رأي
هاشم عمر يكتب في مدارات للناس: التلفزيون .. هوية بلاد
مدارات للناس
هاشم عمر
التلفزيون .. هوية بلاد
يشكل تلفزيون السودان الذي انطلق في ستينيات القرن الماضي حضورا وجدانيا في نفوس الشعب السوداني وأسهم في إثراء حركة الوعي الجمعي كااداة اتصال مهمة بمحتوي سمعي وبصري سعي عبر الحقب المختلفة في تقديم خدمة تستوعب رسالته القومية اضافةللاهتمام بقضايا التوعية المجتمعيه بقوالب إعلامية ورسالة تستصحب الثراء الثقافي المتعدد.
القناة السودانية ليست مجرد ناقل للأخبار فمنذ الساعات الاولي من الحرب. استطاع تلفزيون السودان تأمين(الشارة ) وإنجاز المهمة وقطع الطريق علي المليشيات المتمردة ومن يقف بجانبها تخطيطا وتمويلا وتنفيذا. وانتقال البث المباشر للعاصمة الإدارية للبلاد بورسودان
أنا شاهد عصر علي واحدة من أخطر الفترات في تاريخ السودان وبحكم اعدادي لبرنامج( ساهرون) الاسبوعي لمدة قاربت العام بفضل جهود الاخ الزميل المخرج والمنتج التلفزيوني فاروق الزاهر الذي اعاد للبرنامج اسمه ورسمه وعاد لثاني اقدم البرامج المستمرة في قناة السودان فقد عايشت التضحيات الجسام التي قام بها جنود التلفزيون القومي في استمرار البث المباشر بمجموعه قليلة تكاد تكون اقل من 5%من المجموعة العاملة قبل اندلاع الحرب وتغلبوا علي واقع معقد جديد أقله النقص الحاد في معينات العمل وبداية (صفرية )ولكن لعظم المسؤلية تحمل الشباب وتغلبو علي المصاعب من نقص في الاستديوهات والكاميرات والمركبات ومشاكل النزوح من سكن وخلافة والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وتذبذبه وكثرة الأعطال فواصلوا العمل ليلا ونهارا واستطاعتوا تقديم خدمة اخبارية بمراسلين من مواقع العمليات العسكرية.
كما نجح التلفزيون في نقل نبض الحياة قي السودان والتوعية كما افرد مساحات كبيرة لاسناد القوات المسلحة في معركة الكرامة.وعندما تضع الحرب اوزارها فالسودان الكبير مدين لهؤلاء الجنود الذين يعملون في صمت ويقدمون كل غالي ونفيس في مواجهة إعلام مدفوع الأجر خصصت له ميزانيات ضخمة وغرف تشويش تعمل علي مدار الساعه في تغبيش الحقيقية وعلي الدولة الاهتمام اكررالاهتمام بقناة السودان ودعمهم معنويا فهم (درقة )الوطن في هذة المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الوطن التحية والتقدير والاحترام للمجموعة التي تعمل وفق منظومة دقيقه ومنضبطة .وهم يرددون مع الراحل حسن خليفة العطبراوي:
نعشق شمسها الحــــرّاقة
تلهب في النفوس دفّاقة
نحن شعارنا حب وصداقة
لناس الصفت أخــــــلاقا
نحـــن بلــــدنا نتحدّابــا
بي خيرا الوفير وشــبابا
لو ننهض جميع بصـلابة
ما بتلقـــــونا تاني غلابا