تحقيقات وحوارات

العضو المؤسس للجنة استكشاف المحترفين في إفادات مهمة

العضو المؤسس للجنة استكشاف المحترفين في إفادات مهمة
المهندس بدر الدين البطل: تغلّبنا على الكثير من المصاعب ووجدنا كل تعاون من الاتّحاد
عطا المنان تعاون معنا بلا حدود وسهّل كثيراً من مهمتنا
أقنعنا أولاد عيسى باللعب للمنتخب بعد سنوات من المحاولات
يوسف علي القادم من الدوري الفنلندي صاحب قدرات كبيرة وسيقدم الكثير للمنتخب

تولّيت التواصل مع الفيفا ونجحت في تحويل هويته للمشاركة مع صقور الجديان

هاني مختار يمكن أن يكون مثل محمد صلاح بالنسبة للمصريين في هذه الحالة
الخرطوم: سودان بور
المهندس بدر الدين أحمد البطل، اسمٌ قد لا يعرفه الكثيرون إلا من خلال العمل الكبير الذي يقوم به في المنتخبات الوطنية التي زين جِيدها بالدرر النفيسة والمواهب المميزة التي وضعت بصمتها بقوة مع صقور الجديان من خلال عمله في لجنة استكشاف المُحترفين السودانيين المبرزين في مختلف دول العالم، بدر الدين شاب طموح ومؤهل ومهندس مرموق في مؤسسة بترولية عالمية، لم يتصدَ لهذا العمل الكبير إلا بدافع الحب الجارف لوطنه والرغبة في خدمته، تخرج في جامعة الخرطوم، كلية الهندسة المدنية العام 2000، ودرس بعدها هندسة النفط في كندا، يعمل في شركة بيكر ديزل الأمريكية في مجال خطوط أنابيب البترول، عشق كرة القدم منذ الصغر في روابط الناشئين بكرري، ورابطة المهدية، وتدرّج حتى لعب لبراعم الهلال، لكن مقاعد الدراسة أخذته بعيداً عن النشاط المنتظم، ولم تمنعه من متابعتها بشغف واهتمام بحكم أنّ والده أحمد البطل كان لاعب كرة قدم معروف في نادي ود نوباوي العريق، المهندس بدر الدين وعبر هذه الإفادات، شرح لنا كيف بدأت فكرة عمل لجنة استكشاف المحترفين والمواهب التي قدمتها للمنتخبات الوطنية كما سنطالع كل ذلك عبر هذا الحديث…
ابتدر المهندس بدر الدين حديثه بهذه التجربة الفريدة ومن أين جاءت الفكرة، وقال: أُتيحت لي في شهر يونيو من العام الماضي متابعة مباراة المنتخب الوطني الأول ضد نظيره الموريتاني في المغرب بعد أن تزامنت مع إجازتي السنوية، والتي قررت أن أمضيها في المغرب بحكم أن زوجتي من هناك، وأضاف: حضرت المباراة في المغرب والتي خسرها منتخبنا الوطني بثلاثة أهداف دون رد، ولعل السبب الرئيسي في تلك الهزيمة توقُّف النشاط الكروي في السودان بعد اندلاع الحرب منتصف أبريل من العام الماضي، ومن هنا فكّرت في إنقاذ الموقف ومساعدة منتخب بلادي في العودة إلى الطريق الصحيح بالاعتماد على محترفين ينشطون في مختلف الدوريات في العالم، ومضى بدر الدين: بعد نهاية المباراة قابلت السيد أسامة عطا المنان، النائب الأول لرئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية إلى جانب الأستاذ طارق عطا، نائب الرئيس ورئيس لجنة المسابقات والأستاذ الفاتح بشارة، وبعد العودة إلى الفندق ناقشنا فكرة استكشاف المحترفين ودعم خطوط المنتخب الوطني بمواهب مميزة وجاهزة وتحقق الإضافة المطلوبة لصقور الجديان، وللأمانة وجدت ترحيباً حاراً وتشجيعاً كبيراً من أسامة عطا المنان رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، الذي أسهم كثيراً في إنجاح تلك التجربة.

