أخبار

قدمها جهاز المخابرات العامة .. والي القضارف يشهد توقيع وثيقة التعايش السلمي بالحواتة

تقرير: الفاتح داؤد
في إطار المبادرات المجتمعية لتعزيز الوحدة الوطنية، وبناء السلام وتحقيق الأمن و الاستقرار ،شهد والي القضارف المكلف محمد عبدالرحمن محجوب، بمدينة الحواتة حاضرة محلية الرهد،مراسم التوقيع علي وثيقة الصلح والتعايش السلمي، التي جاءت تحت رعاية جهاز المخابرات العامة،الذي دفع بالمبادرة علي خلفية بوادر الفتنة التي أطلت براسها في محلية الحواتة.
حيث نجحت إدارة الجهاز في احتواء الفتنة،عبر سلسلة من اللقاءت النوعية مع اطراف الصراع من قيادات قبيلة،ومكونات الحواتة الاثنية والمناطقية والجهوية،التي استنكرت محاولات نقل فتنة النيل الازرق الي ولاية القضارف،وقد ادركت
القيادةالسياسية والاجهزة الأمنية،و الإدارة الأهلية، من منطلق مسؤوليتها الوطنية،ان الفتنة التي اطلت براسها تقتضي التحرك بصورة عاجلة في عدة مسارات لاحتواء تداعياتها الأمنية والمجتمعية،حيث وجه والي القضارف المكلف محمد عبدالرحمن محجوب،الاجهزة الأمنية ببسط هيبة الدولة وانفاذ القانون لاحتواء اي مظهر من مظاهر العنف او التحريض،فيما تحركت قيادات الإدارة الأهلية من منطلق ارثها في الحكمة في مخاطبة الاطراف المتورطة في الصراع ،لتذكيرها بأنها مسئولة من كل قطرة دم تراق اة نفس تزهق، وان واجبها تفويت الفرصة علي دعاة الفتنة،و تطيب الخواطر و تضميد الجراح،وقد تكللت تلك الجهود بإنهاء جميع مظاهر الاحتقان واعادت الأمور الي ما كانت عليه.
وقد أسفرت تلك الجهود في انحسار مظاهر الفتنة ،ودفعت الاطراف الي الاحتكام الي صوت العقل والالتزام بالدخول في حوار بناء يفضي الي طي صفحة الحدث الاليم، حتي لا تتحول الرهد الي مهدد استراتيجي للأمن القومي والسلم المجتمعي.
وتتويجآ للجهود قدم جهاز المخابرات الوطني مبادرة التعايش السلمي،التي كانت ابرز بنودها إنهاء مظاهر الفتنة،من خلال نبذ خطاب الكراهية ،وترميم النسيج الاجتماعي، وتعزيز قيم التعايش السلمي بين جميع مكونات الحواتة.
التي تفاعلت مع فعاليات المبادرة، من خلال لقاءات أعيان الهوسا بوالي القضارف المكلف محمد عبدالرحمن محجوب ،ولجنة أمن الولاية،وادارة جهاز المخابرات و رموز الإدارة الأهلية بالولاية،ووجدت هذه اللفتة صدعا طيبا ووسط مكونات وعموم الطيف المجتمعي بالقضارف من المزارعيين ورجال الاعمال،والاعلاميين وقطاع الرياضيين والفنون الشعبية.
الذين ساهموا في تعزيز روح الإخاء ونبذ خطاب الكراهية وتجربم العنصرية،فضلا عن الدعوة الي التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي.
وهو ما أكد عليه الباقر الكبسور القيادي في مبادرة التعايش السلمي بالحواتة، الذي أشار الي ان اهل الحواتة لايؤمن بالعصبية او الجهوية ،بل لديهم إرث راسخ وتاريخ زاخر في التعايش السلمي،وان ماحدث كان جرحا عميقا في جسد أهل الحواتة ،ولكنه سوف يندمل بإذن الله،وانهم ساعون الي قطع الطريق أمام الذين يعلمون، لنسف السلام والتعايش و زعزعة الاستقرار،وان ماحدث كان صفحة سوداء وانطوت من تاريخ الحواتة ، مؤكدا أنهم قد تعاملوا مع الأمر بالحكمة وضبط النفس، لان كل عنف ليهم مرفوض وغير مقبول.
فيما طالب هرون الطاهر أمير الهوسا بالقضارق إدانة إمارة الهوسا للاحداث وانهم مع تسليم كل من ثبت تورطه الي العدالة ، لافتا إلي رغبة الهوسا في تجاوز الحدث بما يحفظ حقوق الجميع .ودعا الطاهر ابناء الهوسا الي ضرورة احترام مؤسسات الدولة، والي الاحتكام صوت العقل وعدم الاستجابة للتحريض،
فيما كشف العميد أمن عبدالمنعم الحوري مدير جهاز المخابرات بالقضارف ،أنهم قد انخرطوا في حوارات مجتمعية واسعة مع مكونات مجتمع الحواتة، وبعد الاستماع الي جميع الاطياف المجتمعية،تم توحيد التوصيات في وثيقة شاملة للتعايش بين قبيلة الهوسا حكماء الحواتة، من أبرزها ملامحها حث الأطراف علي حفظ الأمن والاستقرار والتعايش السلمي ، وادانة كافة أشكال التحريض والعنف وخطاب الكراهية،وتسليم كل متورط في خلق الفتنة وتقديمه للمحاكمة.
فيما محمد علي محمد سعيد وكيل ناظر الحباب، مكونات مجتمع الحواتة الي الترفع عن الخوض فيما يدعو الي الفتنة، وتجاوز المرارات الشخصية والارتقاء إلي مستوي المسئولية ، لأنهم مسائلون أمام الله عن كل قطرة دم تراق وروح تزهق ،مؤكدا أنهم قد حضور الي الحواتة بعد أن حزت في أنفسهم اخبار الفتنة ، التي بدا البعض في اضرام النار فيها دون وازع ديني أو ضمير انساني ،مؤكد أن القضارف لم تكن يوما ساحة للعنصرية،بل ولاية للتسامح والتعايش لسماحة اهلها وانفتاحهم علي الجميع ،وقد احتضنت كل ابناء السودان بالثوب القومي الواسع .فأرجو ألا تضيقو واسعا ،مشيرا الي ان ما هو مختلف عليه يستحق الدراسة والنقاش وطرح ،لافتا الي ان مبادرة التعايش السلمي ستمضي الي غاباتها حتي تتكلل بالمصالحة ومعالجة الخلاف من جذوره .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق