رأي
ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: من غير ميعاد !!
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
من غير ميعاد !!
من غير ميعاد أغنية خطها قلم الشاعر التيجاني سعيد محمود ، هي من الأغاني ذات الترديد الثلاثي السحري ، الترديد الشعري ثم الترديد اللحني والترديد الاخراجي الإبداعي الذي تفرد به سلطان الغناء السوداني بلا منازع الراحل المقيم محمد وردي وهي تعتبر واحدة من معجزات التفرد الغنائي الراقي الذي يلامس الوجدان ملامسة مباشرة دون إستئذان دخولا وولوجا نحو الإستماع السلس
التجاني سعيد تألق عصفا في كتابتها مستعملا شتي فنون البلاغة التعبيرية العامية مزج التراكيب اللفظية بالموسيقي الشعرية الرصينة ، التجاني سعيد يعتبر من رواد المدرسة الحديثة لفن الغناء السوداني يلعب بالمفردة لعب المتمرس العاشق للجمال وانسدل فيها عزفا فريدا من جمال ..من غير ميعاد واللقيا أجمل في الحقيقة بلا إنتظار…صحيتي في نفسي الوجود ورجعتي لعيوني النهار
جماليا يمكن القول أن هذه الأغنية إجتمعت فيها كل مقومات الإنجذاب نحو عالم راقي ونفس تتطلع نحو صيرورة التلذذ فيها : كل الطيوب الحلوة يامولاتي والجيد الرقيق واللفتة والخصل اللي نامت فوق تسابيح البريق ..وخطاكي والهدب المكحل وفتنة التوب الأنيق، هنا ظهر الوصف الجميل و إنداح عطر الغزل العفيف وانتقل الوصف سريعا إلي ذكري ثم ألم ابرزه التيجاني سعيد خيالا ومكانا وإحساسا أنيقا: في لحظة مرت كالظلال يعبر رؤاي إحساس عميق…فتحتي جرح الليل عزا من صمتي ماقادر أفيق !!
التيجاني سعيد يمتلك في نبضه الشعري خاصية الإنتقال العذب من حال إلي حال في كل شطر من شعره : وا ضيعت الوتر الماغنيت معاهو ولاعرف.. من صدفة عابرة بلاسلام قلبي الغريب في الهم نزف …ياريتني ماشفتك ربيع ولا كان يلازمني الأسف، ظاهرة الإنتقال السريع جمالا يسميها النقاد وضعية البرق الوصفي الشعري الخلاب وهي صفة لايتسم بها إلا شاعر نحرير متمرس في وضع قلمه الذهبي علي ورقة الإبداع رسما من كلمات
ماتت حروف اللقيا قبال أهمسا…والله ما نامت محاسنك لحظة لا الجرح إتنسي…لا الليلة ما سافر عبير في الطيب يغازل نرجسا …لي الليلة ياحبي الكبير في حرقة لافيني الأسي ، هو تعبير جمالي فريد ختم بها شاعرنا الفذ ، من غير ميعاد جمال فني راقي جمع بين سلطانين الأول كتب وتجمل و أفاض والثاني أدي ثم غني وأجاد صوتا وإشراقا ومسرحا وحضورا ، إذن( دا الغنا بلاش) !!.