ضربة البداية
انتقل المهندس بدر الدين للحديث عن ضربة البداية للمشروع، وقال: بعد انقضاء إجازتي وعودتي إلى كندا عزمت على تنزيل تلك الأفكار إلى أرض الواقع، وكنت من المتابعين لعدد من المواهب السودانية في مختلف الدوريات خاصةً الأوروبية والأمريكية مثل أولاد عيسى وهاني مختار وياسين حامد، ولكن قبل أن أخطو أي خطوة رسمية جددت اتصالي بالأستاذ أسامة عطا المنان والذي أكد لي أنه مرحب بالفكرة وسيدعمنا بلا حدود وأنه مع أي خطوة تدعم المنتخب الوطني وتدفع مسيرته إلى الأمام، وتابع بدر الدين: بعد هذه الخطوة وبحكم إقامتي في كندا بعيداً عن الدوريات الأوروبية كنت بحاجة لشبكة متابعين لاكتشاف المواهب في مختلف الدوريات بأوروبا فاتصلت بالصديق المهندس مازن أبو سن وطلبت مساعدته بحكم أن لديه خبرات أكبر في مجال العمل الرياضي بحكم عمله السابق في الاتحاد، وبحمد الله وتوفيقه وجدت أن لمازن أفكاراً نيِّرة أسهمت في دفع المشروع إلى الأمام، فأصبح الأخ مهندس مازن مقرراً للجنة بحكم خبراته وقمنا بتوزيع الأدوار والمهام والمكاتب، وكنا بحاجة لمنسق اتصال فكان المهندس عبد القادر موسى من الذين تصدوا لهذه المهمة وبعدها كنا بحاجة للمعلومات وبناء قاعدة بيانات، فكان الأخ محمد أيوب في قمة الجاهزية للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه، ومحمد أيوب من الذين سبقونا في هذا المجال لكن لم تر أفكاره النور، وعندما وجد هذه المرة مجموعة نشطة ومجتهدة من أجل إنجاح هذه الفكرة عمل معنا باجتهاد ومثابرة، وكان له دورٌ كبيرٌ في كل النجاحات التي حققتها اللجنة.

أفكار سابقة لم تر النور
قال المهندس بدر الدين إن هناك من سبقوهم إلى هذا المجال منذ عهد حسن برقو، الرئيس السابق للجنة المنتخبات الوطنية، إلى جانب عددٍ من الذين تحركوا لإنجاح تلك الفكرة في وقت سابق مثل لؤي الحلاوي وغيرهم، وأضاف: للأمانة هؤلاء اجتهدوا كثيراً، لكن واجهتهم بعض المصاعب التي لم يتمكّنوا من التغلب عليها خاصةً فيما يتعلق بالاتصال والتنسيق، ولعل ما ساعدنا نحن في هذه النقطة أنّ المهندس مازن أبو سن والمهندس عبد القادر موسى من مواليد بريطانيا، ولعل هذا ما جعلهما في بيئة أقرب للاعبين الذين ينشطون في الدوريات الإنجليزية مثل أولاد عيسى، وهذه النقطة بالتحديد ساعدتنا في توصيل الطلب بطريقة سهلة تفهمها اللاعبون الذين استهدفناهم مع التواصل مع أسرهم ومع وكلاء هؤلاء اللاعبين، واعتقد أن هذه الطريقة أسهمت في تذليل كل المصاعب التي كانت تُواجِـه التجربة وحببت اللاعبين في دفع ضريبة منتخب الوطن.
شهادة أبو بكر عيسى
استدل المهندس بدر الدين، على نجاح لجنتهم في إقناع جميع اللاعبين الذين تم استهدافهم للعب لصقور الجديان بالإفادات التي أدلى بها أبو بكر عيسى “لبي بي سي” عندما ذكر أنه وافق لأول مرة للعب للمنتخب الوطني السوداني، لأن طريقة التواصل والتفاهم كانت مُقنعة وسلسة، وثمّـن بدر الدين المساعدات الكبيرة التي قدمها لهم الأستاذ أسامة عطا المنان في المخاطبات واستكمال الأوراق الثبوتية ومخاطبة الوكلاء بالسُّرعة المطلوبة، ولولا التواصل الجيد من الاتحاد السوداني لكرة القدم مع أندية هؤلاء اللاعبين وتلبية مطالبهم لما تكلّلت تلك المجهودات بالنجاح، وللأمانة عمل الاتّحاد السوداني باحترافية كبيرة في جانب المُخاطبات واستكمال الأوراق الثبوتية وهي فرصةٌ لنشيد بالعمل الكبير الذي قام به السيد أسامة عطا المنان رئيس لجنة المنتخبات الوطنية والأستاذ أبو بكر الماحي المدير الإداري للمنتخب الأول، ومن ثمار تلك التجربة الإنجاز الكبير بتحويل هوية اللاعب يوسف علي من لاعب أجنبي إلى سوداني في زمن قياسي، الأمر الذي مكّنه من المشاركة ضد الكنغو، وتابع بدر الدين: قد لا يعلم الكثيرون أن اللاعب يوسف علي لعب للمنتخبات السنية في فنلندا وتمكنا بحمد الله من تحويل هويته إلى سودانية وأنا واثق من أن هذا اللاعب سيكون في المستقبل القريب من العناصر المؤثرة في المنتخب السوداني، ولاعب مثل يوسف يمكن أن يقدم مستوىً مميزاً لأكثر من عشر سنوات، وتميز يوسف بأنه لعب للمنتخب الفنلندي تحت سن ١٨ سنة وتحت سن ٢١، الأمر الذي يؤكد بأنه لاعبٌ مميزٌ يمكن أن يقدم الكثير للمنتخب الأول، وقد امتدت مخاطباتنا حتى الفيفا، الأمر الذي مكّن اللاعب من المشاركة مع المنتخب الأول دون عوائق قانونية بعد أن حصلنا على موافقة رسمية من الفيفا عبر لجنة أوضاع اللاعبين، وقد وجدنا تجاوباً كبيراً من الفيفا التي سمحت للاعبين باللعب بأوراق سفر مؤقتة تقديراً للظروف التي يمر بها السودان، وقد ساعدنا الاتحاد كثيراً في أن يصبح المنتخب الوطني جاذباً للمحترفين من كل بقاع العالم، فجاء محمد آدم وعبد الرحمن كوكو من أستراليا، وشخصيا أتوقع لمحمد آدم أن يمثل إضافة نوعية للمنتخب الأول، فهو لاعب صاحب قيمة سوقية عالية لا تتحقق إلّا للاعب صاحب قدرات فنية عالية.

