سياسة
التهديدات الأمريكية… هل هي الحل السليم للأزمة السياسية
الخرطوم: سودان بور
يرى كثير من الخبراء ان هنالك تناقضا واضحا في الموقف الامريكي من الازمة السياسية المستحكمة بالبلاد ومنذ اعلان تأييدها الباكر للعملية الاممية التسهيلية وحشدها لذلك من خلال مؤتمر الرباعية بالسعودية وكأنها تسعى بكل طاقتها لانجاح العملية من اجل استقرار البلاد! ثم تتجه مرة اخرى للهجة التهديد والوعيد للسلطات السودانية بفرض مزيد من العقوبات وانها بصدد دراسة تقليص مساعداتها للسودان للضغط علي العسكر! وقد جرب السودانيون العقوبات الامريكية ويعرفونها جيدا ويعلمون آثارها وانعكاساتها ومن من هو المتضرر الرئيسي من مضاعفاتها و من هذه العقوبات التي تسلطها علي الشعب المسكين!
وهي تقصد ذلك وتعلم يقينا ان العنوان الابرز للازمة السودانية هو ضعف الاقتصاد! وقد كان لعقوبات امريكا ضد النظام السابق ومحاصرتها له الاثر الاكبر في انهيار البلاد اقتصاديا فهل تكرر نفس التجربة!
هل ذلك يكشف حقيقة تناقض امريكا ام يسفر عن حقيقة نواياها وان ماتمارسه ليس تناقضا وانما عملا مقصودا. لذاته ومنهجية للتعامل من اجل ارباك المشهد السوداني واضعافه لتمرير اجندتها الخاصة بالمنطقة! لسنا بهذا الغباء الذي تستطيع امريكا عبره تمرير عدم امتلاكها لادوات ضبط وضغط السلطة الحاكمة الا عبر تجويع الشعب وانهاك اقتصاد البلاد المنهك! امريكا لها من ادوات الضغط المباشرة ضمن علاقاتها بقيادة الافريكوم ماتستطيع التوصل به مع السلطات الحاكمة الي تسوية ومخرج يجنب البلاد الازمة السياسية ويجنب المواطن مزيدا من المعاناة وضنك العيش! ولكنها لاتريد ان تفعل ذلك لانها تقصد تجويع الشعب وزيادة معاناته واستمرار الازمة لارباك المشهد وتسخينه وانزالقه الي حافة الهاوية! استراتيجية امريكية مجربة وهي ليست الدولة التي تمارس علاقاتها من خلال العواطف او ما تظهره من هذا التضارب الواضح!
التساؤل الذي يطرح نفسه ازاء هذه المواقف الامريكية التي يبدو في ظاهرها التناقض وفي تصميمها القصدية الواضحة لخلق مشهد آخر مغاير! لمزيد من احكام السيطرة! وهل بهذا المنطق؛ منطق الوعيد والتهديد وقطع الاعانات عن الشعب وحصاره الاقتصادي وزيادة معاناته هل تسعى امريكا لمعالجة قضايا السودان ام تعمل لمفاقمة الازمة وتعقيد اوضاعها؟!