصلحته تواصل اراقة الدم السوداني، ويسعى به لتأزيم الموقف ليهزم القوى الأمنية التي فشلت حتى الآن في تثبيت دعائم اتهام الطرف الثالث وحركتها بطيئة في التوضيح الشفاف للمواطن، وما يحدث هو ورطة من جهة ما لشيء ما، وفي كل الحالات فإن الخاسر هو الوطن واستقراره)، مطالباً القوى السياسية بأن تكون شجاعة وتحتج بنظافة حتى تقنع الجماهير بصلاحيتها لقيادة أشواق دولة القانون والديمقراطية قبل أن يحاسبها الشعب قريباً.