تواصلٌ مستمر من أسر اللاعبين
ثمّـن المهندس بدر الدين، صدق الانتماء والولاء للوطن من الأسر السودانية في مختلف دول العالم، وأشار إلى أنّ اللجنة تتلقّى اتصالات مستمرة من اللاعبين في مختلف الدوريات، وكذلك أُسر اللاعبين حتى ينال أبناؤهم شرف دفع ضريبة الوطن، وأكد بدر الدين أن هذا المشروع الطموح سيتواصل حتى يحقق السودان حلم الظهور في كأس العالم بمشيئة الله تعالى.

مكاتب اللجنة
تحدث المهندس بدر الدين، عن المكاتب التي تضمها لجنة اكتشاف المواهب، وقال: هناك مازن أبو سن مقرر اللجنة، وعبد القادر موسى في مكتب الاتصال والتنسيق، والأستاذ أحمد أبو بكر الريح، وشخصي بدر الدين أحمد البطل في لجنة اللوائح والقوانين، والأخ محمد أيوب مسؤولا عن مكتب قاعدة البيانات والسيد محمد محجوب مسؤولا عن مكتب متابعة اللاعبين.

توليت المخاطبات مع الفيفا
تحدّث المهندس بدر الدين أحمد البطل، عن دوره في اللجنة، وقال إنه يعتبر العضو المؤسس للجنة إلى جانب عمله في اللوائح والقوانين، حيث تولى المخاطبات مع الفيفا في حالة اللاعب يوسف علي، الأمر الذي مكن اللاعب من المشاركة مع المنتخب الأول دون عوائق قانونية، وأضاف: كذلك أقوم بالتواصل مع الأندية ووكلاء اللاعبين وقد سافرت في وقت سابق من كندا إلى أمريكا لحل مشكلة اللاعب هاني مختار.

