أحمد حسين يكتب في نافذة امان: كلمات جميلة في القضارف في حضرة من نهوى

لعل الحديث عن القضارف وأهلها ذو شجون خاصة أني بسبب ظروف العمل والدراسة بالخرطوم انقطعت عن المدينة التي ترعرعت فيها منذ الصبا الباكر وعدت إليها لتحتضنني من جديد بعد الغمة التي لفت سماء الخرطوم لأجد نفسي مجددا بين أحبتي وأهلي الطيبون الذين لم تغيرهم سنوات انقطاع الوصل والسمر.
عدت إلى القضارف وفي ذهني أغنية عقد الجلاد العتيقة ” المناظر هي ذاتها والصور نقس المشاهد ” وفي أذني شعار تلفزيون ولاية القضارف منذ أن كان رسالة تبث على مدى ساعات قليلة من فترة بث التلفزيون القومي آنذاك الذي كان يردد دوما” قضارف السعد يا بلد الخير؛ بالاحضان بالاحضان ” .
دارت بخلدي كل هذه الذكريات الحبيبة إلى نفسي وانا أشهد لحظات كادت فيها أن تمطر البلدة ولكنها أمسكت عن الهطول احتراما وتبجيلا لعظم المناسبة التي ودعت فيها القضارف شخصين مهمين لطالما كان لادائهما الاثر الطيب وخلقوا من خلال تواجدهما بالعمل في القضارف قاعدة إجتماعية لعلها كانت المحفز لهم لمواصلة المشوار في بلدة لم يكن لهم فيها أنيس من قبل.
اللواء مدثر حسب الرسول مدير شرطة ولاية القضارف السابق والأديب الأريب العميد الحوري مدير جهاز الأمن السابق؛ كانوا حضورا بهيا في أمسية اعادت الألق القديم للمنتديات الثقافية والأدبية والفنية في منزل عرف أهله بالفن والثقافة والإبداع؛ وتحت نخلة طالما ضمت عشاق الكلم والفكر والسياسة.
مهدي الجمل رجل القضارف الشهر ابت نفسه الا أن تكون الكلمة الأخيرة لهذين الرجلين الذين قدموا للقضارف الكثير تحت دوحته الغناء الجميلة التي تحدث فيها أقوام كثر مثلوا كل قطاعات القضارف الفنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والزراع واساتذة الجامعات وأهل الإعلام.
هكذا هي القضارف تستقبل الناس يالحب والحنين وتودعهم بالدموع؛ دموعا كانت تنساب من أفواه المتحدثين الذين كفوا واوفوا وصفا وتمجيدا لحياة الرجلين وهم في قضارف السعد.
التحية لاهل القضارف والتحية للمحتفى بهم ودعوات متصلة بأن يكون عملهم بالبلدة دافع خير لمواصلة مسيرتها قدما في مقبل الأيام.