تحقيقات وحوارات
من يتحمل مسؤولية استلام الأوراق النقدية المزيفة والممزقة من البنوك؟
شندي : خالد فضل السيد
معاناة اخري تضاف الي كاهل المواطن السوداني تتمثل في استلام الاوراق النقدية المزورة و الممزقة والتالفة من البنوك فقد اصبح المواطن هو وحده من يتحمل مسؤولتها سواء كانت عبر المرتبات او المعاشات او غيرها من انواع الصرف النقدي الورقي بموجب ذلك بدات المشاكل والنقاشات بين العميل او المواطن وموظف البنك عند صرف او ارجاع الاموال الممزقة والتالفة.
ونتيجة لذلك اصبح بعض المواطنين تجدهم يراجعون مبالغهم المالية قبل مغادرة البنك نسبة لتعرضهم لاستلام مبالغ ممزقة يتحملون هم وحدهم تبعاتها.
هذا الامر جعل الثقة تنعدم بين البنوك والمواطنين الذين يستلمون المبالغ النقدية
احيانا تجدها بدون نمرة واحيانا ممزقة جزئيا وبعضها لايصلح للتداول الامر الذي يجعل مستلمها يتحمل الخسارة وحده.
الاتهامات هنا طالت التجار واوضحت ان بعضهم يقوم بدس المبالغ الممزقة وسط المبالغة السليمة مما يجعل المواطن يتحمل الخسارة وحده عند استلام المبالغ من البنوك وعدم مراجعتها قبل الخروج من البنك والذي يرفض اعادة اي مبالغ تالفة ممزقة او مزيفة بعد استلامك لها.
اشار بعض المواطنيين ان بعض البنوك كانت سببا في استفحال الظاهرة فعند استلام المبالغ الضخمة من التاجر او العميل يقوم البنك بتوزيعها علي الجمهور مباشرة دوت فحصها بل يتاكد من العدد فقط.
البنوك من جهتها نفت تسليم المبالغ التالفة او الممزقة للمواطنيين واكدت ان بعض المبالغ ممزقة جزئيا وليس تلفا كاملا بنسبة 100٪ وقامت بتحميل المواطن اسباب تدهور العملة الورقية بالاستخدام الخاطئ والسئ وعدم المحافظة عليها وبالكتابة علي ظهرها مما يفقدها قوتها مقارنة بالدولار الذي تنبع قوته من ان اي تمزق او تلف او استخدام خاطئ له يتحمل نتيجته صاحبه فالبنوك لا تستلمه وهو احد اسباب المحافظة عليه واعطاؤه قوته.
*تقصي الحقائق…*
لاستجلاء الحقائق كانت وجهتنا اماكن توزيع المبالغ النقدية الورقية للمواطنيين فكانت البداية ببنك امدرمان الوطني فرع شندي حيث التقينا احد الموظفين الذي فضل حجب اسمه واجاب علي استفساراتنا بخصوص المبالغ المزيفة والممزقة قائلا المبالغ الورقية الممزقة كانت في السابق تذهب لبنك السودان لكن في ظل هذه الظروف والحرب اصبحت مشكلة.
واشار بالبنك توجد مكنات للعد ومراجعة الكاش وفي حالة وجود مبالغ مزورة يقوم البنك بتخريمها وارجاعها لصاحبها حتي لا يتم استخدامها مرة اخري.
واضاف توجد مكنات للعد ومراجعة الكاش وفي حالة وجود مبالغ مزورة يقوم البنك بتخريمها وارجاعها لصاحبها حتي لا يتم استخدامها مرة اخري.
واكد انهم في البنك يستلمون الكاش من الطلمبات وتجار الجملة وافراد الحسابات والمؤسسات الحكومية عبر موظفين مخصصين بمراجعة الكاش وعده قبل استلامه والتاكد من سلامته قبل توزيعه للعملاء .
مواصلة للتحقيق وتقصي الحقائق اتجهنا الي بنك فيصل الاسلامي السوداني فرع شندي حيث ابتدر الحديث الموظف عثمان النور عثمان الذي اشار عند استلام المبالغ من العميل نقوم بمراجعتها وعند وجود مبالغ مزورة يتم تخريمها مباشرة حتي لايتم تداولها مرة اخري ويتم ارجاعها لصاحبها .
واوضح بالنسبة للمبالغ المالية الضخمة نقوم بعدها في ذات اليوم ثم ندخلها الخزنة مبينا ان
المبالغ الضخمة عند استلامها تمر بعدة مراحل بالبندول وهي تجميع العملة بعد ذلك العد بالمفرد ثم يتم تجميعها في بندة وبكته وايداعها الخزنة الرئيسية لتكون جاهزة للصرف للعميل .
واضاف في حالة ايداع العميل مبالغ ضخمة مزورة نقوم باخطار الجهات الامنية للتحقيق مع العميل.
بعد ذلك كانت وجهتنا مدينة الدامر حيث دلفنا الي مصرف المزارع التجاري فرع الدامر ابتدر الحديث الاستاذ مصعب علي احمد (محاسب _ صراف) قائلا عندما يقوم المواطن او التاجر او العميل بتوريد مبالغ مالية نقوم بمراجعتها وبعد المراجعة توضع في بكتات وتربط لتكون جاهزة للصرف.
واكد ان المراجعة للنقود الورقية تكون باليد وعند وجود اوراق ممزقة نضعها علي جنب بعد ذلك نضع النقود علي ماكينة العد لتاكد من العدد ثم تضعها في رصيد العميل عبر ورقة الايداع ( حافظة اضافة).
مبينا في حالات توريد المبالغ الضخمة من العميل ناخذ رقم تلفونه ونقوم بعدها في البنك وفي حالة وجود نقص او اوراق تالفة نقوم بالاتصال به ونعلمه بذلك.
واضاف بعد ذلك نقوم بوضعها في الخزنة لتصرف للعميل بعد ان نقوم بفرز التالف منها وتقوم بتوريده لبنك السودان فرع عطبرة.
في حالات السحب اذ وجد العميل مبالغ ممزقة نقوم باستلامها منه.
ومن هنا نبشر المواطنين بمدينة عطبرة بانه تم التصديق بانشاء فرع لمصرف المزارع التجاري بعطبرة.
واضاف مصرف المزارع التجاري بالدامر يعتبر من الفروع القديمة بالدامر اذ تم انشاؤه في العام 1997 م.
ثم التقينا بالموظف صفوت محمد احمد ( المقاصة) حيث قال ان المقاصة الان متوقفة وتم تبديلها بالتحصيل.
واضاف يقوم بنك السودان فرع عطبرة باستلام المبالغ التالفة والمتداولة حاليا من فئات ( 500/200/100)و بخصوص الاوراق التالفة والممزقة فنجد المواطن يلعب دورا اساسيا في تمزيقها بالمعاملة السئية لها وعدم المحافظة عليها واحيانا يقوم البعض بالكتابة عليها وهو ما اوصل العملة لهذه المر حلة من التدهور.
*استطلاعات…*
ولاستبيان الامر علي ارض الواقع قمنا بعمل استطلاعات مع شرائح مختلفة من المجتمع سواء من الاسواق او المؤسسات الحكومية المتعاملة بالنقد لمعرفة الحقائق المجردة
فكانت البداية بالموظف احمد محمد الحسن الحاج يعمل بالصندوق الوطني للمعاشات والتامينات الاجتماعية ( شندي) حيث افاد انه في بعض المرات يقوم باستلام مرتبات الموظفين فيجد بينها مبالغ مالية لاتوجد بها ارقام او نمر من البنك وهي تعتبر مزورة فنقوم بارجاعها للبنك المعني.
واضاف بالنسبة للمبالغ التالفة من المفترض لاتخرج من البنك الي العميل ويتم حجزها في البنك ونرجو من البنوك قبل استلام المبالغ من التجار والمواطنيين مراجعتها للتاكد من سلامتها قبل ما تتورد للبنك وذلك حتي لا تندثر الثقة بين البنك والعميل بموجب ذلك فكثيرا ماتشاهد بعض المواطنيبن يقومون بمراجعة المبالغ المالية عند الاستلام من الشباك وهو مايشير لبداية فقدان الثقة وقد يتسبب في التكدس والزحمة وصعوبة الحركة داخل البنك.
ثم التقينا بالمحاسب ابراهيم كرم الله الخليفة (صراف) معاشات التامين الاجتماعي (شندي) حيث قال كثير من المبالغ التالفة والمزورة تكون في عهدتنا في حالة ارجاعها من قبل الموظف عند استلام المرتب الشهري ونحن نقوم باستلامها منه لكن عند ارجاعها للبنك الذي استلمناها منه في احيان كثيرة لا يستلمها مننا فنقوم بوضعها في الخزنة كعهدة.
وابان في اخر العام نحن مجبورين نورد المبالغ المزورة والتالفة في الخزانة وهي تكون موجودة بالخزنة ولاتوجد حلول او معالجات.
وذكر انه استلم من قبل مبلغ مرتبات من احد البنوك وعند بداية الصرف تفاجانا بالنقصان والفروقات.
وذكر مثال لذلك حيث افاد انه في احدي المرات استلم مبلغ مالي من احد البنوك وعند المراجعة والصرف وجد ربطة من مبالغ من فئة الخمسين جنيه في وسط ربطة المبالغ فئة الخمسمائة جنيه مبينا انه ارجعها للبنك المعني وبعد تعب شديد استلموها منه .
فيما قال حسب الرسول عثمان وهو موظف بمعاشات التامينات الاجتماعية (شندي) من المفترض ان يقوم بنك السودان بمراجعة جميع الفئات الممزقة والمزورة لانها اتعبت كاهل المواطن الذي لايملك شئ ويعمل بالاجرة اليومية.
وافاد سرالختم بابكر محمد موظف بالصندوق القومي للمعاشات والتامينات الاجتماعية بشندي يعمل في القسم المالي في كثير من الاحيان عند توريدنا للبنك مبالغ ضخمة ووجدت بها مبالغ مزورة فانه يقوم بتخريمها وارجاعها لنا وبدورنا نخلي مسؤولتنا منها ونقوم بارجاعها لصاحبها فنحن نتعامل مع اصحاب العمل الذين يوردون الكاش للصندوق مباشرة خاصة والان المقاصة متوقفة.
فيما قال الاستاذ معتصم عبدالوهاب عباس ( مركز ابوالحسن للخدمات) بشندي نحن لانتعامل بالتوريد او الاستلام من البنك بل نقوم بالاستلام عبر التطبيقات البنكية لدينا ثلاثة سنوات ونحن نتعامل عبر التطبيقات البنكية والتحويل من حساب لاخر وذلك لعديد من الاسباب اختصارا للوقت وتفاديا للزحمة ومشاكل الشبكة .
بالنسبة للمبالغ الممزقة التي استلمها او اجدها وسط البكتتات احتفظ بها حتي تتلخبط مع المبالغ السالمة.
اما بالنسبة للمبالغ المزورة حجمها اكبر من الورق العادي في حالة وجودها نقوم بابادتها فورا حتي لا يتم تداولها.
من المفترض ان يقوم كل شخص بمراجعة مبلغه بالذات اذا كانت مربوطة.
وابان المواطن عادل فضل الله محمد العشاء ان المبالغ المزورة غالبا ماتتواجد وسط الفئات ال500 وال 1000 جنيه وكثير مانجد المبالغ المزيفة والممزقة وتقوم بابادتها متحملين خسارة المبلغ وحدنا مهما كانت كميتها وعلي الدولة معالجة هذا الامر فهذا يؤثر علي الاقتصاد ويرجع اثره علي المواطن ايضا.
في ذات الصدد اضاف الاستاذ الياس عبدالرحمن ( اعلامي) ان الاوراق النقدية الممزقة لها تاثير اقتصادي وصحي الاقتصادي يتمثل في تلف العملة يعتبر ضرر للاقتصاد الوطني والطباعة مكلفة جدا اضافة الي فقدان ثقة المتعاملين بالنقد والخوف من تداول العملات الورقية.
مبينا ان الاثر الصحي يتمثل في انها تعتبر ناقلة للامراض الوبائية عند الاستنشاق او اللمس.