إقتصاد
في القضارف .. كم تحية تستحقها وزيرة المالية ..؟
القضارف: حسن محمد علي
تجترح وزيرة مالية القضارف دون غيرها من مسؤولي حكومتها التنفيذيين نمط اداري ناعم، وسلس، فيه من التفاني لمهنتها، واللمسة الانسانية التي تحيل قوانين ولوائح العمل الاداري والمالي المحاسبي الي حياة تقضي حوائج الناس في الصحة والامن والتعليم، وفي عهدتها الممتدة كمدير عام لوزارة المالية، لم تتأثر بتغيُر الأنظمة السياسية الحاكمة وظلت ممسكة بقلمها، وصائمة عن الخوض الا في ادائها الوطني، وهي التحية الاولي للوزيرة نجاة ابراهيم
بسيفها ظلت وزيرة مالية القضارف تدافع عن حياض تماسك الدولة في ولايتها، واستقرار هياكل الخدمة العامة، وتحتفظ للعاملين بحقوقهم كمهمة سامية ونبيلة، لا تقل من المحاربين في المعارك، فالغرض الاول للتمرد كان العمل علي انهيار الدولة ومؤسساتها، لذا فان الوزيرة نجاة كانت تدرك حتمية مهمتها في الحفاظ علي تماسك الديوان، وصيرورته، وكانت علي تدخل دائم بما يحفظ تلك اللحمة الهامة والمهمة، ان قلق نجاة علي مؤسسات الدولة ظل يتبدي في كل لقاءاتها مع زملائها في الحكومة، او في الوزارة، ما شحذ همة الاهتمام بهذا الحق الذي كادت بنود صرف الحرب ان تعصف به لولا تمسكها القوي به، وقتالها الشرس من اجله وهو ما تستحق عليه التحية
اشتغلت ابراهيم علي مهمة مقدسة وهي اهتمام الحكومة الولائية بسد الثغرات التي تولدت عن غياب هياكل ومؤسسات اتحادية، كما هو الحال في الاهتمام بمرضي السرطان والكلي ومركز غسيل الكلي، اذ سرعان ما توفروا علي بنود صرف من ميزانية الحكومة الولايئة بالقضارف، رغم تبعيتهما لمؤسسات اتحادية، ولم تفكر نجاة كثيرا في التدخل لتوفير العلاج والمستهلكات والاستحقاقات للعاملين، ففي أول دفعة لانعدام دواء مرضي السرطان بمركز الشرق قامت بتوفير مبلغ (34) مليار جنيه، خلال مدة لم تتجاوز الاربعة وعشرين ساعة وذلك بعد شهر او اقل من اندلاع الحرب وخروج المركز القومي لامراض السرطان، والمركز القومي لامراض وجراحة الكلي، وتواترت دفعيات المالية حتي قبل يومين من كتابة هذه السطور دون توقف للشهر العاشر علي التوالي، لابراهيم التحية الثالثة في عرش الانسانية
التحية الأخيرة الي نجاة التي ظلت ممسكة بمقود العمل في أقسي ظروف الحرب، بينما كانت البلاد تواجه حربا شرسة، والولاية تعايش شهور تناقص الايرادات، لم تفكر في السفر، او تغادر حتي الي أقرب مدينة، فطيلة أشهر الحرب ظلت تؤدي في مهمتها، وحتي في غياب الوالي ظلت تدير دولاب العمل كأفضل ما يكون، تبذل الدعم وتوفر الميزانيات لأولويات حكومتها، وما أشتكت او تضجرت من العابرين بالعشرات نحو مكتبها منذ ساعات الصباح الي المساء.