رأي
د. عبد الله فتحي يكتب: العربية والحدث..ماذا حدث؟!
عمود صحفي بعنوان/ نصف كوب
كتب: د.عبدالله فتحي✒️
العربية والحدث..ماذا حدث؟!
—————————-
رشفة أولى :
الشاشة تغطيها خلفية حمراء قانية بلون دم متخثر وحروف كوخز الإبر في جسد محموم كتبت:
( عاجل )..
مصادر لقناة العربية:
( مسيرة انتحارية تقصف محيط المهبط الجوي بالفرقة الثالثة مشاة بمدينة شندي دون وقوع خسائر.).
في حين أن الخبر الصحيح بالصياغة الصحيحة هو:
( الجيش السوداني يسقط طائرة مسيرة استهدفت مواقع عسكرية بمدينة شندي.).
تقصف..فعالية
يسقط..بلا فعالية
تقصف..محاولة ناجحة ( وإن لم تحدث خسائر لكنها أصابت الهدف).
يسقط..محاولة فاشلة.
تقصف..من مكان قريب للهدف.
يسقط..من مكان بعيد عن الهدف.
نموذج بسيط جديد متجدد لتلاعب الألفاظ..والخبر الملون..والمصادر المجهولة..والإيحاء بالكلمات..والصياغة بالأجندة هى نهج معتمد موجه في أخبار قناتي ( العربية والحدث ) المعادية لشعب السودان..فهناك فرق مهول بين أبعاد معاني ( تقصف ) .. وأبعاد معاني ( يسقط ) على ذهنية ونفسية ووجدان ومعنويات وتحليل ورؤية الجمهور المشاهد للخبر..الجمهور المتأثر بالخبر..الشعب السوداني.
رشفة ثانية :
وزير الثقافة والإعلام السوداني يصدر قرار ركيك بائس ينقض قراره الأول البائس الركيك في صياغة ضعيفة مهزوزة لينة باردة لا تشبه حجم وشكل وقوة وحرارة المعركة المصيرية العنيفة الضارية المدمرة التي يخوضها أبناء السودان ضد عدو خارجي متمرس شرس لا يعرف الرحمة والإنسانية..حرب تقرر نتيجتها ( أن يكون السودان..أو..لا يكون.)؟!.
قراره الأول في اليوم الثاني من شهر أبريل الجاري الذي قضى بايقاف قناتي ( العربية والحدث ) لأسباب ( عدم التزام بالمهنية و الشفافية المطلوبة في العمل الإعلامي. ) و ( عدم تجديد تراخيص العمل في السودان ) – قرار صائب جاء متأخرا – ففرح السودانيون في النوادي والمنافي والبوادي..لأن القناتين تضعان جنود السودان الأبطال ومرتزقة الدعم السريع الجبناء على كفتي ميزان واحد ( طرفي النزاع في السودان ) ( حرب السودان..صراع قوتين ) ( قتال العسكر في السودان)…
لكن( يافرحة ماتت طفلة رضيعة.)..لم يلبث إلا يسيرا..فعاد وأزدرد قراره ونقضه بقرار نقيض مرتعد مريب؟! قرار في ذات الابريل – وليته خبر كذوب – جاء فيه: ( السماح لقناتي العربية والحدث بممارسة النشاط الإعلامي في السودان عقب إكمال إجراءات الترخيص)؟!!..
فهل التزمت القناتين بالمهنية والخبر أعلاه بعد القرار؟!..أم دفعت دراهم التجديد واكتفت واكتفى بذلك الوزير؟!..
هل حكومة السودان في وادي وشعب السودان في وادي آخر؟!..هل تحتاج حكومة السودان دراهم ( العربية والحدث ) الى حد أن تقتات من ثديها؟..هل تعلم حكومة السودان أن الشعب السوداني اصبح تائها في الأرض مابين مشرد ونازح ولاجيء..بلا وطن وبلا ديار وبلا أهل..؟
يأكل من آلامه وأوجاعه التي تفاوتت مابين جرح الجسد وجراح الروح و فقد الأحبة وفقد السكن ونزيف الصرف ونزيف البلازما..؟صاروا يتامى وأرامل وثكالى..تفرقت السبل فيه بين الأخ والأخت والأب والأم والإبن والإبنة..تتضارب مشاعره مابين الحزن والخوف واليأس والدهشة والرجاء..؟ضائع بلا سند ولا عمل وبصيص قليل من أمل..ذاقوا الذل والقهر والهوان في بلادهم وفي عواصم ومدن لئام..؟والحرب تحرق في خواطرهم قبل أن تحرق هشيم الوطن.
أوقفوا قرارات تغتال عزتنا و كرامتنا و تقتلنا غما وانكسارا و هم.
رشفة آخيرة :
والفتنة أشد من القتل..فما فعلته ولا زالت تفعله أنفاث القناتين ( العربية والحدث ) في تأجيج حرب السودان الضروس لصالح طرف واحد..لم تفعله هند بنت عتبة ( آكلة الأكباد )..ولا ( البسوس ) مابين داحس والغبراء..ولا ( عجوبا ) التي خربت مملكة سوبا..بل أفظع وأبشع..
أقطعوا الحبل المعنوي السري عن العدو..و..معاكم سلامة.????