أقنعنا أولاد عيسى بعد سبع سنوات
قال المهندس بدر الدين إن المتابع العادي لا يعرف من نجوم المهجر غير هاني مختار وأولاد عيسى برغم وجود العديد من المواهب التي يمكن أن تقدم الكثير للمنتخب، وأضاف: نجحنا في إقناع أولاد عيسى باللعب للمنتخب الأول بعد سبع سنوات من التفاوض والتواصل، وبحمد الله حضر عيسى نفسه وشجع المنتخب ودفع ولداه محمد وأبوبكر ضريبة الوطن على أكمل وجه، أما اللاعب هاني مختار فقد اتفقنا في اللجنة على ضرورة سفري رفقة الأخ أحمد بحكم قرب المسافة من كندا إلى أمريكا والتي لا تستغرق أكثر من ساعتين جواً، وبعد تفويضنا من قبل الاتحاد السوداني لكرة القدم سافرنا إلى أمريكا وقابلنا هاني مختار وتواصلت مع أسامة عطا المنان الذي أرسل لي التذاكر ذهاباً وإياباً وفضّلت أن يتزامن سفري إلى هناك مع مباراة لهاني مع ناديه حتى أقف على مستواه عن قرب، على أن نقابله بعد المباراة لأن مشكلة النجوم الكبار مثل هاني تتمثل في عدم الرد على الإيميل، الأمر الذي فرض علينا السفر لمقابلته في أمريكا والتنسيق معه، ولعل ما أدهشنا قبل أن نرى هاني في الملعب الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها لدرجة أن تجد مشجعاَ في العقد السابع من العمر يرتدي قميص هاني مختار في المدرجات، وتابعنا تلك المباراة التي خسرها فريق هاني مختار بهدفين لهدف وكان في قمة الحزن بسبب خسارة فريقه ولم نتمكن من مقابلته بعد المباراة بسبب جماهيريته والحراسة الأمنية المشددة عليه وازدحامه بعد المباراة بالتوقيع لمعجبيه والتقاط الصور التذكارية معه، وفي اليوم الثاني قررنا أن نذهب لمقابلته في الأكاديمية دون سابق مواعيد، وصادف وقته آخر عشر دقائق من مباراة مانشستر وليفربول، وأثناء متابعتنا للمباراة في باركن الأكاديمية وصل هاني مختار وتوجه لغرفته فلحقنا به مع زميلي أحمد، فاستقبلنا بترحاب كبير وبكرم السودانيين وأصالتهم التي لم تغيرها النجومية الطاغية، ورغم أنه لا يعرف إلا القليل من اللغة العربية لكن طباعه كان سودانياً، وقد طلبنا منه مساعدتنا في جذب مواهب الأكاديميات للمنتخبات السودانية المختلفة، ورحب هاني بالفكرة، وطلب بأن نمنحه فرصة لدراستها، ومضى بدر الدين: قبل أن نطلب من هاني اللعب للمنتخب فاجأنا بأن أبدى لنا رغبته في اللعب للمنتخب الوطني السوداني من دون أن نتحدث معه مطلقاً عن هذه الفكرة، الأمر الذي يعكس الرغبة الكبيرة لهاني في دفع ضريبة منتخب بلاده، لكنه طلب أن تتم الخطوة في ظروف أفضل لأن والده توفي وقتها، فضلاً عن ظروف الحرب التي جعلت المنتخب يتنقل بين عدة دول بحثاً عن الملاعب، وأنه يريد أن يلعب في السودان، ولكن هاني أمّن تماماً على اللعب للمنتخب السوداني، ولمن لا يعرفون هاني فهو لاعب مؤثر حصد عدة جوائز الموسم الماضي، منها جائزة الحذاء الذهبي كهداف للدوري برصيد 23 هدفاً وجائزة اللاعب الأكثر تأثيراً في الدوري ويتم الاختيار لها بواسطة الفنيين، وهذا دليل على أنه لاعب صاحب قيمة فنية عالية، ولكن أكدنا لهاني أن قيمته الفنية لن تكون عالية إلا باللعب لمنتخب بلاده لأنه عند شباب وطنه مثل محمد صلاح للمصريين، فأكد لنا جاهزيته لخوض التجربة وتقديم كل إمكانياته لمنتخب بلاده، سيّما وأنه لعب للمنتخب الألماني حتى تحت سن 21 سنة.
وقد لا يعلم الكثيرون أن الأهلي المصري أوفد مسؤولة التسويق بالنادي من أجل التعاقد مع هاني مختار، لكن لم يتمكن وفد الأهلي من مقابلته.

الفكرة قابلة للمزيد من التطوير
أكد المهندس بدر الدين في ختام حديثه أنّ فكرة استكشاف المحترفين قابلة للمزيد من التطوير وأنهم بصدد توسيع قاعدة البيانات والتنقيب عن المزيد من المواهب في مختلف دول العالم حتى يستفيد المنتخب الوطني أكثر من هذه التحربة، وتعهّـد بدر الدين بالاجتهاد أكثر حتى يتم تعميم التجربة على كل المنتخبات الوطنية من الناشئين وحتى المنتخب الأول.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق