رأي
احمد حسين يكتب: “جيفور” نصير الناس بالقضارف
بالطبع الحديث عن ولاية القضارف حديث ذو شجون ولن ينتهي، بل في كل مرة تتجدد ذكرى سنين عمري التي عشتها بين ظهرانيين شعب القضارف الذي في اعتقادي له مواصفات يتفرد بها وكأنها “صنعت” خصيصا له؛ فهو مجتمع متماسك بحق وحقيقة؛ يتفقد فيه الجار جاره؛ ويقضي بعضهم حاجات بعض كأنهم خلقوا لتتحقق فيهم مقولة “داب نفسو قصر” تمام فأهلي بالقضارف لايعرفون العيش منفردين فهم جسد واحد متماسك اذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى .
عرفنا هذا كله في رحلة النزوح الثانية عقب اجتياح ولاية الجزيرة من قبل الدعم السريع التي كانت ملازنا الأول بعد الخرطوم التي نزحنا منها لذات السبب.
بالرغم اني كنت على ثقة تامة بأن مجتمع القضارف لم يتبدل برغم تبدل الكثير من المجتمعات بالسودان بسبب ظروف الحرب.
مجتمع القضارف يجبرك على احترامه بسبب المعاملة الطيبة التي يجدها الضيف فمقولة ” ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل ” ليست كلمات تكتب ولا مفردات تقال وإنما حقيقة بائنة لكل ذو بصيرة وبصر ولكل من ألقى السمع وهو شهيد.
عرفت الكثير من الذين يشغلون المناصب الحكومية والإدارية بالولاية كلهم قابلوني بترحاب جم بل ووجدت أغلبهم قد زاملني بالدراسة يوما ما.
فابتداءا والي القضارف المكلف الاستاذ محمد عبد الرحمن محجوب؛ تحدثت عنه مواقفه قبل أن يتحدث هو؛ قصص كثيرة رويت باقلام الذين قدم لهم الوالي السند والعون وهم في أوج محنتهم وهم في الخرطوم التي تفصلهم مئات الكيلومترات عن مقر اقامة الوالي في القضارف والغريب يفعل الوالي ذلك بدون استغاثة له مباشرة من هولاء المواطنين طالبين الاستغاثة؛ وبذلك تكون القضارف وواليها حاضرة تماما في ضخم الأزمة وتحدث المساندة
قصص كثيرة رواها اناس كثر عن معاناتهم من الحرب في الخرطوم وكيف أن القضارف وواليها كانوا عند الموعد والوعد بأن ابشروا فانتم مواطنون سودانيون ولن تضاموا.
ومن ضمن هولاء الاخ الفاضل السلطان جيفور ضو البيت مدير مكتب والي القضارف الرجل الذي عرفته سابقا عبر الهاتف فقط والتقيته حقيقة عندما هبطت ولايتي العزيزة القضارف؛ فهو اي جيفور لم يكن بدعا من اهل القضارف بكل تضاريسهم سابقة الذكر
فهو يتصرف كما يتصرف اهل القضارف الخيرين كيف لا وهو إبن البلد الأصيل الذي يعرف كيف يتعامل مع الناس في بلدي الجريحة
الشكر كله لأهلي في القضارف وبالطبع كما بدأت القول أن الحديث عنهم ذو شجون ولن ينتهي لأنهم اهل الخير والعطاء والشجاعة ودمت أخي الوالي سندا وعضدا ودمت اخ جيفور نصيرا للغلابة والمستضعفين.