رأي
د. عبد الله فتحي يكتب: الإصلاح الإداري..نهضة السودان
عمود صحفي بعنوان/
نصف كوب
✒️ كتب د.عبدالله فتحي
الإصلاح الإداري..نهضة السودان
…………………………
رشفة أولى :
..العمل الإداري في السودان اساسه راسخ وعريق ومتين..قائم على خطى أعتى نظام اداري عالمي..النظام الاداري الانجليزي..
بعد سودنة الوظائف الادارية في مؤسسات القطاع العام ظهرت نماذج ادارية فذة ذات تجارب مضيئة وانجازات ادارية باهرة بكفاءة منقطعة النظير..حتى صارت الخدمة المدنية السودانية كخطوط السكة حديد لا تعرف زوغا أو ميل.
ولا زالت حواء السودان ولود بنماذج ادارية على مستوى عال من التأهيل والقدرات وجودة الممارسة جعلت كثير من دول العالم الناشئة تطمع في نقل تجربتهم..والمحزن في الأمر أن الإداريين السودانيين ساهموا في تأسيس نظم إدارية قوية وفاعلة إنبنت عليها طفرات هائلة وازدهار مؤسسي في تلك الدول أثار إعجاب العالم في حين أن دولتهم الأم تدحرجت الى أسفل..إداريا!!..
رشفة ثانية :
تابعت بتقدير وامتنان وسعادة انسياب ذلك العصف الذهني حول أداء الخدمة المدنية السودانية في عدد من مجموعات التواصل الاجتماعي على الواتساب التي تنظر إلى ترتيبات ( سودان مابعد الحرب ) وعدم العودة الى مربع النكسة.. نقاش هاديء وراقي وصفوي يحرص على الدخول الى اللب و الخروج بالزبدة .. ابتدره الأخ الكريم مجدي زين العابدين بمقاله الدسم ( كلمة..عايز غربال ).. وأكمل وأضاف الخبير السوداني د.سعيد عبدالرازق – أمين أمانة الإصلاح الإداري والجودة – الذي أستخدم مبضع الجراح في الكشف عن مواجع ونقاط ضعف الخدمة المدنية السودانية ( عدم انضباط . عدم المحاسبة . ضعف التأهيل . عدم المواكبة . عدم التدريب. غياب سجل تقييم أداء الموظفين).. بل وذهب الى مرحلة وضع الحلول الناجعة للمشكل الإداري السوداني لتحقيق الحوكمة والإدارة الرشيدة عبر إقامة مجموعة ورش تقويمية منهجية ( ورش تقييم وتقويم الإصلاح الإداري ) التي خرجت بحصاد مثمر وغالي من المقترحات والرؤى الناجعة والتوصيات التي تضمنت تجارب خارجية ادارية ناجحة..ولكن..
دائما عندما يدخل سوس السياسة في أمر يفسده ويسوقه عيا الى الضياع والتلف..رغم الخير الكثير الذي يكمن فيه..وكم ضاعت وضاعت جهود وطنية مخلصة لانتشال هذا الوطن من وهدته بسبب تدجينها وتصنيفها واختزالها في قالب حزبي ضيق..ونظرة سياسية قاصرة..ومصالح شخصية لا تتعدى المسئول الأول وحاشيته!!.
إضافة إلى ماسبق من تشخيص عالي الدقة.. اعتقادي الراسخ أن السودان لا ينقصه شيء ليكون دولة متطورة صالحة للنماء والاستثمار سوى ( الاستقرار الاداري ) وأكبر مهددات الاستقرار الإداري في السودان هو ( غياب القدوة الإدارية النموذج ) القيادة الأمينة الراشدة ( فاذا كان رب البيت…كما تكونوا يولى عليكم..ولا وصل الغراب..خربانة من كبارا…)..
فالسودان لا تنقصه القوانين الصحيحة واللوائح المنظمة والضوابط الإدارية والكوادر المؤهلة فنيا وأكاديميا..
معهد تدريب القادة الإداريين..برعاية واشراف مباشر من رئاسة الجمهورية..اعداد وتدريب على تحمل المسئولية والنزاهة وعدم المحاباة وتقديم المصلحة العامة على أي مصلحة أخرى والتجرد وتجميد أي انتماء سياسي أثناء عمر الخدمة.
حينها..تكون المؤسسة السودانية معيار قياس إداري عالمي..
رشفة آخيرة :
..ذروة سنام أزمة السودان ( الفشل الإداري )..فإذا صلحت مؤسسات الخدمة المدنية صلحت سائر مؤسسات الوطن..و..معاكم سلامة.????