رأي
الرشيد محمد الصادق يكتب: عدم الصادر والوارد غيب مهنة عمال الشحن والتفريغ
يعتبر عمال الشحن والتفريغ (العتالة) بالسودان من الشرائح المهمة في دورة الاقتصادي المحلي ،وهم رأس الرمح في المواني البحرية والمواني الجافة وفي اسواق المحاصيل في كل بقاع السودان ، وبالنظر الى الأوضاع التى تعيشها البلاد من مشكلات اقتصادية تأثرت هذه الشريحة بصورة مباشرة و في معاشهم ودخلهم اليومي، حيث انهم يعتمدون على رزقهم من عملية الشحن والتفريغ للبضائع ، وللاسف الان هذا العمل تاثر بصورة كبيرة في الموانئ والأسواق ، اضافة الى ذلك دخول العمل الآلي في عمليات الشحن والتفريغ مما انعكس سلبا على هذه الشريحة المهمة في عملهم وباتوا بلا عمل ولاجهة تعالج لهم مشاكلهم التى تفاقمت بصورة يومية .
وعمال الشحن والتفريغ خاصة في موانئ رغم الظروف المحيطة بهم برزت في السطح مشكلة جديدة وهي إضطراب الأسواق ببعض الولايات الأمر الذي انعكس على (العتالة) الذي يعتمدون في هذه الأسواق على نقل البضائع والمحاصيل من المخازن الى الشاحنات ،ولكن اضراب التجار بالاسواق عطل عملهم وصاروا يقضون الوقت في التسلية و”الونسة” بلا فائدة
إن عمال الشحن والتفريغ مجموعة كبيرة ورقم كبير في الأسواق يصعب تجاوزه لذا من الواجب ان تجد هذه الشريحة المهمة الرعاية من الجهات الرسمية ومعالجة قضاياهم حال توقف عملهم سواء كان بسبب توقف الموانئ البحرية او بسبب اضراب التجار بالأسواق ، في تجاهل واهمال هذه الشريحة قد سينعكس السلم المجتمعي وعلى الاسرة الصغيرةوعلى كل فرد بالمجتمع ، لذا من الواجب الآن ان نحتوي هذه المشكلة قبل ان تستفحل وتصبح ازمة يصعب حلها ومن ثم يقع الفأس في الرأس
إن اضطراب الأسواق عن العمل مؤشر خطير على الاقتصاد الكلي وعلى هذه الشريحة لانها شريحة تسترزق من الشحن والتفريغ للمحاصيل وكل السلع الاخرى فلا يمكن ان تظل هذه الشريحة بلا عمل يؤمن لهم حياتهم وحياة أسرهم ، والا سنرى تهديداً أمنيا واجتماعياً في مكونات المجتمع السوداني .
هذا جرس إنذار ندقه للمختصين والجهات الرسمية بأن تسارع لسد هذه الثغرة قبل فوات الأوان لأن شريحة الشحن والتفريغ شريحة لا يستهان بها وهم مكون أصيل وفاعل في العملية الاقتصادية بالبلاد.